قسم السلايدشووزارة التربية

ضعف المخزون اللغوي يهدد «العربية» في جامعة الكويت

أساتذة : المستوى التعليمي للطلبة متدنٍّ… وبعضهم يخطئ في كتابة اسمه

 

عبّر عدد من أساتذة اللغة العربية في جامعة الكويت عن استغرابهم تدني مستوى اللغة العربية لدى مخرجات الثانوية العامة من الطلبة المقبولين في الجامعة، لافتين إلى ضعف هؤلاء الدارسين في الإملاء والتعبير اللغوي.
دقّ أساتذة اللغة العربية بجامعة الكويت ناقوس الخطر، بعد ملاحظتهم تدني مستوى طلبة الجامعة في الإملاء والتعبير، وخصوصاً دارسي مقررات اللغة العربية، مؤكدين في تصريحات متفرقة ، أن خريجي التعليم عن بعد يعانون ركاكة في اللغة.
وفي هذا السياق، كشف أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب د. يوسف العويهان، أن معظم الطلبة المستجدين لا يملكون حصيلة لغوية، نتيجة ضعف مخرجات التعليم الإلكتروني على مدى العامين الماضيين.

أخطاء فادحة
وقال العويهان: “لمسنا أن العديد من خريجي الثانوية العامة لا يملكون حصيلة في الإملاء والكتابة، مع وجود أخطاء لغوية فادحة في حل الاختبارات”، مفيداً بأن مستويات الطلبة ليست كما كانت في السابق، و”أصبحنا نلجأ إلى وضع مقدمات عديدة في الدروس، مع تقليل المنهج، حتى يستطيعوا فهم المقررات ونقاطها الرئيسة”.
وبيَّن أن معظم الأساتذة أصبحوا يلجأون إلى إجراء مراجعة للطلبة على بعض الدروس في الثانوية، حتى يستطيعوا فهم المرحلة الجديدة من المقررات الجامعية، بحيث تشمل تلك الدروس بعض الأساسيات اللغوية المتعلقة بالقواعد والأفعال والأسماء ومواقع الهمزة وسواها.
وأشار إلى أن العديد من الطلبة سحبوا بعض المقررات الدراسية بعد أول اختبار “ميد تيرم”؛ لضعف تحصيلهم العلمي وتدني درجاتهم العلمية في الاختبار، نتيجة اختلاف الدراسة عما كانت عليه سابقا، وتغير الآلية من التعليم عن بُعد إلى “الحضوري”، مضيفاً أن خطوط الطلبة أصبحت سيئة جدا وكثرت لديهم الأخطاء الإملائية بسبب الدراسة الإلكترونية.
تشويه اللغة
بدوره، قال عضو هيئة التدريس في كلية الاداب بقسم اللغة العربية د. طلال الجسار ان الاخطاء الشائعة عند طلبة الجامعة غالبا ما تكون في الكتابة نحواً وإملاء، وهو ما يقدم صورة مشوهة للغة العربية ويعكس عدم اهتمام أبناء هذه اللغة بها، إلى جانب الضعف في الشرح والتحدث وعرض الأفكار.
وأضاف الجسار أن هذا ناتج من قلة القراءة وقلة البرامج الاعلامية الجيدة باللغة العربية التي تساعد هذا الجيل على التحدث بها، مؤكداً ان ضعف مخرجات التعليم العام في اللغة العربية بشكل عام ظاهرة، أهم أسبابها ضعف الوعي المجتمعي بأهمية لغة القرآن لغتنا القومية، والاعتقاد بأن التمكن من التحدث بلغات أجنبية هو الانجع طلبا للتوظيف أو الترقية وهذا من الأخطاء الشائعة.
ولفت الى ان التعليم عن بعد ضاعف هذه المشكلة عند اغلب الطلبة وصرفهم عن القراءة والاطلاع والبحث وضاعف عمليات الغش عند بعضهم بسبب ضعف الضمير والوازع الديني، واللجوء الى النجاح السهل.

مستويات متقاربة
في المقابل، رأى أستاذ النقد الادبي في قسم اللغة العربية وعضو هيئة التدريس في كلية الاداب د. مرسل العجمي أنّه ليس هناك فرق كبير نلمسه بين طلبة اليوم وزملائهم من قبل بالنسبة الى اللغة العربية، فالمستويات متقاربة وكذلك بالنسبة الى الاستيعاب والفهم، علماً ان البعض منهم يتميز بأداء يؤهله للحصول على درجات عالية في المقررات الدراسية باللغة العربية بسبب الاهتمام والتفاعل مع أعضاء هيئة التدريس.

كتابة جملة
أما عضو هيئة التدريس في كلية الآداب د. رائد الشلاحي فقال إن هناك العديد من الطلبة غير قادر على التعبير كتابة ولغة، كما ان البعض منهم غير قادر على كتابة جملة مع وجود أخطاء إملائية واضحة في إجابة الاختبار.
وأضاف الشلاحي: “لاحظنا أن بعض الطلبة لا يستطيعون كتابة أسمائهم، بسبب ضعف الخط كما ان مستوى كتابتهم مقارب لمستويات الطلبة في المرحلة المتوسطة”، مؤكداً أن ذلك مرده عدم التدريب المكثف أثناء المراحل الدراسية المختلفة.
صعوبات التقارير
ولاحظ أن كتابة التقارير والبحوث بالنسبة للطلبة أصبحت أمراً صعباً إذ يعاني الكثير منهم صعوبة في التعبير باللغة العربية، كما فوجئنا بأن هناك طلبة يخلطون بين الكتابة بالفصحى والعامية أثناء تقديم التقرير.
وبيّن أن من أسباب تلك الأخطاء ضعف المخزون اللغوي لدى الطلبة وعدم تلقي التدريبات المكثفة على الكتابة اللغوية والاملائية، وعدم متابعة الطلبة لأنفسهم وتقييم مستواهم اللغوي والإملائي اثناء فترة الدراسة.
وأشار الى أنَّ هذه المشكلة ظهرت بقوة بعد ظهور التعليم عن بعد “الأونلاين”، إذ زاد الضعف اللغوي بين خريجي التعليم الإلكتروني.
من جانبه، أكد عضو هيئة التدريس في كلية التربية د. وليد العنزي أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين الطالب والقلم، لافتاً إلى أن الواجبات التي كانت تقدم عبر “الأونلاين” أدت إلى ضعف الكتابة لدى العديد من الطلبة.
وأضاف العنزي أن هناك ضعفا وركاكة في صياغة الجمل في الاختبارات المقالية “إذ لمسنا ان العديد من الطلبة غير قادر على التعبير، وبعضهم يواجه صعوبة في (فك الخط)، مما اضطرنا إلى تغيير آلية الاختبارات من المقالية إلى الموضوعية”.
وذكر أن هذه الظاهرة موجودة وليست سابقة لدى الطلبة، لكنها ازدادت بعد استخدام الأجهزة التكنولوجية، كما ان للتعليم عن بعد دوراً في مضاعفتها لاعتماد الطلبة أكثر على لوحة المفاتيح والتصحيحات الاملائية التي تساهم في تعديل الكلمات غير الصحيحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock