ما هو “الحضور التنفيذي”.. ولماذا يعد مفتاحاً أساسياً للتطوّر المهني؟
قد يختلف تعريف الحضور التنفيذي جزئيا من حالة إلى أخرى، إلا أنه يرتبط عادةً بمكونات أساسية تشمل: الثقة والاتزان تحت الضغط، الحسم، الذكاء العاطفي، المظهر المهني، ومهارات الاتصال الفعالة.
وقد يمتلك بعض الأشخاص هذه الصفات بشكل طبيعي، فكيف يمكن تطويرها وصقلها مع مرور الوقت؟
يقول المدرب في إدارة الأعمال والتطوير الشخصي والمهني محمد تملي، “خلال عملي كمدير تنفيذي، لأكثر من 10 سنوات، كان الموظفون الذين أفوض الأعمال لهم وأنقلهم لمناصب قيادية أعلى، يتمتعون بالمهارة العالية والاحترافية في العمل والثقة والتأثير في الآخرين بشكل إيجابي، هم موظفون ينجذب إليهم الزملاء وحتى العملاء ويسمعون لهم ويأخذون بآرائهم، وهذا ما أسميه بالحضور التنفيذي”.
ويوضح، “يمكن تعريف الأمر بأنه قدرة الموظف على إبراز مهاراته العالية والاحترافية في العمل وثقته بنفسه وتأثيره بالآخرين بشكل إيجابي”.
لماذا تحتاج الحضور التنفيذي؟
يجيب المدرب تملي، في حديثه للجزيرة نت، بأن “كل موظف يسعي للتميز المهني وتطوير مهارات القيادة والقدرة على التأثير بالآخرين، ويطمح أن يعزز سمعته المهنية ويبني صورته كمحترف، لا بد أن يمتلك الحضور التنفيذي، فهو يفيد في مسيرة الفرد المهنية من خلال:
- زيادة فرص الترقية إلى مناصب قيادية أعلى في الشركة.
- بناء الثقة مع الزملاء والمديرين.
- يمنح الفرد القدرة على التأثير في الآخرين والتغيير.
نصائح تعزيز الحضور التنفيذي
وإذا كنت تريد تعزيز حضورك التنفيذي في العمل، ينصحك المدرب تملي بما يلي:
- واصل تطوير المهارات والمعرفة اللازمة في مجال عملك من خلال الدورات التدريبة والحصول على شهادات مهنية، ومن خلال القراءة والتعلم، وتوثيق الدروس المستفادة أثناء مسيرتك العملية.
- حسن مهارات الاتصال المكتوبة والشفهية.
- اهتم بعلاقاتك الإيجابية مع المدراء والزملاء والعملاء.
- كن متواجدًا ومبادرًا دائمًا خاصة في المشاريع والأعمال الجماعية.
- تعلم مهارات القيادة والتأثير في الآخرين.
- امتلك مهارات التفكير الإيجابي والذكاء العاطفي.
- عزز ثقتك بنفسك باستمرار.
- ابنِ لنفسك أسلوب حياة متوازن بين العمل والحياة الشخصية.
كتاب “الحضور التنفيذي”
وأخيرًا يقول تملي، “أنصحك بقراءة كتاب (الحضور التنفيذي) للمؤلفة سيلفيا آن هيوليت، والذي وصفه الناشر بأنه كتاب قوي ومهم موجّه إلى شباب الموظفين الصاعدين في السلم الوظيفي، حيث إن الشهادات والمؤهلات وحدها لن تنقلك إلى فرصتك الكبيرة التالية، فأنت بحاجة أيضًا إلى أن يكون لك حضور تنفيذي، أي القدرة على إظهار الثقة والمصداقية، ففي هذه الدراسة الزاخرة بقصص مفعمة بالحياة، والبيانات المؤكدة على حد سواء تخبرنا سيلفيا آن هيوليت كيف نبرع في الحضور التنفيذي ونكون محترفين فيه”.
القدرة على التأثير
من جانبها، تقول مدربة مهارات الحياة سوسن كيلاني، إنك “عندما ترى شخصية قيادية بامتياز تشعر فورا بقوة تأثير هذه الشخصية، وقدرتها على التحريك والتوجيه وجذب الانتباه منذ اللحظة الأولى”.
وتعتقد أن جزء من هذه الشخصية ذات الحضور التنفيذي، والتي نفتقدها كثيرا في حياتنا اليوم، يرجع إلى منبت فطري، “أما الجزء الآخر، فيعود إلى التدريب والتطوير والعمل على الذات والتعلم من التجارب، وهذا يعود بالخير دوما على الفرد وعائلته وعمله ووطنه”.
وتعلل، “لأن السفينة تحتاج ربانا والطائرة إلى قبطان، هذه سنة الحياة، رئيس ومرؤوسون لتحقيق الأهداف، لذلك علينا البحث عن هؤلاء القادة بالفطرة، وتطوير إمكانياتهم قدر المستطاع منذ الصغر. وأيضا التركيز على القياديات من النساء لأنهن بذات الأهمية في هذا العالم الصعب”.
وتشير المدربة كيلاني إلى أن الحضور التنفيذي للشخصية القيادية ينعكس على الإنسان انعكاسا إيجابيا إذا كان إيجابيا وأخلاقيا، “لأنه يحقق ذاته ويشعر بمزيد من الثقة للتقدم للأمام، إلى جانب تحقيق تطلعات أكبر سواء على مستوى العائلة أو العمل أو البناء الاجتماعي”.
وتضيف، “لأن هذه الشخصية إذا حركت الأفراد وحفزتهم بشكل صحيح، تساعدهم كثيرا بالإنجاز المعتمد على فرق العمل الجماعية، كما أنها تكون ملهمة للقادة الصغار وتمثل نموذجا حيا يحتذى به”.
خطوات تعزز قدراتك القيادية
ونشر موقع “بيرسوناتالينت” خطوات رئيسية يمكنك اتخاذها للبدء في تنمية الحضور التنفيذي، وتعزيز النفوذ والقدرات القيادية:
- إتقان مهارات الاتصال: يتضمن إتقان مهارات الاتصال التحدث والاستماع بفعالية. عندما تتحدث احرص على الوضوح والإيجاز والإقناع.
- إظهار الثقة: إظهار الثقة لا يعني التفاخر بقدراتك أو إنجازاتك، بل بإيمانك الداخلي بمهاراتك وقدرتك على التعامل مع المواقف المختلفة، ويتم التعبير عن الثقة بمهارة من خلال لغة جسدك، والطريقة التي تتحدث بها.
- ممارسة الذكاء العاطفي : يدور الذكاء العاطفي حول إدراكك لعواطفك وتنظيمها بشكل فعال، والقدرة على التعاطف مع الآخرين، إنه أمر بالغ الأهمية لإدارة العلاقات والقيادة بفعالية.
- الحزم.. لا العدوانية: يتضمن كونك حازما التعبير عن أفكارك ومشاعرك بصراحة وصدق، مع احترام حقوق ومعتقدات الآخرين. إنها حل وسط بين السلبية والعدوانية.
- القيادة بالتعاطف: تتضمن القيادة بالتعاطف فهم ومشاركة مشاعر الآخرين. يتعلق الأمر بالاعتراف بوجهات نظر الآخرين وإظهار التعاطف، وللقيادة بتعاطف عليك بذل الجهد لفهم تجارب ووجهات نظر أعضاء فريقك.