«التعليمية البرلمانية»: رفع كفاءة المعلمين والمعلمات وتطوير مهاراتهم العلمية والعملية لغرس القيم وتكريس المفاهيم لدى المتعلمين

المطر: استئناف الدراسة في ظل وجود الجائحة أقل ضرراً من تواجد الطلبة في منازلهم من دون دراسة حقيقية

متعب العتيبي: قادة الكويت اهتموا بالتعليم ووضعوه في الدستور وجعلوه مجانياً

آمال الرويشد: المعلم يلعب دوراً كبيراً تجاه المجتمع

أكاديميا| البرلمان – التربية

نظمت لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد ورشة عمل تربوية استهدفت رفع مستوى الوعي التعليمي والتربوي للشباب وتطوير المهارات العلمية والعملية المرتبطة بالشأن التعليمي.
وحضر جانباً من ورشة العمل التي أقيمت في مسرح مجلس الأمة رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم إضافة إلى النواب د. حمود العازمي ود. عبدالله الطريجي وأحمد الحمد وسعد الخنفور.
وشهدت ورشة العمل مداخلات لمسؤولين من وزارة التربية حول تطور التعليم في الكويت وأهمية دور المعلم، مطالبين بوضع استراتيجية جديدة تعتمد على المعلمين الكويتيين وليس على معلمين من الخارج.
وأشاروا إلى الصفات المهنية للمعلم والواجب توافرها من خلال التقييم الدوري له، مشددين على ضرورة منح المعلم الذي يستكمل دراسته في بعثات خارجية البدل الجيد والحوافز المغرية للبقاء ضمن المعلمين بدلاً من أن ينتقل إلى الهيئة التدريسية لجامعة الكويت والتطبيقي.
وأعرب رئيس اللجنة النائب د. حمد المطر في كلمته عن أمله ان يكون العام الجديد هو بداية للعودة الكاملة للدراسة كما كانت بالسابق، متمنياً أن تكون العملية التعليمية كاملة وشاملة على الرغم من وجود وباء كورونا.
وأكد المطر أنَّ استئناف الدراسة في ظل وجود جائحة كورونا أقل ضرراً من تواجد الطلبة في منازلهم من دون دراسة حقيقية.
وقال المطر إنَّ فكرة الورشة انطلقت من قبل اللجنة التعليمية التي عقدت أكثر من 25 اجتماعاً وتمت فيها مناقشة العديد من القضايا التربوية وكان لها دور مباشر مع المعلمين الذين هم بمثابة بوابة التنمية، داعياً جميع لجان مجلس الأمة بتبني مثل هذه المبادرات واستمرارها وديمومتها.
وبيّن المطر أنَّ من أهداف الورشة هي التعريف بمفهوم التعليم وبيان أهميته في المجتمع، وتطوير المهارات العلمية والعملية المرتبطة بالشأن التعليمي وتعزيز الوعي التعليمي والتربوي.
ولفت إلى أنَّ لجنة البيئة سوف تنظم بعد غد الثلاثاء ورشة مماثلة لتحقيق التنمية المستدامة في البيئة ورفع مستوى الوعي البيئي لدى الشباب.
وأكد المطر أنّه لكي ينجح هذا العمل فإنَّ هناك جهوداً كبيرة يجب أن تبذل، مثنياً على جهود الأمانة العامة لمجلس الأمة في ترتيب هذه الفعالية وخاصة الأمين العام عادل اللوغاني والأمين العام المساعد لقطاع اللجان أحلام القلاف وطلال الفضل من الأمانة العامة والمكتب الفني للجنة التعليمية والمحاضرين.
ووجّه المطر الشكر إلى الجميع على هذه الجهود الطيبة والتفاعل مع المحاضرين وتقييماتهم والتي ساهمت في نجاح ورش سابقة في رفع كفاءة المدرسين والمدرسات.
ومن جانبه، عرض مراقب المرحلة الثانوية في منطقه العاصمة التعليمية متعب العتيبي فيديو عن نشأة التعليم في الكويت ومراحل تطوره بدءا من مرحلة من الكتاتيب في عام 1911م وافتتاح اول مدرسية نظامية وإنشاء مجلس المعارف ثم بداية التعليم المجاني وإنشاء أول مدرسة للابتدائي عام 1938 واول ثانوية في الشويخ عام 1954 وجامعة الكويت عام 1966.
وأضاف العتيبي أنَّ قادة الدولة اهتموا بالتعليم ووضعوه في الدستور وجعلوه مجانياً، مشيرً إلى أنَّ الكويت تملك الكثير من المواهب والخبرات.
وبيّن العتيبي أنَّ أساسيات العلم هو الطالب والمعلم والمنهج التدريسي، مشيراً إلى أنَّ المعلم هو الركن الأساسي وهو القائد التربوي الذي يتحكم بالعملية التربوية وينقل الخبرات إلى طلبته.
وأوضح العتيبي أنَّ وزار التربية حرصت على وجود ميثاق أخلاقي للمعلم، مشيراً إلى أن سلوك المعلم مهم جداً نحو ربه ومهنته وزملائه والمتعلمين وأولياء الأمور والمجتمع.
وأكد العتيبي أنَّ من واجبات المعلم أن يعلم الناس الخير وأن يتسم بالأمانة والنزاهة وتحمل المسؤولية لأنّه يشرف أعز ما نملك وهم أبناؤنا وبناتنا.
وأضاف أنَّ من واجبات المعلم المحافظة على المال العام وكرامة المهنة والالتزام بالقوانين واللوائح، مؤكداً على ضرورة تطوير المعلم لنفسه وأن يستفيد من الدورات والبرامج التدريبية التي تنظمها وزارة التربية.
وأوضح العتيبي ضرورة أن تكون هناك أمانة في نقل المعلومة وألا يكون المعلم من كاتمي العلم والإسهام في البرامج التدريبية وإدارة العملية التعليمية على أكمل وجه.
وأوضح العتيبي أن المعلم عليه واجبات نحو زملائه وأن تكون هناك منافسة شريفة وأن ينفذ التوصيات التي تطلب منه.
وقال العتيبي إنَّ من واجبات المعلم نحو المتعلمين الحرص على تنشئة جيل مؤمن بالله ومحب لوطنه والأمة العربية والإسلامية والاعتزاز بتراث المجتمع الكويتي وقيمه الأصيلة وأن يكون قدوة حسنة للطالب ونموذجاً أخلاقياً يحتذى به وأن يتسم سلوكه بالعدالة بين المتعلمين.
وبيّن العتيبي أنَّ المعلم في الكويت يحصل على حقوقه المالية بشكل كامل خاصة بعد إقرار كادر المعلمين الذي يعتبر كبصمة تاريخية لم تحدث على مستوى العالم العربي كونه أقر بقانون وهذا دليل علي تقدير من المؤسسة التشريعية لدور المعلم.
وأشار العتيبي إلى أن جمعية المعلمين هي من تحركت في بداية الأمر لإقرار هذا الكادر في عام 2011، مبيناً أن جهود المسؤولين والنواب ساهمت في إقرار كادر المعلم.
وأفاد العتيبي أنَّ هذه الورشة تعتبر من الأمور المساندة لنهضة التعليم في الكويت، مطالباً باستراتيجية جديدة تعتمد على المعلمين الكويتيين وليس على معلمين من الخارج .
وشدد العتيبي على ضرورة أن يكون سلاح المعرفة هو أفضل سلاح في وقتنا الحالي وأن يطوّر المعلم نفسه ويواكب الأحداث مشيراً إلى أنَّ ميزانية وزارة التربية كبير، وتكلفة الطالب الثانوي تصل إلى 300 دينار فقط وليست 3 آلاف ونصف في السنة كما يتردد .
وأكد العتيبي على ضرورة منح المعلم الذي يستكمل دراسته في بعثات خارجية البدل الجيد والحوافز المغرية للبقاء ضمن المعلمين بدلا من أن ينتقل إلى الهيئة التدريسية لجامعة الكويت والتطبيقي.
وبدوره، قال عضو جمعية المعلمين سعود المطيري إنَّ كادر جميعة المعلمين يعتبر أحد الحوافز التي تساعد علي تطوير المعلمين والمعلمات.
من جانبها، قالت عضو جمعية المعلمين (موجه فني أول) نشمية الشريعان إنَّ هذه اللقاءات لا تكفيها عدد ساعات الورشة كونها تختص بالمعلمين الذين يحتاجون إلى الاستفادة من خبرات السابقين، مشيرة إلى أنَّ جمعية المعلمين كل أبوابها فتحت لخدمة المعلمين وتطويرهم من خلال البرامج الإلكترونية الموجودة حاليا.
من جهتها قالت المحاضرة آمال الرويشد، إن المعلم يلعب دوراً كبيراً تجاه المجتمع، وإن هناك صفات يجب أن يتحلى بها المعلم أو مهارات يكتسبها من التدريب لمدة 3 أشهر على الأقل.
وبينت في مداخلتها خلال ورشة العمل أن من الصفات المهنية للمعلم احترام شخصية المتعلم ومراعاة حاجته واهتماماته وحقوقه وقدراته وتوجيهه على أساس ذلك، والقدرة على ضبط الفصل المدرسي وإدارته بكفاءة ونظام من خلال إشراك جميع الطلبة رغم الفروقات بينهم.
وأوضحت أنَّ من الصفات المهنية للمعلم أيضاً إتاحة الفرصة للمتعلمين كي يتحدثوا معظم الوقت، وتسهيل عملية التواصل بين المعلم والطلبة مع مراعاة الفروقات الفردية سواء كانت نفسية أو سلوكية او غيرها.
وأكدت أنَّ تطبيق مبدأ الثواب والعقاب من خلال وضع قانون داخل الفصل ينظم العلاقة بين المعلم والطالب والزائرين أيضاً.
وشددت على ضرورة تشجيع المعلم للطلبة على حسن الأدب والجد والاجتهاد في الدراسة، وعدم الاكتفاء بتدريس مادة الكتاب النظرية بمعزل عن تطبيقاتها في الحياة العملية، وتحفيز الطلبة وتشجيعهم.
