أميرة الحسن : فخورة بأنَّي أول كويتية وخليجية تتولى رئاسة بعثة برنامج موئل الأممي
تحدثت رئيسة بعثة «موئل الأمم المتحدة» للكويت ودول الخليج العربي، د. أميرة الحسن، عن مساعيها وجهودها لخدمة دولة الكويت ودول الخليج العربي والشعوب المتضررة من خلال منصبها بالأمم المتحدة، معربة عن سعادتها وفخرها بتمثيل وطنها الكويت كأول امرأة كويتية وخليجية تشغل منصب رئيسة بعثة في الأمم المتحدة…. وفيما يلي تفاصيل الحوار.
• في البداية… كيف حصلت على منصب رئيس بعثة بالأمم المتحدة؟ وكيف كان شعورك؟ – كان لنشأتي منذ الطفولة دور في شغفي المهني الذي تكون في مراحل لاحقة، فأنا من مواليد الأحمدي، وهي مدينة مبنية على الطراز الأوروبي وتتمتع بتصميم حضري رائع ومساحات عامة خضراء مميزة، ومن هنا نشأ ارتباطي بالتصميم الحضري والبيئة وحبي للزراعة والاستدامة، كما كان لدي مهارة في تعلم اللغات، فدرست الإنكليزية والإسبانية والفرنسية والإيطالية والأوردو، إضافة إلى اللغة العربية الأم، وحين انتهيت من دراستي للدكتوراه في جامعة نيو كاسل كان لدي شغف كبير بالعمل التطوعي، فالتحقت بالأمم المتحدة كمتطوعة، ثم حصلت على وظيفة ثابتة، إلى أن تم اختياري لتولي منصب رئيسة بعثة برنامج موئل الأمم المتحدة للكويت ودول الخليج العربي، وشعوري بالفخر لا يوصف لأني أول امرأة كويتية وخليجية تحظى بهذا المنصب. البرنامج الأممي يدعم مشاريع التشجير لمكافحة التغير المناخي والوصول للكربون المتعادل «موئل»… والتنمية ، الموئل هو المكان الذي يؤول له الإنسان ليعمره ويستوطنه، ومن هنا جاءت كلمة «موئل»، وهو حق من حقوق الإنسان وفقاً للمادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أعلنته الأمم المتحدة عام 1948. كما أن هدف التنمية المستدامة الـ 11 هو «جعل المدن والمستوطنات بشرية شاملة وآمنة للجميع وقادرة على الصمود ومستدامة»، ومن هنا يأتي دور برنامج موئل الذي تم إنشاؤه سنة 1978، حيث افتتحت الكويت مكتبها عام 2008 لخدمة الدول العربية كافة من خلال الدراسات الاستراتيجية والمشاريع التنموية والتحضر والتخضير والتغير المناخي. التنمية المستدامة تهدف لجعل المدن والمستوطنات آمنة للجميع وقادرة على الصمود
• وما أهم المشاريع التي ساهم فيها برنامج «موئل»؟ – على مستوى الكويت، ربما لا يدعم البرنامج إقامة مدن جديدة من الصفر، لأن دولة الكويت لا تعاني مشكلة إسكان ولديها خطط إسكانية منظمة لإنشاء المدن والتطور الحضاري واﻟﺬي ﺗﺘﺤﺮك ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ، إذ ﺑﺪأته ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻣﻨﺬ أكثر ﻣﻦ 50 ﻋﺎﻣﺎً عندما تم اﻹﻋﺪاد ﻷول ﻣﺨﻄﻂ هيكلي وذﻟﻚ ﻋﺎم 1952م واﻟﺬي اﻋﺘﻤﺪت عليه الكويت في إنشاء مدنها والعملية التطويرية في الدولة مستمرة، ونحن الآن في المخطط الرابع للبلاد، ولكن دورنا في بعثة الكويت للبرنامج يتلخص في دعم الجهود الكويتية والمساهمة بما نستطيع من أدوات وخبرات لتنفيذ رؤية الكويت، ومن هذا المنطلق ركزنا أكثر نحو تخضير المساحات العامة المفتوحة، ودعم المشروعات التنموية البيئية التي تحافظ على الاستدامة، وخصوصاً في ظل التغير المناخي والأجواء الصحراوية الحارة في الكويت، لتكون مشاريع التشجير والتخضير أهم عوامل الدعم التي يوفرها برنامج الأمم المتحدة من خلال الدراسات والمبادرات لمكافحة آثار التغير المناخي والوصول للكربون المتعادل. مساعداتنا شملت متضررين من انفجار مرفأ بيروت… وفي فلسطين والعراق وأفغانستان مساعدات «موئل»
• على مستوى المساعدات الخارجية، ماذا قدم «موئل» للدول المتضررة؟
– لدينا العديد من المشاريع التي قدمنا فيها دعوماً كبيرة وتبرعات من دولة الكويت في أزمة انفجار مرفأ بيروت، حيث تمت إعادة إعمار برج حمود في لبنان والذي تضرر بقوة من الانفجار، وعلى مستوى فلسطين، خصص البرنامج تبرعات كبيرة موجهة من الكويت لإعادة إعمار المنازل المدمرة في غزة وتم بناء البيوت وتسكين الأسر المشردة نتيجة الحرب، والمشروعان كانا بتمويل سخي من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، كما تم إعمار البيوت المتضررة من الزلزال في أفغانستان، ودعمها مادياً وصحياً بشكل مباشر من الحكومة الكويتية، وتدخل برنامج «موئل» لإنقاذ العراقيين في الموصل والذين تهجروا وسكنوا الخيام في الصحراء في ظل استيلاء تنظيم داعش على منازلهم بدعم من الجمعية الكويتية للإغاثة، وهنا يأتي دور برنامج «موئل» الذي يتدخل في المناطق التي تعاني كوارث تهدد المواطنين، حيث تتم إعادة إعمار منازلهم وتسكينهم من جديد. خططنا المستقبلية تتضمن تحسين البيئة السكنية والمناخية… وأبرز مشاريعنا مكافحة الغبار العابر للحدود
• وما طموحك في الفترة المقبلة؟ – لدينا في البرنامج العديد من الخطط المستقبلية لتحسين البيئة السكنية والمناخية، وبالفعل نجحت في تحقيق طموحات أفتخر بها ومن أهمها مشروع مكافحة الغبار العابر للحدود والذي ننفذه بالتعاون مع مكتب العراق بتبرع سخي من الكويت، ممثلة بالصندوق الكويتي للتنمية، وهو من أهم المشاريع التي ننفذها حاليا، وهدفه تقليل نسب الغبار القادم من جهة شمال الخليج العربي باتجاه الكويت ودول الخليج، وهو مشروع له آثار بيئية عظيمة في السنوات المقبلة، وإضافة إلى الاثر البيئي فهو مشروع ريادي والأول من نوعه على مستوى العالم، ولا تزال الطموحات مستمرة، ومنها ما نقوم بإعداده حاليا مع الجهات المختصة في الكويت من مشروع يهدف إلى تسجيل مدينة الاحمدي كأقدم مدينة نفطية مستمرة في العالم بطرازها الفريد وتصميمها المعماري والجمالي الرائع.