جامعة الكويت

لماذا تراجع تصنيف جامعة الكويت بعد ارتفاعه؟

سجّلت جامعة الكويت تراجعا في التصنيف العالمي times higher education (THE) لعام 2024، الصادر قبل ايام، حيث حلت بالمركز 1001–1200، رغم انها كانت بالمركز 801–1000 للعامين السابقين.

يرى مراقبون ان الفراغ الإداري لعب دورا كبيرا في تراجع تصنيف الجامعة، حيث ان معظم هذه التصنيفات العالمية يعتمد على تواصل المؤسسات التعليمية مع جهة التصنيف وتزويدها بالبيانات الحديثة، بينما جامعة الكويت شهدت عدم استقرار اداري غير مسبوق، تمثل بتغيير القيادات في الادارة الجامعية، مما يؤثر في جودة تطبيق القرارات بشكل عام وتلك المعنية بتحسين التصنيف بشكل خاص او استمراريتها.

من جهة اخرى، فإن الجامعة دفعت على مدى سنوات سابقة، ثمن كونها الجامعة الحكومية اليتيمة في البلاد، بالتالي كانت تقبل اعدادا تفوق طاقتها الاستيعابية، مما يؤثر سلبا في معيار مهم ضمن معايير التصنيفات العالمية، وهو معيار نسبة الطلبة لاعضاء هيئة التدريس، حيث اشارت بيانات THE الاخيرة الى ان هذه النسبة بلغت 14.7 طالب لكل عضو هيئة تدريس، بينما يرى مراقبون ان نسبة الطلبة لاعضاء هيئة التدريس متباينة من كلية لاخرى، بسبب التكدس الطلابي في كليات تقبل اضعاف كليات اخرى سنوياً.

سعة المباني

رغم ان الجامعة استطاعت ان تزيد من سعتها المكانية بالانتقال الى مبانيها الجديدة في مدينة صباح السالم الجامعية – الشدادية، فإنها بحاجة لان تزيد طاقتها البشرية من خلال تعزيز اعداد اعضاء هيئة التدريس، حيث يرى مراقبون انه في حال استمرار قبول كل الطلبة المتقدمين مستوفي الشروط سنويا، فإن على الجامعة ان تضاعف اعداد اعضاء هيئة التدريس، خاصة ان الامر مرتبط باعداد جداول دراسية وتوفير شعب دراسية في كل فصل، فقبول اعداد كبيرة دون تعزيز اعداد اعضاء هيئة التدريس سيزيد من الازمة ففي حال عدم توفر الشعب الكافية سيبقى الطالب مدة اطول في الجامعة وتستمر الكثافة الطلابية العالية.

بينما من جانب آخر، تشير التوقعات إلى ان الضغط الطلابي على جامعة الكويت سيخف بعد افتتاح جامعة عبدالله السالم الحكومية، وهي ثاني جامعة حكومية بتاريخ البلاد، الامر الذي سيساهم كذلك بعودة المستوى الفعلي لجامعة الكويت في التصنيفات العالمية، من خلال تعديل نسبة الطلبة لاعضاء هيئة التدريس، كما ان قانون الجامعات الحكومية 76 لسنة 2019 الذي أتاح فرصة افتتاح جامعات حكومية أخرى سيكون عاملا مؤثرا في استعادة جامعة الكويت لريادتها بعد افتتاح جامعات زميلة لها.

سياسات القبول

في المقابل، فإن كونها جامعة حكومية، فقد كانت، ولازالت، سياسات قبول الطلبة الاجانب محددة، وهو معيار يؤثر مباشرة على التصنيف، حيث كانت نسبة الطلبة الاجانب وفق اخر بيانات لـ THE ،%13 فقط، فقد كانت الجامعة تقبل فئات محددة فقط من الاجانب ضمن طلبتها منهم ابناء الكويتيات، او ابناء الدبلوماسيين او الحاصلين على منح ثقافية فقط، بينما خلال اخر عامين فتحت باب القبول للطلبة الاجانب على نفقتهم الخاصة سعيا منها لتحسين تصنيفها، بينما يرى المراقبون ان اثر ذلك يتطلب مرور اكثر من عامين ليظهر في تحسين التصنيف. ودعت اوساط اكاديمية الى ضرورة تحسين البيئة البحثية في الجامعة، كونها مؤثرة للغاية في تحسين التصنيفات العالمية ومركز جامعة الكويت بين جامعات العالم، مشيرة الى ان خفض الميزانية لا يجب ان يطول الابحاث، بل يجب تعزيز القطاع البحثي بدعم مالي ومعنوي سواء من خلال القنوات الخاصة بذلك من جامعة الكويت او المؤسسات الاخرى الداعمة للابحاث، ليستمر اعضاء هيئة التدريس في تأدية مهامهم البحثية الى جانب التدريس وحضور المحاضرات.

تحسن في تصنيف QS

جاء هذا التراجع لجامعة الكويت في تصنيف THE رغم انها استطاعت ان تحسن ترتيبها في تصنيف QS العالمي للجامعات لعام 2024، الصادر في يوليو الماضي، بسبب اجراءات كانت قد اتخذتها منذ عام 2018، حيث اصدر وزير التربية وزير التعليم العالي آنذاك قرارا بوضع استراتيجية لتعزيز تصنيف الجامعة ولجنة خاصة لمتابعة تصنيف الجامعة في QS، في حين ان الجامعة تبدو بحاجة لان تتابع تصنيفات اخرى كذلك منها THE، حرصاً على تحسين ترتيبها.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock