اتحادات الطلبة.. علامة سؤال
اكاديميا| القبس
كتب إقبال الأحمد :
أخطر ما تواجهه مجتمعاتنا هو التأثير في الشباب بأمور لا تصب في مصلحة الوطن والاستقرار والتنمية.. واذا ما وجد هؤلاء الشباب البيئة المناسبة لهم، لتشرَّبوا أفكاراً ليست من اولويات علمهم ولا من مسؤولياتهم كطلبة علم.. وهذا يعني ان منعطفا خطرا سيجرفهم الى ما لا مصلحة منه مجتمعيا.
الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع اميركا نجح اخيرا في تغيير هويته وبدأ نهجا جديدا واتحاد بريطانيا في طريقه الى ذلك، باعتبار ان هناك حاجة ماسة إلى تغيير الدماء والروح، خصوصاً ان الفترة الماضية لم تساهم فيها هذه الاتحادات سوى في تأجيج امور اثرت سلبا اكثر مما هو ايجاب.
اتحاد طلبة بريطانيا مثلا أخذ منذ عام 1985 منحى دينياً حزبياً متشدداً وهو ما عبّرت عنه رسالة من طالبات بريطانيا وايرلندا – آنذاك – شاكيات هذا الوضع وما زالت صور القبلية والعنصرية بكل اشكالها تتماثل امامنا في هذا النوع من النشاطات الطلابية، كأن تصدر بعض القوائم بيانات في مناسبات دينية تقصى فيها طائفة معينة، وكأن تحول دون مشاركتها في مقاعد الهيئة عن طريق الحروب الخفية التي تشتد لاغراض أبعد ما تكون عن اهداف الاتحادات الطلابية.
المحيّر في الموضوع ان إشهار الاتحاد غير وارد.. ليكون قانونيا وله كيان شرعي وتفرض عليه الرقابة المالية والادارية، الامر الذي يسمح بتسييس الاتحادات، كما حصل كثيرا. وآخرها البيان الذي اصدره اتحاد الطلبة في بريطانيا، عندما رفض الصوت الواحد الذي صدر بمرسوم اميري.. مما تسبب في استقالة اثنين من اعضاء الاتحاد، اضافة الى اصدار بيان تأييد ومساندة لتظاهرات «كرامة وطن» التي عاثت باستقرار الكويت فسادا وفوضى.
كما ان عدم الإشهار يدخل الاتحاد، ايا كانت نزاهته، في دائرة الشبهات المالية اذا ما حصل أي تخبُّط مالي لعدم وجود مدقق معتمد وقانوني.. ومن دون اي متابعة جادة من الجهات المختصة.
وما حصل في انتخابات اتحاد بريطانيا الأخيرة عام 2014 حين طرد الطلبة من الفندق الذي تم الحجز فيه مسبقا لاستضافة طلبة بريطانيا وايرلندا للمشاركة في الانتخابات، لسوء التنظيم والإعداد، كما نُشر، هو صورة من صور الصراعات الأبعد ما تكون عن المصالح الأكاديمية والعلمية!
انتخابات الاتحاد الوطني لطلبة الكويت – فرع المملكة المتحدة وايرلندا ستتم قريباً.. نتمنى على الله تعالى ان تتخلص هذه الانتخابات من الامراض التي انشغلت بها سنوات طويلة في شؤون أبعد ما تكون عن مصلحة الطلبة العلمية.. وساهمت – للأسف – في تعزيز نخر المجتمع طائفيا ومذهبيا.
إقبال الأحمد
[email protected]
[email protected]
