جامعة الكويت

“الآداب” تحتفل بيوم الأديب الكويتي بتكريم الراحل سليمان الجارالله

جانب من الاحتفاليةجانب من الاحتفالية

كتب محمد الفودري وزينب باقر:

تحت رعاية وحضور مدير جامعة الكويت بالإنابة وعميدة كلية الآداب الأستاذة الدكتورة نجاة الحجي نظم قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب بجامعة الكويت احتفالية يوم الأديب الكويتي بحضور وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله والأديب عبد العزيز البابطين وعدد من المهتمين بالشعر والأدب.

وبهذه المناسبة تحدث الابن الأكبر للراحل الأديب الشاعر سليمان الجارالله وكيل وزارة الخارجية خالد سليمان الجار الله عن والده واصفا اياه بأنه “ودودا وقورا حنونا طيبا فيه خفة الظل طاقية، دائما ما يفاجئهم بالرد عليهم ببيت من الشعر بحسب ما يقتضيه الموقف، عاش محبا وعاشقا للشعر، كان يأتي له الالهام فجأة فيمسك بأي ورقة مهما صار حجمها أو لونها ليدون ماجال في خاطره عندما ينأى بنفسه في المنزل ليدونها ويصوغها بأجمل القصائد، عاش كما الأطفال شفاف محبا لكل ما هو جميل ممتنا لك عمل وفعل طيب، وحساس لأبعد حدود الحساسية، أما دموعه رحمه الله فكانت تنهمل أمام أي موقف عاطفي بسيط، يسمع خبر طيب فتدمع عيناه ويبكي بمرارة على فراق الأحبة ورحيلهم.

وأضاف: كان والدي عندما يكون على أبواب ميلاد قصيدة فانه يحاول أن يكون معنا ولكننا نستشعر أن هناك شيء ما وأنه معنا جسداً لكن فكره وخواطره مع تلك القوافي العائمات يحاول أن يجمعهم ويسوق أبيات شعر متناغمة فينتهي المخاض وتولد قصيدة من قصائده الجميلة، كان غالبا ما يخفي أشعاره الغزلية الرائعة ويتوارى وراء حياء أبوي ليخفي تلك الأشعار عن أبناءه، كان والدي شاملا في شعره لقد أعطى الوطن حقه وأعطى النصح جانبا مهما ممن شعره، وتبقى الكلمات قليلة في حقه وشهادته به مجروحه فهو الوالد والمعلم والأستاذ وأتشرف بحمل اسمه.

وقال الجارالله في تصريح للصحافيين عقب الاحتفالية: انا سعيد جدا بهذا التكريم للمرحوم الوالد وأتقدم بالشكر الجزيل لعميدة كلية الاداب ولرئيس قسم اللغة العربية د. عبد الله الغزالي، ففي الحقيقة هم كان لهم دور كبير في تكريم الوالد رحمه الله بهذه المناسبة والفعالية، لافتا الى اننا استمعنا منهم الى بحوث عميقة وعلمية تناولت قصائد الوالد بالتحليل وألقت الكثير من الضوء على شعر الوالد.

وأضاف: انه تم التطرق الى جوانب لم نكن نعيها او نطلع عليها، متوجها بالشكر الجزيل لهؤلاء الأساتذة على هذه البحوث والدراسات، وفي الحقيقة اشعر بالفخر والاعتزاز لشعر الوالد رحمه الله وما كان يتمتع به رحمه الله من موهبة شعرية رائعة، متمنيا لكلية الآداب وقسم اللغة العربية كل التوفيق ونثمن لهم هذه المبادرة التي تتفاعل مع أدباء الكويت والمبدعين من أبناء الكويت.

من جانبه أثنى صديق الراحل سليمان الجارالله الأديب الشاعر عبد العزيز البابطين على المبادرة النبيلة لكلية الآداب للاحتفاء بشعراء وأدباء دولة الكويت وتكريمه في يوم الأديب الكويتي شاكراً اختيار الأديب الراحل سليمان الجارالله ليحتفى به في هذه المناسبة، ومن ثم أشار إلى علاقته بالراحل بأنها كانت علاقة جيرة كما أنه كان محباً للشعر والشعراء مبيناً أنه يعتقد بأنهم يختلفون عن البشر حيث أعطاهم الله قدرة ليعبروا عما يختلج في نفوسهم وعما يختلج في نفوس الآخرين ، موضحاً أنه أحب الكويت محبة كبيرة جداً، وأحب الجميع ولا يقبل بأن يأتي بسيرة أي شخص بسوء.

