كتاب أكاديميا

لقد سئمنا من هذا الوضع

IMG 0704

أكاديميا | خاص

لماذا لم نصحح الوضع بعد ؟!

المسؤولون منا عن التعليم متمسكون بخطة عمل. تقضي بعدم الاكتراث بالملايين من الشباب الذين يفشلون، والمواصلة على نفس النهج رغم عدم نجاحه!

ولا أحد يهتم جدياً بهذا، أليس كذلك ؟

يكفينا قولاً : “لقد سئمنا من هذا الوضع”

إذن فهذه خطة عمل دون أي معنى.

كان هناك أطفال يفشلون في المدارس

18 عاماً عندما كنت أذهب إلى المدرسة

ولا زالت هذه المدارس رديئة، بعد 18 عاماً !

والآن أنا طالبة جامعية ومازالت المدارس رديئة.

أتريدون أن تعرفوا شيئاً عن المدارس الرديئة ؟

كل عام على نفس النهج:

مقاس واحد يناسب الجميع، إذا فهمت فذلك جيد، و إذا لم تفهم فذلك من سوء حظك.

لماذا لم نسمح بالإبتكار ؟

لا تقل لي أنه ليس بإمكاننا أن نحقق أفضل من هذا. فعندما تذهب إلى مكان فشل فيه الأطفال لـ 50 سنة، وتسأل: “ماهي الخطة المستقبلية ؟”

فيقولون لك: “سنفعل هذا العام .. ماقمنا به العام الماضي”.

أي نموذج عملي هو ذاك !!

لقد كانت البنوك تفتح مابين 10:00 , 15:00

كانت تشتغل مابين تلك الساعات، وتقفل في وقت الغداء !

الآن، من الذي يمكنه الذهاب إلى البنك في ذلك التوقيت ؟.. العاطلون ؟

إنهم لا يحتاجون للبنوك، لأنه ليس لديهم أموال في البنوك، من الذي أتى بنموذج العمل هذا ؟! واستمر بالعمل لعقود.

أتعلمون لماذا ؟ لأنه لا يهمهم الأمر.

لا يتعلق الأمر بالزبائن، بل يتعلق بأصحاب البنوك، لقد جاؤوا بنظـام يناسبهم.

كيف يمكنك الذهاب إلى البنك، إذا كنت في العمل ؟

لم يكن الأمر مهماً.

ولا يهمهم إن كنت منزعج، لأنه ليس بإمكانك الذهاب إلى البنك. وحين تتذمر يقولون لك: ابحث عن بنك آخر.

إنهم يشتغلون جميعاً بنفس الطريقة !

كما هو الحال في مدارسنا.

أما الآن ..

في يوم ما، راودت أحد أصحاب البنوك فكرة مجنونة !

“ربما علينا إبقاء البنوك مفتوحة في الوقت الذي يعود فيه الناس من العمل، ربما سيعجبهم الأمر.

ما رأيك في إدخال التكنولوجيا ؟ “.

الأشياء تغيرت ..

ولكن التعليم لم يتغير، لماذا ؟!

لماذا عندما كان لدينا هاتف روتاري، وكان الناس لازالوا يُشلّون بسبب مرض شلل الأطفال، كنّا نُدَرِّس بنفس الطريقة، التي نُدَرِّس بها الآن ؟!

وإن جئت بخطة عمل لتغيير الوضعية، يعتبرك الناس راديكالياً. وسيقولون عنك أسوء الأقاويل.

أولادنا المساكين خلال الصيف ينسون ماتعلموه، تراهم في شهر يونيو فتجدهم على مايرام، وعندما تقابلهم في سبتمبر تجد مستواهم قد نزل.

هذه الظاهرة سنة 1975 ! ظهرت في كلية التعليم بجامعة هارفرد.

هذه دراسة مهمة، لأنها تدعونا إلى اتخاذ تدابير.

كل عشرة أعوام يقومون بنشر نفس الدراسة، والتي تعطي المعلومات نفسها.

“الطلبة المساكين ينسون كل مايتعلمونه خلال فترة الصيف”.

النظام .. يقرر عدم فتح المدارس في فصل الصيف .

لطالما تسائلوا عمن يصنع هذه القوانين، لسنين عدة درسوا العباقرة في كلية التعليم بهارفرد

معتقدين أنهم كانوا يعلمون شيئاً.

دعوني أخبركم لما ليس الأمر منطقياً

لم أتمكن أبداً من فهم ذلك

من أوجد هذه الفكرة

من يمتلكها

لماذا قاموا بها أصلاً ؟

تبين أنه في حوالي سنة 1840، كان بالفعل هناك مدارس مفتوحة طيلة السنة في الدول الأجنبية.

لأن عدد كبير من الناس كانوا مجبرين على العمل طيلة اليوم، لم يكن هناك أي مكان ليضعوا فيه أطفالهم، والمدارس كانت المكان المثالي.

لم يكن ذلك الأمر صادراً عن حكومة أو رئيس.

العلم واضح

إليكم ماأعرفه ..

نحن نعلم أن (المشكلة تبدأ على الفور)، هذه الفكرة.

إذاً الأساتذة بحاجة لمعلومة (حقيقية على الفور) حول ما الذي يحصل لتلاميذهم.

علينا أن نبتكر، والعاملون في مجال التعليم لا يحبون الابتكار، يغضبون إذا قمت بشيء بطريقة مختلفة، إن جربت أمراً جديداً، ردة فعل الناس تكون: المدارس المستقلة ستقوم بذلك.

_المدارس المستقلة: “لنقم بتجربة، لنرى يحصل “.

في الواقع ستفشل بعض التغييرات في المنهج التعليمي.

لذا سيقول العديد من الناس : “العديد من المدارس المستقلة فاشلة” .

وحين تقول ولكن العديد منها لا تكون كذلك، سيقولون: “علينا إغلاقها” .

يجب ألا نخلط بين اكتشاف العلم وبين الأمور التي لا تعمل طبقاً له، فلا نقوم بأي شيء !

على سبيل المثال توضيحاً للفكرة السابقة، إن فكرتم بالتكنولوجيا.

تخيل إن كنا نفكر بتلك الطريقة حول التكنولوجيا، كل مره لا يعمل فيها شيء، نقوم برميه ونقول لننسى الأمر.

لم يتوقفوا أصحاب التكنولوجيا عن الإختراع والإبتكار، رغم الفشل الذي يواجههم في بعض الأعوام، حتى تمكنوا من الوصول إلى عصر الأجهزة الذكية.

أعتقد أن البعض منكم قد يكون مثلي ربما نتحفز لفكرة ابتكار لمدة أسابيع ثم إذا فشلت نقوم برميها ونسيان أمرها .. لا نعيد الكره.

لكن أصحاب التكنولوجيا واصلوا الإختراع.

“حقيقة أنك أخفقت سابقاً لا يجب أن توقفك”.

أو توقف العلم على التقدم

إذا عملنا كمربين يقتضي معرفتنا أن هناك أموراً نعلم إمكانية قيامنا بها، وعلينا التحسين.

التقييم يجب أن يبدأ مع الأطفال الأصغر سناً، علينا أن نتأكد من دعمنا للأطفال الصغار، علينا أن نوفر لهم كل هذه الفرص، يجب علينا القيام بذلك.

أما بالنسبة لمسألة الإبتكار، فكرَة علينا أن نواصل الإبتكار، إلى أن نصبح متمكنين تماماً من هذا العلم، هي فكرة في غاية الأهمية.

و كتحدي لمجال التعليم كله؛ الكويت لا تستطيع الانتظار 50 سنة أخرى لتصلح الوضع التعليمي، هناك أزمة تعليمية نحاول اجتيازها في الوقت الحالي، وإذا سمحنا للناس بمواصلة هذه الحماقات، بقول أن الأمر مكلف جداً لنا !

في حين يقول ( بيل قيتس ) أن الأمر سيكلف 5 مليارات دولار، ثم تعود عليه أرباح أضعاف ذلك العدد، واحتلال المراكز الأولى في الأسواق العالمية. ما هو هذا المبلغ بالنسبة للكويت؟

كم من أموال أنفقناها في مصر هذه السنة ؟ في السودان وغيرها .. تحت مسمى استثمارات دولية.

كم من أموال أنفقناها على الدول ونسينا أنفسنا !

نسينا تعليمنا الذي هو أساس كل دولة، الركيزة الأساسية لمستقبل مشرق للدولة وللمتعلمين العاملين فيها في شتى الوظائف.

جميعنا طلبة أو كنا طلبة وكنا صغار ثم أصبحنا قادة، معلمين، أطباء، مهندسين، سياسيين .. وما إلى ذَلِك. ولولا التعليم لبقينا أميين.

عندما تهتم البلاد لأمر؛ فإننا ننفق بليون دينار بطرفة عين، عندما يكون أمن الكويت مهدداً سننفق أي مبلغ من المال. لكن الأمن الحقيقي لأمتنا، يكمن في أعداد الجيل الناشئ، حتى يحتلوا أماكننا في يوم ما، ويصبحوا قادة العالم عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا والديمقراطية وبقية الأمور التي نهتم بها. أتجرأ على القول أنه ثمن بخس، نظراً لما سيتطلبه منا أن نبدأ بمعالجة هذه المشاكل.

لنساعد بعضنا في الوصول إلى ذلك الهدف .

التعليم قوة .

و جودة المعلمين تكمن في إنشاء أطفال مفكرين مبتكرين، ليس أطفال منهج. هم ليسوا آلة حفظ الطفل والطالب لا يبرمج بل يدرك ويناقش.

كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: ” من حقي أن أقول رأيي .. ومن حق الآخرين مناقشتي “

لا تستهينوا بصغر سن الطفل، تلك المراحل الأولى في التعليم، تحدد ذكاء الطفل وطريقة تفكيره قد تجعل المعلم الناجح أحياناً يتنبأ بمستقبل تلميذه ويشجعه في المجال الذي يبدع فيه.

عندما يعلم الأطفال أنك ترفض أن تتركهم يرسبون، يسلط ذلك عليهم ضغطاً مختلفاً، ولا يستسلمون بسهولة كما في العادة.

في بعض الأحيان، الطلبة لا يمتلكون الحافز داخلهم.

يجب علينا أن نحاول أن نبتكر مجموعة من الإستراتيجيات التي تقوم بتدريسهم ومساعدتهم ودعمهم، وأيضاً مجموعة من التشجيعات التي تقول: ” تستطيع فعلها، أعلم أنه صعباً، لكن لن أدعك ترسب” .

في الحقيقة هذه العبارة يجب أن تقال للطلبة والطالبات في الجامعات وليس فقط للأطفال !

كل مرحلة دراسية يواجه الطالب فيها ضغوطات وعثرات تؤثر عليه قد تصل وتتمكن من حالته النفسية والاجتماعية. أنا شخصياً مررت بتلك المرحلة ولازلت طالبة حديثة التجربة. حين أواجه صعوبة في المادة أعتزل الناس أصبح لا أطاق يقل وزني.

حقيقة وليست مبالغة ويوجد الكثير من الطلبة والطالبات مثلي، لكن ما الذي يجعلني هكذا ؟!

المعلم ..

حين تكون كلمته كما سبق فهي تزرع بي دافع وتشجعني على اجتياز المقرر لأن الكلمة الطيبة صدقه ولأن التشجيع يزيد من الإيجابية، و الأهم أنني لا أريد تخييب ظن أستاذي بي. فكما يهتم المعلم بالطالب سيهتم الطالب برأي المعلم فيه. ليس مثل أعلى أو قدوه هي نوع من شكر المعلم على جهوده وعلى صدقه مع الطلبة وتعبه إلى جانب اهتمامه بطلابه.

أما المعلم السيء من يدخل الحرم الجامعي ويخرج منه في نهاية الفصل ولا يعلم أسماء طلبته ولا يهتم لهم كما يقول البعض: أنتم مجرد أرقام بالنسبة لي. و حتى في آخر محاضرة لا ينهيها بالذكر الطَّيِب. يُشعر الطلبة أنه لم يكن تلميذاً أبداً في ما مضى، متعجرف، لا يتفهم ظروف الطلبة، لا يستمع لهم، ولا ينصحهم بأي شيء قد يفيدهم، ولا يخفف عنهم التوتر الذي يصيبهم وقت الإختبار. تعامل المعلم سيجعل الطالب متعب نفسياً وليس ورقة اختباره.

عليك أن ترفض أن تتركهم يرسبون.

كن أسوة حسنه .. ليّن الجانب.

بادر للطفل بفرصة وكن للطالب عوناً.

يكفينا قولاً: “لقد سئمنا من هذا الوضع”

لا يغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. معلم واحد يتبعه البقية، لكي تكون عظيماً

لابد أن يساء فهمك، و أن يتم قذفك، ثم يتبعك سائر قومك.

بقلم: بشاير الديحاني


займ на карту быстро

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock