“التجربة اليابانية في التعليم و الدروس المستفادة”
أكدت مدير المركز الإقليمي للطفولة و الأمومة سعاد السويدان انه تم تأسيس المركز ليكون مركز منارة إشعار وتوجيه ورعاية ومركز معلومات متقدم يواكب المجتمع في مجال رعاية الطفل ودعم وتنمية رعاية الأسرة وفق فلسفة شاملة ورسالة عامة ورؤية عالمية تدعم مناهج وبرامج التربية والتعليم في ضوء وتطلعات المستقبل مع تنمية دائمة وواعية للمواهب الفطرية والخبرات المكتسبة والإمكانات المادية.
جاء ذلك من خلال المحاضرة التي أقيمت تحت رعاية الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتعليم و بالتعاون مع المركز الإقليمي للطفولة و الأمومة و إدارة العلاقات العامة بوزارة التربية بعنوان “التجربة اليابانية في التعليم و الدروس المستفادة” و التي ألقاها البروفسور علي مهران هشام صباح أمس في المركز الإقليمي للطفولة و الأمومة.
و من جانبه أشاد الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم رضوان الرضوان بجهود المركز الإقليمي للطفولة و الأمومة لاستضافتهم لهذه المحاضرة و البروفسور علي مهران هشام الذي تطرأ لهذا الموضوع الهام و الذي يساعد في تطوير المسيرة التعليمية في الكويت و الإطلاع على ما توصلت له اليابان في الجانب التعليمي.
بدأ علي مهران بتحليل القوى والعوامل الثقافية المؤثرة على التعليم مشيرا إلي مجموعة من العوامل والقوي مثل العوامل السكانية مبينا تقدير اليابان البالغ لقيمة الإنسان وأهمية العنصر البشري في تحقيق التنمية الشاملة وكذلك العامل اللغوي حيث يقدر اليابانيون لغتهم الوطنية تقديرا بالغا حتي أنهم جعلوها اللغة الأساسية في مختلف مؤسسات التعليم العالي ، كما تناول العامل الديني حيث تحفل اليابان بخليط من التراث الديني ، بالإضافة إلي غيرها من العوامل الجغرافية والاقتصادية والعسكرية والتي أسهمت في تشكيل الشخصية اليابانية والتعليم الياباني.
و تطرأ مهران إلى النظام التعليمي الياباني و الذي يعرف ب(6-3-3-4) أي ست سنوات للمرحلة الابتدائية و ثلاث للمتوسطة و ثلاث للثانوية ثم أربع سنوات للجامعة, و تم ضم المرحلة المتوسطة إلى المرحلة الابتدائية لتصبح السنوات التسع الأولى من التعليم تعليما أساسيا و إلزاميا.
و أضاف مهران بأنه بعد أن حققت اليابان المعجزة الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة صناعيا بعد أن خرجت من الحرب المدمرة مشلولة، توجهت أنظار العالم لدراسة النموذج الياباني في الاقتصاد والإدارة والإنتاج لمحاولة تفسير هذا التفوق. إن التربية اليابانية تمد جميع الأطفال في اليابان بنوعية عالية ومتوازنة من التعليم الأساسي في مجال القراءة والكتابة والحساب والعلوم والموسيقى والفنون والأخلاق. وذلك خلال تسع سنوات من التعليم الإلزامي. إن التعليم في اليابان جعل متوسط التحصيل لدى الطالب الياباني من أعلى المتوسطات بالمعايير العالمية المعروفة. ومن الناحية الرقمية فإن كافة الأطفال اليابانيين يكملون السنوات التسع الإلزامية. إن التربية اليابانية نجحت في عدد من المجالات ذات الأهمية القصوى في التفوق التربوي بالمقارنة مع كافة دول العالم.