كيف تدير أموالك بذكاء؟ إليك نصائح الخبراء
تمثل الثقافة المالية عنصرًا أساسيًّا في حياة أي شخص، فبغض النظر عن مهنتك، يُعد تعلم إدارة الأموال بذكاء أمرا ضروريّا. ولكن مع غلاء تكاليف المعيشة وارتفاع الأسعار بشكل جنوني في مختلف أرجاء العالم، ومنه عالمنا العربي، كيف يمكنك أن تقلل من مصاريفك دون أن تتأثر حياتك؟ وما المهارات التي تحتاج إلى تعلمها؟
أين يذهب المال؟
أولى خطوات التوفير وتقليل الإنفاق هي معرفة أين يذهب المال. فالكثيرون منا لا يعرفون حقا كيف يتسرب المال من بين أيديهم، ولكنهم يتفاجؤون بأنهم بحاجة للاستدانة منتصف الشهر، لهذا ننصحك بتسجيل نفقاتك لمدة أسبوع كبداية ثم لمدة شهر، وستكتشف أنك كنت تنفق الكثير من المال على أشياء يمكنك الاستغناء عنها بسهولة، ومثال بسيط على ذلك عادتك في تناول كوب قهوتك في الصباح من محلات بيع القهوة الكثيرة المنتشرة في كل مكان بدلا من إعدادها في المنزل، أو أنك تشتري الكثير من الفواكه والخضار التي لا تحتاج لها حقا، وينتهي بها الأمر في حاوية القمامة بعد تعفنها.
لنتذكر أن كل موازنة تبدأ برقمين أساسيين: حجم نفقاتك ومبلغ دخلك الشهري. لذلك ضع ميزانية تتعقب كلا من دخلك وإنفاقك، وهذا سيمنحك فكرة أوضح عن كيفية دخول وخروج أموالك، وسيسمح لك بتقييم عاداتك المالية بمرور الوقت لمعرفة أنواع الأنماط الاستهلاكية التي تظهر، وكيف يمكنك تغييرها، وذلك حسب ما ذكرت منصة “بين.أورغ” (ben.org).
نصائح للتعامل مع أموالك
وفي تقرير نشره موقع “إمبرندياندو استورياس” (emprendiendohistorias) الإسباني، يقول دييغو أورتيز إن التثقيف المالي يتطلب أن تضع في اعتبارك كيف تؤثر القرارات التي تتخذها يوميا على اقتصادك الشخصي، والتي -على المدى الطويل- ينتهي بها الأمر إلى أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على نوعية حياتك.
ويسلط الكاتب الضوء على أهمية التعليم المالي عبر عدة نصائح للتعامل مع أموالك، أهمها:
- كيف تدخر تلقائيا؟
يجب أن تسعى جاهدا للادخار تلقائيًّا، للتأكد من أن أموالك تنمو بشكل كبير بمرور الوقت. لذلك، إذا كان لديك راتب ثابت، فكل ما تحتاجه هو تقدير النسبة المئوية التي ستدخرها من دخلك.
وعندما تتعلم كيفية ادخار أموالك، وتستخدم هذا المورد لاستثمارها في الأصول التي تدر دخلا، والتي تصبح جزءا من ثروتك، فإنك بذلك تبني حريتك المالية، التي تعد مبدأ أساسيا في التربية المالية.
- صندوقان للادخار
يجب أن تذهب المدخرات إلى صندوقين مهمين: مدخرات التقاعد لمساعدتك في حياتك بعد العمل، والمدخرات المخصصة لتغطية أي نفقات غير متوقعة قد تعترض طريقك.
وعادة، كلما تقدمت في العمر، زاد ربحك وإنفاقك، وإذا فقدت وظيفتك، فقد يستغرق الأمر وقتا أطول للعثور على دخل محل دخلك السابق، لذلك كلما وفرت أكثر لحالات الطوارئ، كان ذلك أفضل.
- ما مقدار المال الذي يجب أن تتركه في حساب التوفير الخاص بك؟
عندما يتعلق الأمر بأموالك الشخصية تتمثل القاعدة الأساسية في الاحتفاظ دائما براتب شهري صاف على الأقل في حسابك، لضمان أمنك المالي. وينصح بعض الخبراء الماليين بتوفير دخل معادل على الأقل 6 أشهر. ويجب أن يمنحك المبلغ الذي تقرر توفيره راحة البال عند مواجهة مواقف معقدة.
ما المهارات التي تحتاجها للتخطيط المالي؟
يقول المدرّب في إدارة الأعمال والتطوير الشخصي والمهني محمد تملي للجزيرة نت “خطّط وضعْ أهدافك المالية أولا، وكما يقولون: من دون أهداف مالية، لن تحصل على أكثر مما تتبرّع لك به الحياة بطريقة شبه عشوائية”.
ويعلل المدرب الأمر في حديث للجزيرة نت بأن “التخطيط يعتمد عليك وعلى حاجاتك. فأنت تعرف دخلك ومصاريفك، وماذا تريد أن تفعل في حياتك. وأنت من يعرف هدفك في الحياة. أنت تحدّد المستوى الاجتماعي الذي تريد العيش فيه، وكيفية بناء أمورك المالية”.
في أي عمر عليك بدء التخطيط المالي؟
من جانبه، يقول المستشار في الطب النفسي الدكتور موسى مطارنة إن “العشرينيات هي مرحلة الشباب والنشاط والحيوية، ولا بد من أن تبدأ بالتخطيط لإعداد موازنتك اليومية، حتى يصبح لديك في المستقبل قرارات مالية صحيحة، وتقدم على عمل مشاريع ناجحة. لذا، لا بد أن يكون لديك في البداية القدرة على التخطيط لموازنتك على المستوى البسيط”.
ويشدد مطارنة -في حديث للجزيرة نت– على ضرورة الموازنة بين الدخل والمتطلّبات، ومعرفة كيفية التوفير منها، يوميا أو شهريا، ثم تطوير هذه العملية بإدراك الاستهلاكات غير الضرورية، من خلال تحديد الأولويات التي تختلف من شخص إلى آخر.
ويختم حديثه بأن “الاستعداد النفسي والذهني لإدارة موازنتك في البدايات سيجنبك الفوضى، وستصبح حياتك منظمة أكثر من خلال التدريب ومحاولة التعلّم. ولا بأس أن تستشير الآخرين، فقد تكتسب الخبرة مبكرا وتستطيع من خلالها بناء مشاريع اقتصادية جديدة وقراءة السوق واتجاهاته، ومن ثم إصدار أفكار جديدة لمستقبلك لتحقيق نجاحات مالية وحياتية مفيدة في حياتك العملية”.