أ.د. بهيجة بهبهاني تكتب متحف بيت العثمان = هوية الكويت
أ.د. بهيجة بهبهاني
يمثل «متحف بيت العثمان» واقع ماضي الكويت.. المنزل بمقتنياته كافة (الملابس والأثاث والأدوات والوثائق والصناعات اليدوية والأسلحة) والتي عايشت مرحلة زمنية من حياة أهل الكويت، وجرى بناؤه سنة 1946 وكان يمتلكه عبدالله العثمان، كان البيت يحتوى على العديد من الغرف والخدمات وجرى بناء %80 منه بالإسمنت، في حين كان السقف من الجندل والذي كان يُستورد من الخارج. خلال الفترة ما بين 1962 و1985 تم تجديد الأسقف بسبب تساقط الأمطار الغزيرة. وفي عام 1990 تضرر «بيت العثمان» حين احتلت القوات العراقية دولة الكويت. وصرح نائب رئيس المركز أنه عندما آلت ملكية البيت إلى الدولة: «ارتأينا أن يتم تحويله إلى متحف يحتوي على تراث وتاريخ الكويت، وبعدها انتقلت تبعيته إلى مركز العمل التطوعي الكويتي، وأنشئ فريق اسمه الموروث الكويتي قام بتجهيز هذا المتحف».. ثم تم ترميمه وافتتاحه كمتحف بحضور أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح 2013. وافتتحت المرحلة الثانية عام 2015، ثم المرحلة الثالثة عام 2019. وقد قمت بزيارة المتحف مؤخرا برفقة احفادي وشرحت لهم تاريخ التحف والادوات والصناعات القديمة المعروضة والتي كان يقوم بالعمل بها الكويتيون بأنفسهم، حيث لم يكن حينها بالكويت الا اهلها، كمثل صناعة السفن والبشوت والذهب والأدوات التي استخدمت في نقشه وصناعته كالموازين وأدوات القص وغيرها، إضافة لسوق الحدادة وسوق الأبواب الخشبية والصناديق المبيتة. لقد قام سكان الكويت سابقا بكسب رزقهم بالغوص على اللؤلؤ وتشييد المنازل من استيراد مستلزمات البناء من خلال مهنتهم بالتجارة الى دول العالم وتطلب الامر بناء السفن وتوفير طاقم من الشباب للعمل عليها، في زمن لم يكن يسكن هذه الارض الصحراوية إلا قلة من الافراد الذين استوطنوها قبل أكثر من 3 عقود من الزمان.ان تعريف الناشئة والشباب بتاريخ بلدهم وماضيه المشرف وكفاح شعبه أمر اساسي لترسيخ شعور الانتماء في نفوسهم تجاه بلدهم وتقدير جهود الاجداد وشقائهم لكسب لقمة العيش وإعمار بلدهم في زمن كان الماء شحيحاً والكهرباء غير معروفة؟ فمتحف بيت العثمان هو تاريخ الكويت ويجب ان تقوم وزارة التربية بتضمينه منهجا دراسيا الزاميا بمراحل التعليم مع ارفاقه بجزء عملي لزيارة المتحف. لقد اصبح هذا الامر أساسيا للحد من المهاترات والمزيدات على الكويت وشعبها بوسائل التواصل الاجتماعي.