أحمد محمود البغلي يكتب: النظرة التاريخية للشعار والعلامة
لعديد من القرون ولألاف من السنوات لطالما كان يسعى الانسان ويرغب في إيجاد هوية اجتماعية خاصة به تدول عليه لذا فهو يشعر بحاجة ماسة ومستمرة لصنع مثل تلك العلامة لما تمثله من أهمية بالنسبة له من خلال تحديد أملاكه فمثلا عندما كان يقوم ببناء معين كان يقوم بكل افتخار بوضع حجر ويبدأ بالنحت عليه ليضع علامته الخاصة ووسمه الخاص، وحينما يفكر بالمزارع الخاصة به كان يقوم بوضع علامات على أغنامه وابله كدلالة على ملكيته لها.
ونفهم من ذلك الحاجة إلى العلامة والرمز البصري لأي ملك معين أو منتج خاص يحتاج بشكل تلقائي إلى شعار معين يدل عليه ويوضح هويته، وهذا يدل أن موضوع الهوية والعلامة هو موضوع قديم جدا وقد تطور مع مراحل وجود الانسان على هذه البسيطة.
أن الانسان يميل بشكل فطري إلى كل ما يشبهه وينجذب إليه لأنه يشعر بأنه يمثل شخصيته ويعكس طبيعته وعلى ضوء ذلك يتبين لنا أن هناك ارتباطا وصلة بين كل ما يحيط بالإنسان من اشياء يراها من حوله فهي تعتبر الملهمة لخياله والمحرك والحافز لأنشطته التي يقوم بها والتي تمده بالطاقة النفسية والسيكولوجية حيث إنها صدرت من قبل خالق ومبدع عظيم وحكيم قدر هذه العلاقات وهذه الروابط لأنه مصدر الإلهام لكل شيء يحيط بالإنسان منذ نشأته الأولى في هذا الوجود.
ونتيجة لذلك صار الإنسان يسعى لتطوير هذه العلاقات ووضع علامات لها وشعارات كما نطلق عليها اليوم ليميز من خلالها كل ما يخصه من أشياء أو سلع ومنتجات وصولا إلى الرموز البصرية المعنوية والدينية وكذلك الأنشطة الثقافية.
ونستنتج مما سبق ان الشعار يمثل بالفعل في وقتنا الحاضر الهوية البصرية لأي مؤسسة أو شركة تقوم بتنفيذ لوجو خاص فيها إذ إنه يمثل الوجه الظاهر لطبيعة عمل المؤسسة ووسيلة الاتصال ما بين الجهة المنفذة والمستهلك.
فالشعار هو المفتاح الذي يقوم بإيصال الرسائل الخاصة والخدمات التي تقدمها المؤسسات للجماهير.
لقد حمل القرن التاسع بالفعل اهتماما بالغا بعملية الترويج والتسويق للسلع عن طريق الحملات الإعلانية دون التوجه إلى أهمية الشعار ودوره المحوري للترويج للمنتجات أو الأفكار بمختلفة صورها.
لذلك كانت النظرة المبدئية هي تغيير الشكل العام لحياة الناس حيث كان للإعلام دور مؤثر على الجماهير خاصة فيما يخص مجال الاختراعات والابتكارات الحديثة من الأمور الصناعية بكل اشكالها.
إن عملية صنع علامة مميزة تبني على درجة عالية من الوعي تعتبر عملية منتظمة تهدف إلى تعزيز ولاء العملاء وجذب انتباههم خاصة الجدد منهم وجعل هذه العلامة راسخة وغير قابلة للاستبدال بالنسبة للمستهلك.
وعليه يجب أن تكون عملية مصحوبة بالمحافظة على القيمة الأساسية التي تقوم عليها مبادئ أي مؤسسة سواء كانت غير ربحية أو كانت تجارية، لأن تحقيق الهدف المطلوب لأي مؤسسة تطمح أن يكون لها كيان خاص بين المنافسين هو بالتأكيد النجاح المستمر والمحافظة على مستوى الخدمات التي تقدمها وبالجودة المتوقعة.
لقد مر تاريخ صنع الشعار بمراحل تاريخية متسلسلة فكانت البداية بالشعارات المرسومة على الكهوف القديمة والرسوم الرمزية لأنها في نهايتها تعبر عن حقبة زمنية معينة.
فهي تأخذ بشكل الترميز البسيط لحقبة زمنية من طرق اللباس والأكل وبعض مظاهر الحياة الاجتماعية.
م / أحمد محمود البغلي
قسم العمارة / معهد التدريب المهني
[email protected]
————————————————————————