هل يهدد الذكاء الاصطناعي مهنة المُعلم؟
تغيّر دور المعلم مع التكنولوجيا، إذ لم يعد يؤدي دوره في التعليم كما في السابق، في ظل منصات التعليم البديلة، والمواقع الإلكترونية التي تشرح المناهج بطريقة مبسطة ومفصلة، فهل ستختفي هذه المهنة؟.
كيف اختلف دور المعلم؟
وحسب عبيدات “لم يعد المعلم اليوم مصدراً للمعلومة، ولا يؤدي وظيفته بنقلها، لأن المعلومات في وقتنا الحالي، متوفرة للطلبة من مصادر الإنترنت، والمنصات التعليمية”.
ويشير عبيدات إلى أن قدرة الطلبة على الحصول على المعلومة أصبحت أفضل، بسبب تعدد مصادرها، قائلاً: “الطلبة اليوم، أكثر قدرة من المعلم على إنتاج المعلومات”.
ويلفت الخبير التربوي إلى أن “تغير دور المعلم مرتبط بالتغييرات في المجتمعات، وبالتطورات في فلسفة التربية”.
ويوضح الفرق بين دور المعلم اليوم وسابقاً، قائلاً: “وظيفته اليوم نقد المعلومات، وتمحيصها، ومساعدة الطلبة على اختيار المراجع والمصادر المناسبة، ليس إلا”.
التطور سيلغي مهنة التعليم؟
ويرى عبيدات أن الذكاء الاصطناعي “سيلغي كثيراً من المهن التعليمية، وسيقلّص مهام المعلم الحالية”، ويقول: “مهمة التحليل وإنتاج المعلومات من المعلم، لم تعد موجودة وضرورية في ظل الذكاء الاصطناعي”.
ويضيف عبيدات “من الطبيعي تغيير مهنة التعليم، وإن لم يلغِها التطور التكنولوجي، ستظهر وظائف جديدة بديلة عنها”.
أما الخبير التقني والدكتور الجامعي زيد ربابعة فيذهب في حديثه لـ 24 للإشارة إلى أن “التطور لن يلغي دور المعلم ولكن بدأ يغيير أدواره”.
ويعتبر ربابعة “أن المعلمين عليهم تطويع أدواتهم التعليمية للمستقبل”، ويرى أن جائحة كورونا كان لها الأثر الأكبر في نقل قطاع التعليم من مستوى إلى آخر في كل دول العالم.
أجيال المستقبل أذكى
ويقول ربابعة: “الأجيال الحالية والمقبلة ستكون أذكى من الأجيال السالفة” ولذلك على المعلم أن يواكب التقنيات المتطورة والأدوات الحديثة، ويفهم بيئة الطلاب الجديدة وثقافتهم العالمية.
وكما يعتقد البعض من مؤيدي استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، فإن الخبير التقني يرى أن التكنولوجيا ستتمكن من “ابتكار محتوى تعليمي جيد يتناسب مع أجيال المستقبل”.
ويضيف ربابعة “التطور التكنولوجي سيمكننا من إنشاء جامعات ومدارس إلكترونية كاملة، أي أن دور المعلم أصبح مقتصراً على إعداد وتهيئة البيئة الإلكترونية المناسبة للطلاب والمتابعة الإنسانية لكل طالب”.
ويؤكد أن على المعلم أن يتجه لاكتساب مهارات “البرمجة، والذكاء الاصطناعي، وأدوات التعليم الحديث، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من غوغل أومايكروسوفت” وغيرها.