أخبار منوعة

موسم التخييم.. مجهود ذاتي للترفيه

بحثاً عن «ترفيه مفقود» في طول البلاد وعرضها، بدأت أرتال السيارات ذات الدفع الرباعي، وعلى متنها العوائل والأفراد، ماضية في سيرها نحو بر الكويت خلال موسم التخييم الحالي، الذي يمثل فرصة يقتنصها المواطنون والمقيمون منذ انطلاقه في منتصف نوفمبر وحتى منتصف مارس، يعودون فيها إلى الحياة البرية ليتمكنوا من الرجوع إلى حياتهم الطبيعية بذهن صافٍ قادر على التركيز والإنجاز من جديد.

و«التخييم» عند الكويتيين، هو اختلاء بالقمر وبريق النجوم، بعيدا عن تقنيات أضواء العصر، وملامسة الرمال الذهبية والاستمتاع ببرد الصحراء الذي يناكفه دفء السمر، وتتخلله الرياضات البرية بمختلف أنواعها.

لأهالي الكويت، على مرّ التاريخ، قصة عشق مع الصحراء، التي تنبض تفاصيلها بالحياة، فما بين بردها القارس وشمسها اللافحة، ظلت الصحراء ملهمة الأجيال حتى عصرنا هذا، خصوصاً في ليلها الذي اعتاد الجميع الخروج فيه لقضاء أجمل الأوقات مع الأقارب وسط ما يسمى بالعاميّة بـ«شبّة الضو» التي تحلو حولها أحاديث الذكريات.

ومنذ بدء موسم البر في نوفمبر الماضي، ظل الكويتيون ينطلقون الى مخيماتهم في صحراء البلاد نهاية كل أسبوع، وبعضهم يذهب اليها كل يوم، للتمتع بأجواء البر المحببة وطقوسه الخلابة، متخذين منه متنفسا لهم ولابنائهم.

«بقيات» وخيول في عراء كبد.. في انتظار مبادرات الحكومة لتأسيس حلبات لائقة

بعيدا عن صخب المدن

ويفضل الكويتيون الاجتماع مع برودة الطقس بمحيط النار «أو: شبّة الضوء»، التي تمنحهم الدفء وتفتح شهيتهم للسمر، فهم يفضلونها على الأجهزة الالكترونية التي تعمل بالكهرباء أو بالبطارية لتدفئة الخيم.

اما الشباب منهم، فيعتبرون البر وموسم التخييم جزءا مهما لممارسة طقوسهم وممارسة رياضة السيارات والدراجات النارية، فيختارون الاماكن البرية التي تتميز تضاريسها بالهضاب أو التلال للقفز من اعلاها بدراجاتهم وسياراتهم المجهزة لذلك.

أين الحلبات المجهزة؟

كل ما يقوم به الشباب والمواطنون خلال موسم التخييم، هو نقطة في بحر البحث الدائم عن أصداف الترفيه المفقود حكوميا، حيث يفتقد الكثير منهم الحلبات المجهزة أو أماكن تجمع الشباب لممارسة هواياتهم وطقوسهم على مدار العام.

ووصل الحال بالكثير من أصحاب المخيمات أن قاموا بتحويلها إلى مدن ترفيهية مصغرة تجمع ابناءهم وجيرانهم، وحتى اعلان البعض تأجيرها للاخرين للاستمتاع وتحقيق الاستفادة المالية من وراء ذلك.

وأكد عدد من مرتادي البر، أن معظم الأنشطة المتنوعة تقام بمجهود ذاتي، وتستلزم الضرورة إقامة مشاريع حكومية ترفيهية، وفق خطة متكاملة، لافتين إلى أنهم يستمتعون بقضاء عطلة نهاية الأسبوع بين أحضان الطبيعة، وهذه الأجواء فرصة للتريض وكسر الروتين.

مصدر للسعادة والراحة النفسية

حوّلت «أمطار الديمة» الأخيرة، جفاف تراب صحراء البلاد إلى أرض ندية تفوح منها رائحة المطر التي كثيرا ما ذكرها الأدباء في كتبهم وتغنّى بها الشعراء في أشعارهم كمصدر إلهام للسعادة والراحة النفسية.

وشجعت الأجواء الباردة التي تعيشها البلاد هذه الأيام، هواة الرحلات البرية من المواطنين والمقيمين، على الخروج إلى الصحراء والاندماج مع ليل الشتاء هناك، بعد أن أطبق ظلامه بطول وقته على رمالها الناعمة، وفاض المكان بالخيرات عقب الأمطار التي هطلت أخيراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock