أكاديمي كويتي: إنجاز مشروع بحثي عن الجوانب الوراثية لمرض التكيس الكلوي بتعاون كويتي أمريكي
موّلته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وامتد على مدى 4 سنوات
أعلن الأستاذ المشارك بمركز العلوم الطبية بجامعة الكويت د ..حمد ياسين عن إنجاز مشروع بحثي حول الجوانب الوراثية لمرض التكيس الكلوي بالتعاون مع مستشفى «مايو كلينك» بالولايات المتحدة الأميركية.
وقال د.ياسين، وهو باحث مشارك بمعهد دسمان للسكري والأمين العام للجمعية الكويتية لزراعة الأعضاء ورئيس الفريق البحثي في تصريح لـ «كونا»، إن المشروع نجح باكتشاف عدد من الطفرات الوراثية الجديدة المسببة لمرض التكيس الكلوي.
وأشار الى أن المشروع الذي نفذه بجامعة الكويت بالتعاون مع مستشفى مايو كلينك ومولته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وامتد لأربع سنوات اكتشف أيضا جينا غير شائع مسبب للمرض IFT140 في عائلة تتوارث بها أعراض المرض.
وأوضح أن مرض التكيس الكلوي هو اضطراب وراثي مزمن يتسبب بتشكل تكيسات في الكلى تتراكم مع التقدم بالعمر ويؤثر على الكليتين الى أن يصل المريض الى مرحلة الفشل الكلوي.
ولفت إلى أن المشروع البحثي ركز على الجوانب الجينية التشخيصية لمرض التكيس الكلوي من قبل متخصصين واستشاريي كلى وأشعة من جامعة الكويت ووزارة الصحة ومعهد دسمان للسكري ومتخصصين بأمراض الكلى من مستشفى مايو كلينك الأميركي الذي يصنف من ضمن أفضل المستشفيات على مستوى العالم بمجال علاج أمراض الكلى.
ولفت الى أنه تم انجاز المشروع البحثي وجار العمل على تحليل البيانات الحيوية موضحا أنه كان له أكثر من توجه منهم رسم الخارطة الجينية لمرض التكيس الكلوي في الكويت.
وقال إن هذه الخريطة ستساعد الأطباء بالدرجة الأولى على التعامل مع الحالات والتعاطي مع الأعراض بصورة أكثر فعالية لأنها تتيح التعرف على المرضى المرجحة إصابتهم بالأعراض الشديدة قبل ظهورها ما يعطي الأطباء فرصة ووقتا للتعامل مع الحالة بصورة أكثر فعالية.
وأفاد بأنها قد تتيح أيضا للفريق المعالج اختيار مجموعة محددة من المرضى لإعطائهم علاجا موجها، لافتا إلى أن معرفة الأساس والخلل الجيني لدى المريض يمكن الأطباء من اختيار مجموعة من المرضى يمكن أن يؤثر فيهم العلاج بصورة أفضل من غيرهم.
وقال ياسين إن التوجه الثاني للمشروع البحثي تمثل بدراسة فاعلية استخدام «إكسوسومات» البول كمؤشرات حيوية تشخيصية لمرضى التكيس الكلوي وهي جزيئات صغيرة تنتجها الخلايا في الجسم وتفرزها إلى الخارج وتحمل حمولة مختلفة من البروتينات والأحماض النووية وغيرها ويتراوح حجمها من 30 إلى 150 نانومتر وهو حجم صغير جدا يجعلها غير مرئية بالعين المجردة.
وذكر أن المشروع هدف الى استخلاص هذه الاكسوسومات من عينات بول مرضى التكيس الكلوي ومن ثم تحليل مكونات حمولتها من البروتينات والأحماض النووية ودراسة العلاقة بين مستويات بعض المؤشرات الحيوية ومرحلة المرض وشدته.
وأشار إلى ان المشروع خلص إلى أن عدد مرضى التكيس الكلوي في الكويت يقدر بحوالي 1700 مريض وتختلف أعراض المرض من مريض لآخر، مبينا أن من الأسباب التي تسهم بالاختلاف بالأعراض هو الجانب الوراثي.
وأوضح أن فهم الجانب الوراثي المتعلق بالمرض سيعزز فهم المرض وبالتالي سيحسن من التدخلات العلاجية بالمستقبل منوها لأهمية نتائج المشروع في تحسين فهم المسببات الجينية للمرض والعوامل المؤثرة في تطوره إذ يمكن أن يساعد في تحسين عمليات التشخيص والعلاج.
وأشار الى أن من بين النتائج التي تم التوصل إليها تطوير أساليب جديدة للكشف المبكر عن المرض الذي قد يساعد في التشخيص المبكر للمرض وبالتالي تحسين فرص العلاج وتحسين فعاليته.
وأضاف أن المشروع أتاح فرصة المشاركة في كونسورتيوم وتعاون بحثي دولي يضم عددا من المراكز البحثية الرائدة على مستوى العالم إذ تم نشر أحد الأبحاث المهمة في وراثة التكيس الكلوي والذي كشف عن أن جين IFT140 هو ثالث الجينات الشائعة المسببة لمرض التكيس الكلوي.
وثمّن د.ياسين دور مؤسسة الكويت للتقدم العلمي المهم في دعم المشاريع البحثية في الكويت، لافتا الى أنها تسعى جاهدة لتطوير وتعزيز البحث العلمي والتكنولوجيا وتقديم الدعم المالي واللوجستي للمؤسسات البحثية والجامعات والباحثين في الكويت.
وأوضح أن المؤسسة تعمل من خلال دعمها للأبحاث الطبية على تحسين الرعاية الصحية في البلاد وتسهم في تحسين جودة حياة المجتمع كما أنها تساعد على تطوير مجالات العلاج والوقاية من الأمراض وتحسين الفهم لطبيعة الأمراض وكيفية علاجها.