وأكدت الرويشد على أهمية تنويع طرق التدريس والعناية بطريقة صياغة الاسئلة وشروط استخدامها وتوظيف الوسائل التعليمية الموجودة، ومعرفة الأهداف السلوكية لكل درس وطريقة اشتقاقها من خصائص المرحلة والأهداف العامة والخاصة للمادة .
وقالت إنَّ هناك مقومات شخصية يجب أن تتوفر في المعلم الجيد ومنها القدرة على شد انتباه الطلبة للدرس لأكبر وقت ممكن، وصفات أخرى كثيرة تتفاوت من معلم لآخر ومنها حسن المظهر وبشاشة الوجه وقوة الشخصية والتمكن من المادة العلمية والصحة النقسية والبدنية والصدق والأمانة.
واعتبرت أنَّ قوة شخصية المعلم تتمثل بقدرته على ضبط الفصل ومحاورة كل أصناف المتعلمين، منوهة بأهمية التواضع من غير ضعف.
وشددت على أهمية صدق المعلم والتزامه في مواعيده مع الطلبة وأن يكون ودوداً مع زملائه ولا يعتزل الناس وتمكنه من المادة العلمية وهي الأساس في تقييمه، مؤكدة على أهمية حسن مظهر المعلم والخلق والبشاشة والذكاء والفطنة في التعامل مع الطلبة.
وبينت أنَّ من الواجبات الوظيفية للمعلم اعداد الدروس المقررة في المنهج والواجبات المدرسية والعمل على مساعدة الطلبة الذين يواجهون صعوبات في التعليم .
وأفادت بأنَّ هناك ألفاظاً ومصطلحات تستخدم في القطاع التربوي والتعليمي ولوائح ونظم تهدف إلى تنظيم العمل والحماية والوقاية وحفظ الحقوق والواجبات.
وأوضحت أنَّ المادة 59 من قانون الخدمة المدنية تنظم الحضور والانصراف والتأخير والاستئذان والانقطاع عن العمل، مبينة بالشرح ضوابط الدوام الدراسي و العقوبات المتربة على التأخير أو الانقطاع عن العمل وما يترتب عليها من خصومات وحرمان من الترقيات والعلاوات.
وأكدت الرويشد أنَّ طريق المعلمين لا بد وأن تكون فيه معوقات ولكن الطموح الذي يرسمونه لأنفسهم سيساعدهم على تجاوز هذه المعوقات وتحقيق طموحاتهم.
واستعرضت أنواع الإجازات ومنها المستحدثة التي تكون براتب كامل، والجوازية التي تتطلب موافقة المسؤولين والوجوبية التي لا تتطلب الموافقة.
وبينت أنَّ إدارة الشؤون القانونية موجودة في كل منطقة تعليمية لتطبيق الإجراءات القانونية لصالح المعلمين أو ضدهم في حال ارتكابهم مخالفات.
ونوّهت بأنَّ تقييم كفاءة المعلم يتم على مراحل ولا يعتمد إلا في المرحلة الرابعة بعد مرور سنة كاملة على العمل، مبينة أنَّ من يحصل على تقييم امتياز في كل المراحل يحصل على مكافأة الأعمال الممتازة.
وأكدت أن تقييم الكفاءة يهدف إلى متابعة أداء المعلم وقد ينتهي بتحويل المعلم وتحويله إلى إداري وحرمانه من كادر المعلمين.
واختتمت الرويشد مداخلتها بالقول إنَّ المعلم لابد أن يعلم أن بداخله كنز ورسالة مهمة وركيزة أساسية للمجتمع، وهم شموع تضئ للتقدم والنجاح، معربة عن الشكر للجنة التعليمية ورئيسها على تنظيم هذه الورشة وجميع المشاركين فيها.
بدوره أعرب النائب د. حمد المطر عن تفاؤله في كل مواطن بأن يكون بناءاً لهذا الوطن، متوجهاً بالشكر إلى كل المشاركين في هذه الورشة والمنظمين لها.
وقام المطر بتكريم المحاضرين د. متعب العتيبي وأماني الرويشد ورئيسة قطاع اللجان أحلام القلاف بدروع تذكارية كما تم تسليم المشاركين بالورشة شهادات المشاركة.
وفي تعقيب له في ختام الورشة قال د. متعب العتيبي ‹إذا كان هناك فضل بعد الله عز وجل فهو لرئيس مجلس الأمة الراحل جاسم الخرافي -رحمه الله- ولرئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.
وأكد أنَّ إقرار كادر المعلمين كان بفضل الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد والراحل جاسم الخرافي والرئيس الغانم، الذي كان مرافقاً لوالده في العلاج بألمانيا ولكن عاد للبلاد فجراً من أجل حضور اجتماع اللجنة التعليمية دعماً لكادر المعلمين›.
وأضاف أنَّ اهتمام الرئيس الغانم بالمعلم يذكرني بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله›.
وقال مخاطباً الغانم› الدينامو أبا علي مرزوق الغانم، ونشكرك يا أبا علي وما قصرت›.
ورد الغانم «أنتم الأساس وأي شيء يعمله الإنسان لكم يبقى مقصراً».