كيف تحافظ على تركيزك في العمل وتتخلص من المشتتات؟
يعد التركيز في العمل أحد الأسلحة الرئيسية التي تلزم الموظف والمدير الناجح على حدٍ سواء. ولعل قلة الراحة، وعوامل التشتيت -مثل الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية-، إلى جانب تعدد المهام، من الأسباب الشائعة لفقدان القدرة على التركيز.
فكيف تستعيد تركيزك للحفاظ على إنتاجيتك؟
يقول مدرب الإدارة والتطوير الذاتي محمد تملي، إن التركيز في العمل يعتبر من القواعد الأساسية للنجاح المهني، سواءً للموظف أو المدير”.
أما عن أسباب الافتقاد إلى التركيز، فيرى تملي أن أبرزها:
- كثرة المهام والأعمال المطلوبة من الموظف أو حتى المدير، ووصفها جميعا بأنها أولوية ويجب أن تنجز بأسرع وقت ممكن، فيلجأ الموظف لمحاولة إنجاز المهام بسرعة، مما يتسبب في افتقادها للجودة والدقة المطلوبة.
- غياب الآلية الواضحة للتواصل بين أعضاء فريق العمل، خاصة فيما يتعلق بتواصل الموظفين مع رؤسائهم، إذ يتبع بعض المدراء سياسة الباب المفتوح التي تتسبب في كثرة المقاطعات ومراجعة الموظفين للمدراء في أي وقت، مما يتسبب في تشتيت التركيز.
- بيئة العمل التشاركية، والتي قد تكون لها الكثير من الإيجابيات، إلا أنه من سلبياتها التسبب في فقدان التركيز، خاصة عند غياب الضوابط، فالضوضاء العالية والاجتماعات المتكررة والتداخلات المستمرة من الزملاء لا تساعد على التركيز.
- المشتتات الرقمية، وخاصة إشعارات الهاتف ومنصات التواصل الاجتماعي والتي يجب الحد منها أثناء العمل.
متى يعتبر فقدان التركيز حالة تدعو للقلق؟
يقول تملي إن أهمية التركيز في العمل، تكمن في إنجاز المهام بالوقت المحدد والجودة المطلوبة وانخفاض معدل الأخطاء وزيادة الإنتاجية.
ويضيف مدرب الإدارة والتطوير الذاتي، “تصبح حالة فقدان التركيز في العمل مقلقة، عندما تؤثر على أداء الموظف وإنتاجيته بشكل كبير، فإذا وجد صعوبة في استكمال المهام بالشكل المناسب، أو ارتكب الأخطاء بشكل متكرر، أو وجد صعوبة في التفكير واتخاذ القرارات، فقد يكون ذلك مؤشرًا على حالة تدعو للقلق”.
ويتابع، “قد يتجاوز أثر فقدان التركيز الموظف نفسه ليؤثر على المؤسسة برمتها، فقد يؤدي التأخر في إنجاز المهام، وارتفاع معدل الأخطاء، وتراجع الإنتاجية والجودة، إلى تدهور أداء المؤسسة”.
كيف تحافظ على تركيزك في العمل؟
ويقدم تملي مجموعة من النصائح والأساليب العملية لزيادة التركيز في العمل وتجنّب التشتت:
- ضع آلية خاصة للتواصل بك، وإن كنت “مديرا” فلا تجعل بابك “مخلوعا” بل “مفتوحا”؛ أي حدد أوقاتا لتواصل فريق العمل معك مع مراعاة المهم والعاجل.
- لا تعمل على أكثر من مهمة في نفس الوقت، أنجز الأولى ثم انتقل للتالية، وهكذا.
- ضع خطة أسبوعية واضحة للمهام والأعمال المطلوب منك إنجازها، وجدول أعمال يومي.
- استخدم أسلوب العمل العميق، ولتعرف عنه أكثر أنصحك بقراءة كتاب “العمل العميق” للمؤلف كال نيويورت.
- استخدم تقنية “البومودورو” في التركيز، يمكنك أيضا القراءة عنها أكثر في الإنترنت لمعرفة آلية استخدامها.
أسباب فقدان التركيز
وبدورها ترى مدربة المهارات الحياتية سوسن الكيلاني أن هناك أسبابا كثيرة تجعل الموظف غير قادر على التركيز في العمل، بعضها شخصي لا علاقة له ببيئة العمل، والآخر من داخل بيئة العمل، وبعضها يتعلق بالأشخاص، والآخر بالمهام أو المنصب أو نفس بيئة العمل، إليك الحل:
- التركيز مهم جدا لإنجاز مميز، يجب أن يكون التركيز موجود منذ البداية ومنذ اللحظة الأولى للدخول إلى المكتب، سواء كانت مهام روتينية أو طارئة تحتاج إلى تركيز إضافي، لأن ذلك يوفر الكثير من الوقت والجهد.
- يستحسن أن يدون الموظف المعلومات المهمة ويرتبها حسب الأولوية، ويفضل كذلك إعادة المطلوب على سمع المدير حتى ينبهه لأي إضافات قد يكون نسيها.
- صفاء التفكير والقدرة العالية على التركيز تأتي مع التدريب، ولكن أهم مرحلة هي ترك المشتتات المنزلية قبل الدخول للعمل وخاصة البسيطة، أما المهام الضرورية مثل أخذ موعد لطفل مريض، فيجب أن تنجز سريعا حتى يرتاح المخ ويصفو للعمل.
- ضرورة ترتيب سطح المكتب بالطريقة التي تسهل الوصول للأشياء المهمة، إذ يمكن الطلب من الموظف المسؤول عن النظافة عدم تغيير وضع الأوراق أو الملفات.
- إذا كان القيل والقال يشتت التفكير، عليك الخروج من المكان ولو لـ5 دقائق والابتعاد عن الثرثارين وناقلي الإشاعات، لأنهم من أهم عوامل التشتت.
طرق لاستعادة التركيز
إذا كنت تواجه صعوبات في التركيز في العمل، فينصح موقع “إنديد” ببعض الطرق التالية لحل المشكلة:
- احصل على قسط كاف من الراحة: إذ لا يساعدك ذلك على التركيز في الصباح فقط، بل يجعل التركيز طوال اليوم أسهل بكثير. ويتراوح متوسط مدة النوم الموصى بها للبالغين ما بين 6-9 ساعات كل ليلة.
- خطط لوجبات صحية: كل ما تأكله من طعام يمكن أن يؤثر على تركيزك، فالأطعمة الخالية من السكريات والنشويات والدهون تساعد في تحسين القدرة على التحمل في العمل.
- قلل من التوتر: يمكن أن يساعدك تقليل التوتر في العمل في الحفاظ على الهدوء، والتركيز تجاه مشاريعك، فكر في إضافة عناصر مهدئة إلى مكان عملك إن أمكن، مثل الروائح العطرة أو الشموع أو حتى اختيار كرسي ومكتب مريح.
- تعاون مع زملائك في العمل: إذا تسببت مهمة كبيرة في تشتيت الانتباه بسبب التوتر، فإن طلب المساعدة من زملاء العمل قد تجدد تركيزك.