كتاب أكاديميا

اليوم الثالث من الشهر الثالث

532015942

أتسائل كثيرًا لمَ لا أكتبني ؟

تعتريني نشوة الكتابة فقط حين أكون بعيدةً كل البعد عن ذاتي ، أنهيت اليوم واحد وعشرون عام من عمري على هذه الأرض ، بين دقات قلبي وإنجازي الكبير “شهيق وزفير” وبين الكم الهائل من الأحلام والطموحات والأوراق التي تعج بالكثير من الأماني المعِلقة ، لا أعلم هل تنتظر مني قطفها والبدء بها ؟ أم أنها تنتظر الهبة الالهية في إستجابة دعواتي للخالق كي يحققها ، هل أنا فعلت شيء يستحق بقائي طوال تلك الأعوام ؟

كل ما أتذكره الآن هو رأسي المنكوس وقلمي و لوحة المفاتيح ، أو كما يسميها البعض “كيبوورد” لأكتب وأكتب ثم أمسح ثم أكتب ثم أشتم قدري و ترهات مجتمعي ثم أعاود النوم وأستيقظ لأقرأ ما كتب الموتى في مجلداتهم وكتبهم و سذاجات الكُتاب الجُدد ثم أذهب بعيدًا في عقلي ، هل أنا تافهه أيضًا؟ ربما ، لا أعلم ذلك .

إن كل ما أعرفه أنني لم أُنجز شيء يستحق بقائي هُنا على هذه الأرض فحتى دراستي لا تروق لي لذلك عزمت في قرارة نفسي الكسولة أن أعاود البدء بالدراسة من جديد، فلا شيء يستحق العيش على هذه الأرض سوا التفكر !!

في أبواب عامي الثاني والعشرون أود أن أُقبل جبيني على صبري الكبير وعلى عقلي الذي يترنح بين طيات الكتب وعثرات الأيام فكل ما أملكه هو الصبر فجمال هذه الكلمة يجعلني ثملةٌ جدًا ، لدرجة ولوجي في غياهب الصعاب وشفتي تشق إبتسامتها الواثقة بأن في داخلي تلك المرأة العجوز التي تُسرح عقل إبنتها الشابة “أنا” فتجعل منه كثير الصمت وقليل من الصمت !!

إن العظماء هم من يختلفون في تفاصيلهم كـ توفير أينشتاين للوقت حيث يقول أن إستعمال الرجل لنوعين من الصابون واحد للحلاقة وآخر للحمام .. يزيد الحياة تعقيدًا !!

فحياتي البسيطة الخاضعة تحت سُلطة الفوضى ، ما هي إلا تخطيط لمستقبل ينقش نفسه على خارطة العظماء .. ببطء شديد !

كنت أود أن أعرفني أكثر حين كتبت عن ذاتي

ولكن ربما أني ثملتُ كثيرًا مني ، فلم أعد أرغب بي !

بقلم…

نورة السبيعي

Twitter: NF3_3

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock