أخبار منوعة

مريم البحر: الحياة الدراسية مع مرض مزمن.. إستراتيجيات النجاح للطلبة والعائلة

العودة إلى المدرسة بعد إجازة طويلة دائماً تمزج بين مشاعر القلق والإثارة لدى الأطفال والأهل. وبالنسبة للذين يعانون من الأمراض المزمنة تتضاعف هذه المشاعر. وفي بعض الحالات يحتاج الطفل إلى بعض التعديلات لضمان حقه في التعليم.

تقدّم اختصاصية حياة الطفل المعتمدة، مريم البحر، أدوات ونصائح وتقنيات مختلفة، يمكن للآباء ومقدمي الرعاية استخدامها لدعم أطفالهم ذوي الأمراض المزمنة مع العودة إلى المدرسة بأمان.

الاستعداد للعودة

التأكُّد من أن طفلك جاهز طبياً للعودة إلى المدرسة هو الخطوة الأولى، يُفضل جدولة فحوصات شاملة قبل بداية العام الدراسي، لضمان أن يكون طفلك في أفضل حالاته. ويجب على الوالدين التنسيق مع ممرضات المدرسة والناظرة لإعداد خطة إدارة صحية مُخصصة لطفلهما، وأن تحدد هذه الخطة احتياجات الطفل بوضوح، مثل الأدوية الموصوفة وأوقات تناولها، وتقديم قائمة محدثة بأرقام التلفون في حالات الطوارئ والأعراض المحتملة التي تجب مراقبتها.

التواصل مع الزملاء

الأطفال بطبيعتهم فضوليون، وإذا كان لدى الطفل حالة قد يلاحظها زملاؤه، فمن المفيد تجهيز طفلك للإجابة عن الأسئلة التي قد يطرحها عليه زملاؤه حول حالته. ويمكنك النظر في إعداد سيناريوهات تمثيلية في المنزل، وطرح أسئلة قد يتلقاها طفلك من زملائه، والعمل معاً لإعداد إجابة تناسبكم. وتذكّر أنه من الطبيعي إذا أراد طفلك أن يقول للآخرين «أفضّل عدم الإجابة على سؤالكم» فهذا من حقه، لأن ذلك يعزز خصوصيته وثقته بنفسه ويمكنه من تقديم المعلومات بشكل أفضل.

قد تُسهم المدارس أيضاً في تقديم عروض توضيحية، حيث يمكن لممرضة المدرسة أو الراعي شرح حالة الطفل بطريقة تناسب الأطفال، مما يعزز بيئة التعاطف والتفاهم.

دور المـعـلـمـيــن

المعلمون هم الداعم الأساسي في بيئة المدرسة، من المهم تثقيفهم حول حالة طفلك وآثار الأدوية الجانبية، حتى يتمكنوا من تكييف تعليمهم لتلبية احتياجات طفلك، مثل توفير وقت إضافي للواجبات، مما يقدم الدعم للطفل ومرافقه. من الضروري التنسيق المستمر مع المعلمين لإدارة أي غياب محتمل بسبب الحالة الصحية أو المواعيد الطبية، لضمان عدم التأخر الأكاديمي للطفل.

الرعاية الأقل وضوحاً

بينما يعد الدعم الطبي قيمة لا تقدّر بثمن، فمن الأساسي ألا يكون مزعجاً أو معزولاً للطفل. ويستحب أن يحدد الراعي مواعيد العلاج في أوقات أقل وضوحاً، مثل وقت الاستراحة «Break». خصص مكانا آمنا في المدرسة للطفل، حيث يمكنه الاستراحة أو تلقي العلاج بسرية، مثل مكتب الممرضة. قد يساعد تدريب المعلمين أو موظفي المدرسة على المهام الطبية الصغيرة في تقليل معدل زيارات الراعي من الخارج. وعندما يتعلق الأمر بالمعدات الطبية، يفضل اختيار الخيارات الأقل وضوحاً أو التكيف مع الملابس لتكون أقل بروزاً. الخصوصية مهمة للاطفال، خاصة الأطفال في سن المدرسة والمراهقين الذين يرغبون بالانسجام مع زملائهم.

الختام

يواجه الأطفال ذوو الأمراض المزمنة تحدياتهم اليومية بشجاعة وقوة استثنائية. وضمان رفاهيتهم ونجاحهم في المدرسة مسؤولية مشتركة بين الوالدين والمعلمين والأطباء والأقران والمجتمع. علينا أن نتكاتف جميعاً لدعم أطفالنا ذوي الأمراض المزمنة والاحتياجات الخاصة، ومع الإجراءات المناسبة يمكن لهؤلاء الأطفال الازدهار طبياً وأكاديمياً.

*مريم عدنان البحر اختصاصية حياة الطفل، معتمدة من جمعية محترفي حياة الطفل في الولايات المتحدة الأميركية، متخصصة في الرعاية التلطيفية وإعادة التأهيل، وخريجة ماجستير من جامعة بوسطن.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock