انطلاق المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي بحضور السفير الأردني ورؤساء جامعات دولية وعربية وخليجية ورؤساء ملاحق ثقافية
انطلاق المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي بحضور السفير الأردني ورؤساء جامعات دولية وعربية وخليجية ورؤساء ملاحق ثقافية
د. محمد العتيبي: الكويت مقبلة على التحويل الرقمي في جميع مؤسساتها
افتتح رئيس الجمعية الكويتية للدراسات العليا دكتور محمد زيد العتيبي المؤتمر الدولي الأول للتحول الرقمي للجمعية الكويتية للدراسات العليا بعنوان «وجهات نظر في الإدارة: أدلة من البلدان النامية «في ضوء التحول الرقمي)» تحت شعار نحو تحقيق استراتيجية الكويت 2035، بحضور السفير الاردني صقر ابوشتال والملحق الثقافي السعودي د. جميل بن موسى والملحق الثقافي العماني د. ماجدة الراشدية ورؤساء الجامعات الدولية والعربية والخليجية من بينهم رئيس اتحاد الجامعات العربية أ. د. عمرو سلامة، رئيس الجامعة الاسترالية أ.د.عصام الزعبلاوي، ورئيس الجامعة الأردنية نذير عبيدات، ورئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا بالأردن أ.د. مشهور عبدالله الرفاعي، ونائب رئيس جامعة الأمير محمد بن فهد للشؤون الاكاديمية بالمملكة العربية السعودية فيصل العنزي، ورئيس الجامعة الملكية للبنات بالبحرين أ. د. يسرى المزوغي، ورئيس هيئة الاعتماد وضمان الجودة لمؤسسات التعليم العالي بالأردن د. ظافر يوسف الصرايرة، ونائب رئيس جامعة قطر للبحوث والدراسات العليا بقطر أ. د. مريم العلي المعاضيد، ورئيس الجامعة الهاشمية الأردن فواز محمد العبد الحق، وذلك صباح اليوم السبت، بقاعة المؤتمرات بكلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت بالشدادية.
بدأ الحفل بعرض من منسق العام المؤتمر د. عمر أبو رمان فيلما تسجيلا عن إنجازات الجمعية، ثم ألقى رئيس الجمعية الدكتور محمد العتيبي كلمة خلال حفل تدشين المؤتمر قال فيها: يسعدنا ويشرفنا بأن يكون المؤتمر الأول للجمعية الكويتية للدراسات العليا في هذا الصرح الأكاديمي العريق جامعة الكويت، وبحضور نخبة كبيرة من رؤساء الجامعات العربية والخليجية ورؤساء الملاحق الثقافية والمسؤولين بمؤسسات الدولة والأساتذة الأكاديميين.
واضاف بأن المؤتمر سيكون نقطة انطلاق نحو تحقيق أهداف الجمعية التي تسعى إليها منذ نشأتها في عام 2019، ومن أبرزها مساعدة الأكاديميين والباحثين في الحصول على الفرص لنشر الأبحاث العلمية في أرقى المجلات العلمية المصنفة، وتنفيذ المشاريع البحثية التي تحتاج إلى تمويل ومساعدة الجهات المعنية وتضافر الجهود من أجل تنفيذها.
وتابع: لقد سعت الجمعية ومنذ بداياتها وبكل ما لديها من إمكانيات وطاقات شبابية وأساتذة أكاديميين والحاصلين على الماجستير والدكتوراه وجهود كوادرها الإدارية المساهمة في الارتقاء بمستوى التعليم على كافة المستوى وفي جميع مراحله من تعليم عام وتعليمي جامعي إلى الحصول على الماجستير والدكتوراه، من خلال إقامة الندوات والملتقيات والصالونات العلمية والثقافية والأدبية، وحضور اجتماعات اللجنة التعليمية بمجلس الأمة وبحضور مسؤولي التعليم لعرض الإيجابيات والسلبيات وطرح رؤيتها وأفكارها نحو تطوير التعليم وجودته والاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي.
وأكد العتيبي المضي قدما الاستمرار في مطالبتها بالحفاظ على جودة التعليم، والنهوض بالمؤسسات التعليمية والأكاديمية، وبالحفاظ على حقوق حملة الدراسات العليا، ومساواة الحاصلين على الماجستير والدكتوراه في المكافأة المؤهل العلمي بجميع مؤسسات الدولة، ونحن على ثقة كبيرة بتولى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح بتصحيح المسار وتولي أصحاب الشهادات والكفاءات المناصب القيادية والاشرافية، والنهوض بمستوى التعليم وجودته والإسراع في التحول الرقمي لجميع مؤسسات الدولة.
ولفت إلى أن اقامت المؤتمر الدولي للتحول الرقمي بعنوان «وجهات نظر في الإدارة: أدلة من البلدان النامية «في ضوء التحول الرقمي)»، جاء تحت شعار نحو تحقيق استراتيجية الكويت 2035، ايمانا منا بضرورة تكاتف جميع مؤسسات الدولة من جامعات وجمعيات النفع العام وجهات حكومية والقطاع الخاص لتحقيق الرغبة السامية لكويت جديدة 2035، والتعاون من الجامعات الدولية والعربية والخليجية وتبادل الأبحاث العلمية والمشاريع والأفكار لتنفيذ التحول الرقمي بأسرع وقت ممكن لمواكبة التطور التكنولوجي المذهل الذي فاق كل التوقعات وتخطى كل الحدود.
وقال العتيبي: إن ظاهرة الاقتصاد الرقمي برزت بشكل متسارع في الأدبيات الاقتصادية منذ بدايات القرن الحادي والعشرين كظاهرة جديدة وسريعة تعمل على تغيير كافة الأنماط والأنشطة الاقتصادية، ودمج البيانات والإنترنت في عمليات الإنتاج وخلق المنتجات، وتغيير أنماط الاستهلاك لدى الأفراد والحكومات، وهو ما جعلنا ان نعمل بضرورة إعداد استراتيجية عربية وخليجية للتحول الرقمي والشمول المالي في الدول العربية، وذلك بمشاركة القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في إطار زمني محدد، والخروج بتوصيات في ختام أعمال المؤتمر التي تسهم في متابعة وتنفيذ استراتيجية التحول الرقمي بخطوات ثابتة ومدرسة.
واختتم العتيبي التقدم بشكر الجزيل إلى مدير جامعة الكويت الأستاذ الدكتور يوسف الرومي على استضافته لهذا المؤتمر في هذا الصرح الأكاديمي العريق، كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى الشركاء الداعمين لهذا المؤتمر مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والأمانة العامة للأوقاف وإتحاد الجامعات العربية على دعمهم ومساندتهم لإقامة هذا المؤتمر، كما شكر رؤساء الجامعات العربية والخليجية لحضورهم في وطنهم الثاني الكويت والمشاركة في المؤتمر وانجاحه، والى جميع الأساتذة الأكاديميين والباحثين المشاركين بأوراق بحثية في المؤتمر والحضور الكريم على تواجدهم معنا اليوم.
من جانبه شكر رئيس الجامعة الأردنية أ.د. نذير عبيدات دولة الكويت حكومة وشعبا على استضافته لهذا المؤتمر، وقال عبيدات: شكرًا للكويت الشقيق لمنح الجامعات الأردنية عامةً والأردنية خاصةً فرصة أن تكون وجهة عدد كبير من خيرة أبنائه لدراستهم، آملين أن نكون دائمًا عند حسْن ظن الشعب الكويتي الشقيق وقيادته.
وأضاف: نبارك للكويت الشقيق صاحب الباع الطويل في الديموقراطية نجاح العملية الانتخابية الأخيرة، آملين أن تجسد العراقة والتاريخ في مسار الكويت الشقيق.
وأشار إلى أن التحول الرقمي يجب أن يعمل، بطريقة ما، على تسطيح منحنى تكلفة التعليم العالي وأثره على الفقراء والمهمشين، ويدفع لتضييق الفجوة في الفرص المتوفرة للأغنياء والفقراء.
واختتم قائلا: دعونا نفكر في مثل هذه الأسئلة الحقيقية التي يطرحها مسعانا: هل سترغمنا التكنولوجيا الحديثة على الاستغناء عن الموارد البشرية أم لا؟ وما مصير العمل اليدوي الذي يتطلب جهدًا في المستقبل؟ ما الخطوة القادمة في التعليم.
بدوره قال أمين عام اتحاد الجامعات العربية أ.د. عمرو سلامة: في ظل ما يشهده العالم اليوم من ثورة علمية وتكنولوجية هائلة كأحد مظاهر العولمة التكنولوجية، أصبحنا نجد العالم في سباق محموم من أجل مواكبة هذه الثورة وخاصة في ظل جائحة فايروس كورونا وما تبعها من تحديات.
وأضاف يعتبر التقدم العلمى والتكنولوجي بوجه عام، والبحث العلمى والابتكار على وجه الخصوص، من أهم العوامل المؤثرة ليس فقط فى الإسراع بوتيرة التنمية ومستوى الرفاه الاجتماعي، بل أيضا فى ضمان استدامة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فى ظل المناخ المعرفي وعصر الثورة الصناعية الرابعة بالألفية الثالثة، حيث بات الاقتصاد الرقمي يساهم على المستوى العالمي ما يقارب 22% من الناتج المحلي العام بينما يصل مساهمته الى 4% من الناتج المحلي العام في الدول العربية، نتيجة ضعف الاستثمار في الشبكات الرقمية الأساسية، وقلة استخدام التقنيات الحديثة والتطور السريع للاقتصاد الرقمي الذي ساهم في انتشار الأمية التقنية.
وأضاف بأن التكنولوجيا الرقمية أصبحت واقعا ملموسا في مجال البحث العلمي فقد أتاحت فرصا أكبر وأسرع وأكثر فاعلية لترقية البحث العلمي والنهوض به، بفعل ما أتاحته من مكتبات رقمية، وقواعد للبيانات، ورقمنة تسيير المكتبات، وتطور برمجيات كتابة البحوث العلمية، وتعزيز فرص التواصل بين الجامعات، ومراكز البحث، ومراكز التفكير، والباحثين وذلك من خلال الدوريات العلمية والأرشيفات المفتوحة التي أدت الى الوصول الحر للمعلومات «Open «Access.
واضاف لقد عززت قيم التنافسية الدولية من مكانة النشر في المجلات العلمية الرصينة ، وفي قواعد النشر العالمية وبذلك أصبح النشر العلمي أحد أهم المعايير الدولية لتصنيف الجامعات وترتيبها فعلى سبيل المثال يستحوذ جودة الأداء البحثي للجامعات على « %40 ) من الأوزان النسبية للمعايير في تصنيف شنغهاي، «%30 ) في تصنيف التايمز و« 20 % ) في تصنيف الـ QS»
وتابع: أود أن أشير الى ضرورة وأهمية البحث العلمي المستمر في مجال الادارة للوصول الى مستويات عالية من التنمية الادارية، حيث تعمل الادارة على دفع معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي وذلك عن طريق توجيه المؤسسات والتنظيم الفعال لها وتحديد وتطوير مهارات الأفراد والاستغلال الأمثل للموارد المادية والبشرية.
وأشار إلى أنه وبالنظر الى واقع البحث العلمي في الوطن العربي، يتبين أن شح الموارد ونقص التمويل، هو أحد الاسباب الرئيسية لضعف البحث العلمي العربي بشكل عام، وفي هذا السياق، تؤكد المؤشرات الخاصة والاحصائيات العالمية والقومية المتعلقة بالبحث العلمي في الوطن العربي أن نسبة الانفاق في العالم العربي على البحث العلمي لا يزيد عن 1% من مجمل الدخل القومي بينما يصل ال 4% في الدول المتقدمة ويساهم القطاع الخاص بنسبة 3 % من مجموع التمويل في الدول العربية بينما يتراوح ما بين 52% الى 70% في الدول المتقدمة وفي بعض البلدان يصل الى 80% كاليابان. كما تشير الدراسات على أن نسبة المنشورات العلمية العربية الى المنشورات العلمية العالمية ما مقداره 1,3 % ونسبة عدد الباحثين العلميين لكل مليون شخص من السكان تبلغ في الوطن العربي ما يقارب من «640) باحث مقارنة مع 4500 باحث لكل مليون نسمة في الدول المتقدمة.
بدوره قال الاستاذ الدكتور فيصل العنزي نائب رئيس جامعة الأمير محمد بن فهد: أن ما يشهده العالم في ظل التحول الرقمي السريع تحتاج المنظومات إلى إدارة بفلسفة مختلف ودينامكية لتواكب هذا التطور السريع ناهيك عن المجالات الخاصة في تطور الصناعات والتقدم العلمي، والقدرة على انتاج المعرفة وخلق مصادر جديدة للمجتمع.
وأضاف بأن دور البحوث يسهم بشكل كبير في تقدم وتطوير المجتمعات ككل حيث يعتبر أحد ركائز المهمة في التعليم والتفكير الابداعي، ولكن يغيب عنها استراتيجيات الواضحة في البلدان النامية وجديتها في الاسهام في تطور المجتمع.
ولفت إلى أنه وتعزيزا لدور البحوث كادلة رغم التحديات قامت جامعة الأمير محمد بن فهد بوضع استراتجية واضحة لتطور البحوث والاسهام في ايجاد حلول ورفع تأثيرها.
من جهته قال رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا أ. د. مشهور عبدالله الرفاعي بأن وخلال السنوات القليلة الماضية عملت على تنفيذ سياسات جادة للوصول إلى جامعة «رقمية) وتم خلالها تطوير العديد من البرميجيات والأنظمة التي تسهم في تحقيق العديد من الأهداف حتى تصل الجامعة إلى جامعة خضراء.
وأشار إلى ان الجامعة على تحقيق العديد من الأهداف منها: إعداد وإصدار التقارير الدورية التي توفر الوقت والجهد الكبير على إدارة الجامعة، وتحليل البيانات التاريخية بحيث يمكن التنبؤ بالأحداث المستقبلية، من خلال استعمال الذكاء الاصطناعي، وتحقيق الشفافية في عملية اتخاذ وصنع القرار، وضمن السرية لكافة المعلومات والمعاملات، وخفض التكاليف وترشيد الانفاق من خلال تعزيز إجراءات التحول الرقمي، والحفاظ على البيئة.
وأضاف بأن الجامعة تعمل ومن خلال عمادة القبول والتسجيل تسجيل البرامج الدراسية والعلمية والتعاون الأساتذة والأكاديميين واطروحات الطلبة والأساتذة وبرامجية محاضرات الاساتذة وأعضاء هيئة التدريس لتمكين من عدم تكرار الأبحاث العلمية، وغيرها من الموضوعات المهمة التي تهم العملية التعليمية والأكاديمية، بالإضافة إلى أن الجامعة عملت على وضع برامجة للضمان الصحي للطلبة والاساتذة، موضحاً بأن جامعة الأميرة سمية، عملت على نظام الأرشفة انظمته بنسبة 98 % من أعمالها وبرامجها الجامعة المعتمدة.بالإضافة إلى أن النظام المالي للجامعة مطبق وفق أحدث الأنظمة الدولية والعالمية.
وبين بأن الجامعة قامت بتطبيق التعليم الإلكتروني لبرامجها الدراسية، والاستفادة من جائحة كورونا بإعدادها وجهوزيتها للتعليم الإلكتروني، مشيرا إلى أن الجامعة وقعت 60 اتفاقية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
من جانبه تحدث رئيس الجامعة الهاشمية أ.د. فواز العبدالحق الزبون حول رؤية الجامعية الهاشمية رؤية ورسالة الجامعة الهاشمية في مجال التحول الرقمي، مشير إلى أن الرؤية هي الريادة في التعليم والبحث العلمي في مجالات الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، ومواكبة أهداف الثورة الصناعية الرابعة، والتي تعتمد بشكل أساسي على أنظمة الذكاء االصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء وإدارة التحول الرقمي.
وأضاف العبدالحق لقد أدى الدور البارز للمعرفة إلى ظهور مجتمعات يطلق عليها مجتمعات المعرفة، وهي مجتمعات قائمة في أساسها على المعرفة، ومواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، سواء باستخدام التقنيات الجديدة، أو تحديث البرامج والتقنيات الموجودة وترقيتها، بالإضافة إلى المساهمة في ظهور مصطلحات حديثة في هذا الجانب كمصطلح التحول الرقمي. وتعدد المفاهيم لمصطلح التحول الرقمي الذي يمكن اعتباره ظاهرة ناتجة عن مجموعة من التقنيات الرقمية الحديثة، التي تعمل بشكل متزامن، ومن بين هذه التقنيات الحاسوب، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وغيرها.
وأكد بأن التحول الرقمي يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة وجديدة من المعلومات، يمكن أن تساهم في صنع القرار والتخطيط الاستراتيجي بهدف تطوير الأداء المؤسسي، وزيادة الفاعلية والكفاءة في مستوى تقديم الخدمات.