تسرب مرافقي الطلبة من المدارس يربكها

• وظائفهم استحدثها «الخدمة المدنية» لمعالجة أزمة الأعباء الإدارية للمعلمين

بينما تمكنت وزارة التربية، بالتعاون مع ديوان الخدمة المدنية عام 2017، من الحصول على موافقات لاستحداث وظيفة مرافق طلبة، حيث تم تعيين عدد من المواطنين والمواطنات للعمل في المدارس، لحمل جزء من الأعباء الإدارية الملقاة على عاتق المعلمين، وبعد أن بدأت هذه الفكرة تؤتي ثمارها بالميدان التربوي في التخفيف من الأعمال الإدارية التي كانت تلقى على المعلمين، كشفت مصادر تربوية عن بدء عملية تسرب كبيرة لشاغلي هذه الوظيفة من المدارس، من خلال تغيير المسمى الوظيفي إلى مساعد أعمال سكرتارية، الأمر الذي أربك المدارس، حيث كان مرافقو ومرافقات الطلبة يقومون بأعباء إدارية، مثل المناوبات ومتابعة الطلبة في الفرص وأثناء الطابور والقيام ببعض الأعمال الإدارية في الإدارات المدرسية. وقالت المصادر، إن الهدف الأساسي لاستحداث وظيفة مرافق الطلبة هو تفرغ المعلم لأداء مهمته الأساسية وتوفير فرص عمل للمواطنين حملة الشهادات المتوسطة، إلا أن تسربهم بهذه الطريقة بات يشكل هاجسا للإدارات المدرسية التي ستضطر إلى إسناد مهامهم إلى المعلمين مرة أخرى بعد أن كان وجودهم يسهم في استقرار الوضع بالمدارس.

تعديل مسمياتهم لوظائف أخرى يعيد المدارس للمربع الأول ويرهق الميدان التربوي

وأشارت إلى أن عددا كبيرا من مرافقي ومرافقات الطلبة في المدارس تقدموا بطلبات لتعديل المسمى الوظيفي إلى مسمى مساعد أعمال سكرتارية، وغيرها من المسميات الوظيفية، مضيفة أنهم تحصلوا على الموافقات اللازمة بهذا الخصوص رغم أن شهاداتهم الدراسية لاتزال متوسطة، وهو الأمر الذي تسبب في نقص بأعدادهم في المدارس، لاسيما أن عملية التعيين بهذه الوظيفة موقوفة منذ فترة. وبينت أن استمرار عملية تغيير المسميات لمرافقي الطلبة بهذه الوتيرة سيفرغ المدارس تماما من هذه الوظيفة، الأمر الذي سينعكس سلبا على الوضع داخل المدارس، لاسيما فيما يخص مناوبات الفرص ونهاية الدوام المدرسي، إذ إن المدرسة ملزمة بتوفير موظفين للبقاء مع الطلبة لحين استلامهم من قبل أهاليهم بعد انتهاء الدوام المدرسي أو تسليمهم للمخفر في حال لم يتم استلامهم بعد ساعتين من انتهاء موعد الدوام.

وجودهم ضرورة لمناوبات الفرص ونهاية الدوام ومتابعة صعود التلاميذ إلى الحافلات

ولفتت إلى أن الوزارة بصدد تشغيل حافلات لنقل الطلبة في العام الدراسي المقبل، مما يعني وجود حاجة ماسة إلى هذه الوظيفة، لاسيما في عملية توجيه الطلبة بنهاية الدوام، وضمان صعودهم في أمان إلى الحافلات المخصصة لنقلهم، إضافة إلى البقاء مع من تأخر ذووهم عن اصطحابهم لحين حضورهم.

معالجة أزمة

يذكر أن ديوان الخدمة المدنية وافق في عام 2017 لوزارة التربية على 2000 درجة وظيفية، لتعيين مرافقي الطلبة، لمعالجة أزمة مناوبة المعلمات، ورفع نسبة الكويتيين مقابل غير الكويتيين في الوظائف الحكومية، بعد عقد عدة اجتماعات بين «الديوان» و«التربية» ووزارة المالية.