طلبة الكويت: من سيئين إلى “من زينهم” .. فما القادم؟

طلبة الكويت حالهم كحال بقية طلبة العالم، فيهم المميز وفيهم المتوسط وفيهم ما دون ذلك. صحيح المستوى العلمي في الكويت في الجملة أقل من بعض الدول، ولكن هذا الأمر لا علاقة له بالطلبة بشكل مباشر، فهذه الأمور تتعلق بسياسات وزارة التربية ومناهجها وكفاءة التدريس وغيرها. من تتبع الكتابات والمقالات الصحفية مؤخرا يجد أن طلبة الكويت أصبحوا في وجه المدفع، فهم الملامون الوحيدون على مستواهم، وهم الذين يحملونهم أوزار وأعباء وزارة التربية، وهذا التوجه النقدي المكثف غير منصف.

قبل عدة أيام صرح الدكتور شملان العيسى بتصريح أغضب الكثير من الطلبة وإعتبروه إهانة لهم، وهذا التأويل بلا شك من حقهم. أتفق معهم بأن الإسلوب لم يوفق به الدكتور شملان، وكان بالإمكان التعبير عن رأيه ورفضه للمكافأة الإجتماعية بشكل أفضل. وإن كنت أقف في صف الطلبة في غضبهم وأتفهم من أين يأتون، إلا أنني أرى خلل أخر في نقد د. شملان للإعانة التي تصرف لهم. فالدكتور شملان ربط الصرف بذكاء الطلبة والإنتاجية، على الرغم أن الإعانة لم تصرف لهذا ولم يحدد هذا كسبب للصرف، بل هي “لتعين” الطلبة على أعباء التكاليف والمصاريف الأكاديمية، من شراء كتب وغيرها.

المكافأة الإجتماعية لم تكن إبتكاراً كويتياً، بل هو أمر متبع في الكثير من البلدان للتخفيف عن طلبتها. صحيح أن الكثير من البلدان لا تصرفها للكل بشكل تلقائي كما هو في الكويت، ولكن يبقى أن المبدأ واحد.

رد الكثير من الطلبة على الدكتور بنفس المبدأ، ووجهوا له سؤلاً بما يتقاضه هو من راتب مرتفع مقابل انتاجيته. على الرغم من أنني لا أعلم عن مدى انتاجية د. شملان (وهذا ليس مهماً)، إلا أن هذا الإنتقاد في محله، فكم من أستاذ جامعي سواء في جامعة الكويت أو التطبيقي منذ حصوله على الدكتوراه لم ينتج شيئاً، فأصبح إستحقاقاً أن يتسأل الطلبة، ما هي المعطيات التي يقدمها الأساتذة لهذا الأجر؟

بغض النظر عن من إنتقد من، وما هي الأوصاف التي تستخدم، يبقى أمر واحد: ما ذنب الطلبة؟ ولما وصل الأمر للنقد العلني وأصبح نقدهم مادة للمقالات الصحفية واللقاءات التلفزيونية. ألا يكفيهم ما هم فيه من تعب دراسي وجهد أكاديمي وبذل تعليمي؟ يبقى تساؤل وحيد: مع تكرار أحداث التعدي عليهم، من سيئين إلى “من زينهم” ..  فيا ترى ما هو الوصف القادم؟

 

عبدالله العازمي

رئيس تحرير جريدة أكاديميا