كتاب أكاديميا

مشاري حمود العميري… دراما تحفظ تاريخ الكويت من التشويه وتعيد القيم إلى الشاشة | بقلم: د. خالد الهيلم الزومان

الفن الذي يكتب التاريخ ويحمي القيم
في زمن تتعرض فيه الهوية للتشويش، والقيم للانزياح، والدراما للانحدار نحو الإثارة والسطحية، تظهر تجارب استثنائية تعيد للناس ثقتهم بالفن ودوره في بناء الوعي

ومن بين هذه التجارب اللامعة يبرز اسم المخرج مشاري حمود العميري، الذي اختار أن يجعل من الدراما مدرسة أخلاقية وحافظةً لتاريخ الكويت، وليس مجرد مادة للترفيه العابر.

العميري قدّم مشروعًا فنيًا مختلفًا، مشروعًا يستعيد الماضي بطريقة ناعمة، عميقة، وصادقة.
ففي أعماله لا نشاهد مجرد بيوت قديمة أو أزياء تراثية أو مشاهد تمثيلية، بل نعيش صورة حية للكويت كما عرفناها وعرفها الآباء والأجداد:
مجتمعًا يوقر الكبير، يعين المحتاج، يحفظ الجيرة، ينصر المظلوم، ويتعامل مع الناس بخلق كريم وشهامة أصيلة.
الدراما ليست للترفيه فقط… بل لصناعة الوعي
من يشاهد أعمال العميري يدرك أنه لا يقدم “دراما تاريخية” لمجرد استحضار الماضي، بل يقدم مشروعًا ثقافيًا وتربويًا يعيد صياغة القيم في قالب بصري جذاب.
فالقيم في أعماله لا تُقال، بل تُرى.
لا تُحكى، بل نعيشها داخل المشهد.
وبذلك يتلقاها المشاهد وينسجم معها بصورة تلقائية وغير مباشرة ، ودون شعور بأنهم أمام مدرسة أخلاق وأصالة قيم .

هذا النوع من الدراما هو ما يُسمى بالفن الواعي؛ الفن الذي لا يكتفي بتزيين الشاشة، بل يساهم في تربية مجتمع ، وإعادة الاعتزاز بالسلوك الإنساني الراقي.

مواجهة التزييف وتثبيت الهوية

في السنوات الأخيرة، ظهرت أعمال درامية وتشويقية تُقدّم صورًا مغلوطة عن المجتمع الكويتي أو تحاول تسويق سلوكيات لا تشبه قيم مجتمعنا.
هنا جاء العميري ليقول بوضوح:
التاريخ لا يُزوّر، والقيم ليست للتفاوض.
فهو يكتب التاريخ بالصورة الصحيحة، ويقدّم الكويت كما يجب أن تُرى:
مجتمعا محافظا محبًا، متعاونًا، طيبًا، يحترم الإنسان ويحفظ العلاقة بين أفراده.
إن هذا الدور ليس ترفًا فنيًا، بل مسؤولية وطنية في زمن تتسارع فيه أدوات الإعلام وتشتد فيه المنافسة على تشكيل العقول.
الجمهور الكويتي والخليجي وجد في هذه الأعمال متنفسًا جميلًا يعيد له صورة المجتمع التي يحبها، ويشعر بالفخر وهو يرى “الكويت” كما يجب أن تكون.
رسالة للجهات الرسمية: ادعموا هذا النموذج الجميل

الفن ليس ترفيهًا فقط، والفنان ليس مجرد صانع محتوى.

عندما يقدم العميري عملًا دراميًا، فهو يساهم في بناء الوعي الجمعي وصناعة الانتماء الوطني، وهذا وحده سبب كافٍ لأن تتبنى وزارة الإعلام والجهات الثقافية مشروعه فحسب بل وتفتح له المجال وتوفر له مساحة أكبر. للمزيد من الإنتاج والعطاء للكويت .
• لأن دعم هذا النوع من الدراما حماية للهوية
• وصون للقيم
• وبناء للأجيال
• ووقوف في وجه التزييف والسطحية

الخلاصة
مشاري حمود العميري ليس مخرجًا عاديًا،
بل مؤسسة قيم
فهو يعيد تعريف الدراما باعتبارها أداة تربوية وثقافية تحفظ تاريخ الوطن وتعيد للمجتمع صورته الجميلة

إن الكويت بحاجة إلى مزيد من هذا النموذج

لأن الأمم التي تحفظ تاريخها تحافظ على مستقبلها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock