5 خطوات لإعطاء الأولوية لنفسك
من أشهر الاقتباسات التي قالها الفيلسوف “سقراط” هي: “اعرف نفسك”، لكن هل تعلم أنَّه كتب أيضاً عن الاهتمام بالنفس؟ والاقتباس الكامل هو “اعرف نفسك، فبمجرد أن نعرف أنفسنا، قد نتعلَّم كيف نعتني بها.
واليوم، يبدو أنَّ جميع الناس يؤيِّدون الرعاية الذاتية، لكنَّ إيجاد الوقت والطاقة لإعطاء الأولوية لنفسك في هذا العالم الحافل بالعمل هو أمرٌ آخرٌ تماماً؛ فإنَّ تعلُّم كيفية إعطاء الأولوية لنفسك يتجاوز مجرد الرعاية الذاتية؛ إذ إنَّه يعني التخلُّص من المعتقدات التي تجعلك متمسِّكاً بأولويات الآخرين، وإعطاء الأولوية لأحلامك وطموحاتك، بدلاً من ذلك ليكن لديك إيمانٌ عميق بأنَّك شخصٌ هام.
لذا، ضع نفسك في المقام الأول، حتى لا تكن آخر شخص يحظى باهتمامك، حتماً لن يكون الأمر سهلاً دائماً، ولكنَّه يستحق كل هذا العناء، ليس فقط بالنسبة إليك، لكن بالنسبة إلى الأشخاص الذين تهتم لأمرهم أيضاً. إليك فيما يأتي 5 خطوات لإعطاء الأولوية لنفسك:
1. تغيير طريقة تفكيرك:
تتمثَّل الخطوة الأولى في تغيير طريقة تفكيرك، والتوقف عن التفكير بأنَّ منح الأولوية لنفسك على أنَّها أنانية منك؛ إذ يؤكد المؤلف الأمريكي “توني روبينز” (Tony Robbins) أنَّه ينبغي لك أن تساعد نفسك أولاً قبل أن تساعد الآخرين، فعندما نقضي كل وقتنا في الاهتمام بشؤون الآخرين، ينتهي بنا الأمر بالشعور بالتعب والتوتر، وهذا يمكن أن يجعلنا أقل قدرة على التركيز والتواصل مع الآخرين، ومن ثمَّ لا يمكننا التعامل مع أطفالنا أو شركاء حياتنا، ولن نتفوق في العمل، ولن نحقق أهدافنا حتى.
عندما تخصِّص بعض الوقت لنفسك، ستشعر باستعادة طاقتك ونشاطك، وستعيد اكتشاف شغفك وعلاقاتك الشخصية، وقد تقع في حب نفسك مرة أخرى، ثمَّ بعد ذلك، ستكون قادراً على استخدام هذه الطاقة والنمو لمساعدة الأشخاص الأكثر أهمية في حياتك؛ لذا تخلَّص من فكرة أنَّه عليك إرضاء الآخرين دائماً، وابدأ بإعطاء الأولوية لنفسك.
2. التغلُّب على معتقداتك المُقيِّدة:
بمجرد أن تتقبَّل فكرة أنَّه يجب عليك مساعدة نفسك لكي تساعد الآخرين، فما يزال لديك بعض العمل للقيام به؛ إذ إنَّ تغيير طريقة تفكيرك، وحياتك، يتطلَّب تصفية ذهنك من خلال تحديد معتقداتك المُقيِّدة والتغلُّب عليها؛ أي التغلب على القصص التي تخبرها لنفسك والتي تمنعك من تعلُّم كيفية ترتيب أولوياتك.
هل تشعر أنَّك تحتاج إلى أن تكون كل شيء للجميع؟ هل أنت شخص مثالي أو حتى شخص مسيطر؟ غالباً ما تنبع هذه الأنواع من المعتقدات المُقيِّدة من التجارب التي مررنا بها في مرحلة الطفولة عند الاضطرار إلى كسب محبة الأشخاص الذين كانوا يقدِّمون الرعاية لنا، وإذا شعرت أنَّك لا تستحق الحب ما لم تضع الآخرين في المرتبة الأولى، فإنَّ هذه المعتقدات تتبعك حتى مرحلة البلوغ، وتحدُّ من قدرتك على إعطاء الأولوية لنفسك.
3. عدم الانصياع لتوقعات الآخرين:
تُبنى معتقداتنا المُقيِّدة غالباً على توقعات الآخرين، فنحن نشعر بالضغط من أجل التفوق في وظائفنا، والحصول على منزل مثالي، والحفاظ على استمرار الشغف في علاقاتنا؛ فآباؤنا يريدون أشياء معيَّنة لنا، وشركاء حياتنا لديهم احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة، وبالنسبة إلى أصدقائنا يتوقعون منا مواكبة أسلوب معيَّن في الحياة، أو وضعهم في المقام الأول، حتى الغرباء يمكنهم الضغط علينا من خلال الأعراف الاجتماعية.
فمن أجل إعطاء الأولوية لنفسك، من الضروري أن تتذكَّر شيئاً واحداً، وهو أنَّ توقعات الآخرين، وخاصة الغرباء، غير هامَّة على الإطلاق، ويجب عليك إنشاء مخطط خاص لحياتك؛ إذ تعدُّ الحياة المهنية والحرية المالية والعلاقات كلها أمورٌ هامة، لكنَّ إعطاء الأولوية لأهدافك الحقيقية في كل مجال من هذه المجالات سيحقق لك في النهاية أكبر قدر من الإنجاز.
4. اكتشاف هويتك الحقيقية:
من السهل تقمُّص أدوار فرضتها علينا الحياة، مثل المدير، والوالد، والشريك، والابن، والابنة، وعندما تنتهي هذه الأدوار، تتاح لك الفرصة أخيراً من أجل إعطاء الأولوية لنفسك، لكنَّك تكون في ذلك الوقت لا تعرف من أنت حقاً، لكن بمجرد أن تنسى توقعات الآخرين، ستصبح حراً في اكتشاف نفسك الحقيقية.
توقَّف عن التفكير فيما يريده الآخرون، واسأل نفسك، ما هو أكثر شيء أنت شغوفٌ به؟ ما هو أكثر شيء تريد أن تفعله؟ ثمَّ جدوِل بعض الأوقات لكي تفعل بها الأشياء التي تريدها، ربما تحتاج إلى الاستيقاظ مبكِّراً لكي تقرأ قليلاً أو تكتب، أو ربما تحب القيام بنشاط مرة في الشهر أو كل أسبوع، ساعد نفسك على مساعدة الآخرين من خلال الالتزام بشغفك مجدداً.
5. الاستمرار في التطور والإنجاز:
كلنَّا لدينا مشاغل في الحياة، سواء في حياتنا المنزلية أم في العمل، فمع قليلٍ من الوقت المتاح لنا، نبدأ في الخلط بين الانشغال والإنجاز، لكن إعطاء الأولوية للآخرين لا يعني أنَّك تتطور وتنجز، وإنَّ تعلُّم كيفية إعطاء الأولوية لنفسك أمر ضروري جداً لتحقيق النمو والتطور الحقيقي، وإذا كنت لا تطوِّر نفسك، فأنت تفوِّت عليها فرصة رائعة.
في الختام:
التزم بالتحسين المستمر في كل مجال من مجالات حياتك، لكن خاصةً في نموك الشخصي، على سبيل المثال، احتفظ بدفتر يوميات، أو قائمة مليئة بأنشطة خاصة برعايتك الذاتية، والمهارات الجديدة وآخر المستجدات المعرفية، وغذِّي عقلك بالكتب أو المقالات أو الاقتباسات الملهمة عن إعطاء الأولوية لنفسك، وتذكَّر دائماً أنَّه ليس من الأنانية أن تعطي الأولوية لنفسك؛ بل إنَّها واحدة من أكثر الأشياء غير الأنانية التي يمكنك القيام بها.
المصدر: مواقع