طفلك يكره المناسبات الاجتماعية؟ هكذا يمكنكِ مساعدته
يواجه بعض الأطفال القلقين أو الخجولين أو مفرطي الحساسية صعوبة في التأقلم خلال الأنشطة الاجتماعية؛ سواء كانت مناسبات عائلية أو أفراحا أو أعياد ميلاد لأطفال آخرين، وهو ما يمنعهم من التفاعل مع بقية الأطفال والاستمتاع بطفولتهم، ويصعّب على الأم أيضا حضور التجمعات والمناسبات بسبب إصرار طفلها على عدم الذهاب إليها، أو رفضه الاندماج مع أقرانه أثناءها.
فإذا كان طفلك ممن يواجهون صعوبة في التأقلم مع التجمعات، هذه بعض النصائح التي يمكنك الاستعانة بها لمساعدته على التغلب على شعوره بالقلق الاجتماعي ودفعه إلى الانخراط في المجتمع، وحتى تتمكني أنتِ أيضا من قضاء وقت ممتع في المناسبات الاجتماعية دون أن يعكر صفوها بكاء طفلك أو احتجاجه.
تقبّلي طبيعته
إذا كان طفلك يواجه صعوبة باستمرار في المواقف الاجتماعية، فمن الممكن أن يكون ذلك جزءا من شخصيته، وليس نقصا في قدراته أو عيبا يجب إصلاحه، ومن الضروري تقبّل طبيعته حتى تتمكني من مساعدته.
تقول اختصاصية علم النفس راشيل بوسمان، في مقال نشره موقع معهد تشايلد مايند (The Child Mind Institute)، “لا يعني خوف طفلك من أعياد الميلاد أن به عيبا لمجرد أن كثيرا من الأطفال يحبون الاحتفالات، ومعرفة ذلك أمر مهم جدا لتخفيف الضغط الذي يشعر به الآباء، فليس ضروريا أن يكون طفلك مثل بقية الأطفال”.
التهيئة لمقابلة الغرباء
إحدى أكثر الوسائل فاعلية لتهدئة قلق طفلك هي تهيئته للمواقف الجديدة أو التي تسبب له شعورا بالرهبة والخوف، وذلك بتسليحه بأكبر قدر ممكن من المعلومات عن المناسبة الاجتماعية ومكانها والمدعوين إليها وبرنامجها وأهميتها.
ويمكنكِ الذهاب مع طفلك إلى مكان الحدث إذا أمكن ذلك، أو تمثيل ما سيحدث معه في البيت لمساعدته على تخيل الموقف وجعله مألوفا لديه.
وبالطبع، لا يمكن التنبؤ بكل جوانب الحدث الاجتماعي، إلا أن مساعدة طفلك على تخيل الإحساس العام يجعله أقل خوفا عندما يذهب إلى المناسبة.
اذهبي مبكرا
قد يساعد الوصول مبكرا إلى المناسبة الاجتماعية في تبديد قلق طفلك، ومنحه الوقت الكافي للتكيف والاستقرار ببطء، ومشاهدة المكان قبل فوضى الأطفال الآخرين.
وبرأي الاختصاصية النفسية بوسمان، يمكنك الاستعانة بآباء الأطفال الآخرين وطلب تعاونهم بعد أن تشرحي لهم طبيعة طفلك والتحديات التي يواجهها، ولا ضير أن تستأذنيهم في إمكانية حضورهم مبكرا لمساعدة طفلك على التأقلم
خطوة خطوة
حتى مع محاولاتك لتقديم المساعدة، يحتاج طفلك إلى التكيف بطريقته الخاصة التي قد تبدو بطيئة لك، حاولي دفع طفلك برفق ومنحه الوقت الكافي للمضي قدما بطريقته الخاصة.
على سبيل المثال، إذا ذهبتِ مع ابنتكِ لحفل عيد ميلاد، فقد تحتاج أن تجلس بعيدا لمراقبة الأطفال أولا، ثم الاقتراب، ثم اللعب بالقرب منهم، ثم اللعب معهم في النهاية.
وإذا كان ابنك لا يرغب في حضور حفلات الأطفال، تقترح بوسمان أن تبدئي بدعوة طفل الجيران إلى بيتك حتى يألفه طفلك، وبعد ذلك يمكن المرور إلى مراحل أخرى تحقق له الاندماج تدريجيا مع الأطفال.
حددي التحديات
بجانب النصائح العامة لتهدئة قلق طفلك من المناسبات الاجتماعية، من المحتمل أن يكون طفلك يعاني من مشكلة محددة وتحتاج إلى مساعدتك للتغلب عليها.
ولاكتشاف الصعوبات التي يعاني منها طفلك يمكنك أن تراقبيه أثناء وجوده في التجمعات، أو تناقشي معه أسباب خوفه وتعينيه على التعبير عما يزعجه؛ هل هو قلق الانفصال عنك، أم الخوف من لقاء أطفال جدد، أم رهبة الوجود بين مجموعة كبيرة من الناس، أم غير ذلك؟
شجعي خطواته الصغيرة
التعزيز الإيجابي؛ سواء المادي أو المعنوي، من أكثر الطرق فاعلية لتعليم الأطفال وتعديل سلوكهم وزيادة ثقتهم بأنفسهم، فعندما يحظى طفلك بالتشجيع مقابل تصرفاته وأعماله فإنه ينجذب بشكل طبيعي إلى تكرارها وترسيخها.
لذلك حاولي التركيز على التصرفات الإيجابية لطفلك وتعزيزها، وساعديه على الانخراط في التجمعات، ويمكنك تفصيل تصرفاته ومدح كل خطوة من خطواته الصغيرة، بقولك مثلا “أحببت جلوسك بين الأطفال وتناول الطعام معهم”، “لقد كنت مدهشا خلال لعبك مع أصدقائك وتعاونك معهم”.
ابحثي له عن أصدقاء
يشعر معظم الناس براحة أكثر عند الذهاب إلى المناسبات الاجتماعية مع أصدقائهم، وهذا دأب الأطفال أيضا.
لذلك حاولي المشاركة في الأنشطة الاجتماعية التي يوجد بها أصدقاء طفلك، أو نظمي أنتِ تجمعا للأطفال من أصدقاء ابنك حتى يتشجع للانخراط واللعب معهم، وإذا ذهبتِ إلى مكان ليس به أحد من أصدقائه ساعديه على اكتساب أصدقاء جدد.
وبدلاً من الذهاب معه وسط الأطفال والتحدث معهم للعب معه، علميه كيف يمكنه هو الحديث معهم، ويمكنك تدريبه على ذلك في البيت، بأن تقومي بدور طفل آخر يحاول التعرف على ابنك ثم تتبادلان الأدوار.