ومن ثم ذكر بعض صفاته قائلا: عرفت المرحوم رجلاً ذا حكمة طيباً راجح العقل نير التفكير سريع البديهة يكتب شعره بطلاقة في موضوعات متعددة يدفق منه الشعر كما تتدفق المياه العذبة من الينابيع، وفي كثير من الموافق والمناسبات كان يرتجل الشعر دون تردد يأتي به رقيقا عذبا صحيحا، أحب الشعر في بداية حياته حفظ العديد من القصائد، وكانت تنشر له العديد من القصائد في الصحف والمجلات، وله علاقة وطيدة مع العديد من الشعراء الذين عاصرهم وأجروا معهم حوارات شعرية جميلة ومنها الجزء الخامس من ديوانه، وفي مجمل شعره نجد الكلمة الصادقة والكلمة النيرة في مبناها ومعناها، كان يبتعد عن معجم التعقيد والمفردات الصعبة، يحرص على الكلمة التي تمس شغف القلوب والتي تكون الأقرب والأكثر تأثيراً ففي الوجدان.

وأشار إلى أن الراحل اهتم في شعره بالقضايا الاجتماعية التي يقدم من خلالها النصح والارشاد، ولديه العديد من المطارحات الشعرية مع معاصريه من الشعراء في الوطن العربي ولديه تبادل للقصائد معهم ، ويلتزم في شعره الوزن والقافية.

من جهتها قالت مدير جامعة الكويت بالإنابة عميدة كلية الآداب أ.د. حياة الحجي: دأب قسم اللغة العربية منذ سنوات على تقليد جميل وهو تكريم رواد الشعر في وطننا الكويت، فالشعر مدرسة للذوق الرفيع والفن والجمال وأنا شخصيا لا أفهم الشعر من الناحية العلمية لكنني أتذوقه من الناحية الجمالية والمثالية، وقراءتي في الأبيات الشعرية للمرحوم الشاعر سليمان الجارالله أبرزت وجسدت قيمة المبادئ في بساطتها وفي عفويتها.

وأكدت الحجي أن كلية الآداب تفخر بتكريم هذه الشخصية البسيطة في قناعتها الكبيرة وفي عطائها، وباسم جامعة وكلية الآداب وقسم اللغة العربية نقول له (شكرا) على هذا العطاء الجميل، فأنت موضوع اعتزازنا ومحط تقديرنا وخالص الشكر والتقدير لقسم اللغة العربية على هذا التنظيم وهذه الدعوة الكريمة وهذه الاحتفالية الجميلة.

من جهته قال رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الكويت د. عبد الله الغزالي أنه من دواعي السرور إقامة هذه الاحتفالية التي تضيف لبنة جديدة إلى المشهد الأدبي في دولة الكويت، وتعزز تقليدا دأب قسم اللغة العربية على لإقامته سنويا منذ أعوام عدة تحت عنوان دور الأديب الكويتي، إنطلاقا من إيمانهم بأهمية الأدب بمختلف أجناسه باعتبار قسم اللغة العربية المنارة العلمية والأدبية الحاضنة للغة والأدب.

وأضاف: لقد كرم القسم كوكبة من الأدباء والشعراء الكويتيين رجالا ونساء وها نحن اليوم نحتفل بتكريم شاعر ليس بيننا بجسده ولكنه معنا بروحه وشعره وذكراه العطرة، أنه الشاعر سليمان الجارالله رحمه الله شاعر الوطن والأمة والمحبة والطبيعة الذي وشم شعره بلون الوطن، وصبغه بصبغة الديرة وأهلها وكان وفيا لأهله وأقربائه، إذ لم يبخل عليهم بشعره ورافقهم وشاركهم عواطفهم وانفعالاتهم في أفراحهم وأحزانهم، كما أنه عطر وطنه بعبق الشعر والتراث الممتد بجذور الأرض وهو يحمل شعره على عاتقه مدافعا عن حقوق وطنه والأمة.

وأكد الغزالي أن هذا التكريم ينطوي على عدة دلالات أولها مستمدة من قدر الشاعر المكرم رحمه الله، والدلالة الثانية تنبع من تقدير قسم اللغة العربية لقيمة إبداعه الشعري أما الدلالة الثالثة فهي تبني قسم اللغة العربية لهذا المشروع الأدبي الوطني الذي يكرم فيه الأديب الكويتي.

 

الأستاذ الدكتور عبدالله الغزاليالأستاذ الدكتور عبدالله الغزالي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock