خبراء تربويون: 13.6 مليار دينار أُنفقت على التعليم.. والمردود ضعيف
في حين طالب خبراء تربويون بضرورة وضع خطة عاجلة لإصلاح التعليم، أكدوا أن المستجدات المتلاحقة في سوق العمل تستلزم تأهيل جيل قادر على الابتكار في مجالات الأعمال المستحدثة، لافتين إلى ضرورة تحديث المناهج ووضع طرق تدريس عصرية بعيداً عن التلقين والحفظ.
وقال هؤلاء الخبراء : إن التعليم استحوذ على 13.6 مليار دينار من ميزانية الدولة خلال 5 سنوات، بينما المردود ضعيف والمستوى دون الطموح، مشيرين إلى أن جودة التعليم في الكويت تحتل مراتب متدنية خليجياً وعالمياً.
وتطرّقوا إلى خطة الإحلال في قطاعات التعليم، لافتين إلى أن التكويت يتطلب معالجة عزوف الشباب الكويتي عن مهنة التدريس، مشيرين إلى أن تطوير التعليم يبدأ بوضع إستراتيجية واضحة وثابتة لا تتغير بتغير القيادات.
وبينما احتلت الكويت خلال الأعوام الماضية مرتبة متدنية بالنسبة لجودة النظام التعليمي عالمياً وخليجياً وفق التقارير والاختبارات الدولية، تعترف الحكومة والمجتمع المحلي بأن التعليم في البلاد ليس على مستوى الطموح، رغم حجم الانفاق الضخم، وترتفع دائماً الأصوات التي تنادي بتضافر الجهود والتحرك فوراً لإنقاذه، لكن دون جدوى.
فبحسب الاحصائيات الرسمية فإنَّ حجم الميزانية في وزارة التربية يتزايد سنة بعد أخرى، حيث وصلت خلال العام الدراسي الماضي 2021 – 2022 إلى 2.141 مليار دينار، مقابل 1.992 مليار في العام الدراسي 2020 – 2021، بعد ان كانت 1.742 في 2016 – 2017، انتقالا من 1.733 مليار في 2015 – 2016.
فاطمة الهاشم: تداخل الاختصاصات من أسباب تدني المستوى
تقول المستشارة الباحثة في منظمة اليونيسكو سابقاً د.فاطمة الهاشم، إن نظام التعليم في الكويت عانى من نكسات خطيرة خلال السنوات الماضية وزادت خلال أزمة كورونا.
وأوضحت الهاشم ضخامة الهيكل التنظيمي في «التربية» مع وجود مؤسسات اخرى كالمركز الوطني لتطوير التعليم، مما أدى إلى تداخل الصلاحيات التي لا تخدم المكونات التعليمية، وهو ما صعّب تقديم رؤية واضحة ومنسقة. وبيّنت أن من أسباب تدني التعليم في الكويت التخطيط السيئ على المدى الطويل، والرؤية غير الواضحة التي تؤدي إلى برامج ومشاريع متباينة لا تتماشى مع رؤية الدولة.
وقالت: لا توازن بين مسارات التعليم الثانوي والتخصصات الأكاديمية في الجامعة واحتياجات سوق العمل.
عبدالرحمن الجاسر: خطط النهوض بالتعليم.. حبر على ورق
أكد الباحث التربوي والمدير المساعد في ثانوية أحمد الربعي، عبد الرحمن الجاسر، أن من أكبر المشكلات التي تواجه التعليم في الكويت غياب الرؤية، وعدم وضوح الأهداف وانعدام التخطيط التربوي الاستراتيجي، حتى إن كانت هناك خطة مكتوبة، فإنها لا تعدو أن تكون حبراً على ورق.
وأشار الجاسر إلى أن الميدان التربوي يفتقد الاستقرار من مدة طويلة، ما أدى إلى تشتت الجهود، وهدر الأموال، فعلى مستوى المناهج كانت هناك: الأهداف ثم الكفايات ثم المعايير، وعلى مستوى التجارب كانت هناك: مدارس المستقبل، والجودة، فالإدارات المدرسية المطورة، ثم الإدارات الفعالة. وعلى مستوى المشاريع رأينا: الفلاش ميموري، والتابلت، والسبورة الذكية، مشدداً على أن «هذه التغيرات والتحولات والتجارب السريعة المتعاقبة لها مردودها السلبي على الميدان التربوي بكل مكوناته».
الشريكة: %90 من الإنفاق.. رواتب
قال التربوي عضو لجنة مراجعة استراتيجيات تضمين التكنولوجيا بالتعليم د.محمد الشريكة إن أن الكويت تنفق بسخاء كبير على التعليم، ولكن للاسف هذا الانفاق يمثل %90 منه كإنفاق جار، رواتب ومصاريف تشغيلية، وما تبقى لا يلبي حاجات التطوير الحقيقي للعملية التعليمية، معتبراً أن وزارة التربية تحتاج دعماً مالياً كبيراً حتى تتمكن من السير قدمًا فى عملية الاصلاح.
تأهيل الكوادر الوطنية
يرى أستاذ المنطق والأخلاق في كلية الآداب بجامعة الكويت، د. محسن المعلم، أن المؤسسات العلمية تبذل جهوداً كبيرة في تطوير العملية التعليمية، وبالرغم من تأثير جائحة كورونا على العالم في كل المجالات الحياتية، ومنها التعليم، فإن الكويت استطاعت عبر مؤسساتها التعليمية المحافظة على جودة التعليم في ظل الصعوبات، التي واجهتها جميع الدول آنذاك.
وأشار المعلم إلى أن المنظومة تحتاج الى رفع المستوى التعليمي أكثر بما يتسق مع المعايير الدولية في التعليم، وذلك من خلال تطوير البنية العلمية والمنهجية لتلك المؤسسات، وتطوير المناهج الدراسية، وكذلك التوجّه نحو زيادة التخصصات العلمية باعتبارها أحد المتطلبات الأساسية لتحقيق النمو والتنافسية العالمية.