تربويون: وضع خطة لعودة الدراسة التدريجية لإنقاذ الطلبة
إسراء العيسى : غلق المدارس تسبب بفاقد تعليمي ومشاكل نفسية وإدمان على الأجهزة
بينما اتخذت معظم دول مجلس التعاون إجراءاتها الخاصة بشأن العودة التدريجية للمدارس وكان آخرها مملكة البحرين التي أعلنت عودة جزئية لعمل مدارسها صباح أمس مع منح الحرية لأولياء الأمور في اختيار طريقة تعليم أبنائهم إما في المدارس أو عن بُعد، لا تزال خطة وزارة التربية في الكويت بشأن عودة الدارسة وإعادة تشغيل المدارس غير معلنة وغير محددة بتاريخ، رغم مرور أكثر من عام على إغلاقها، ووجود العديد من المطالبات بأهمية عودة الدراسة ولو جزئياً إلى حين تحسن الأوضاع الصحية.
وفي السياق، أكدت عضوة هيئة التدريس بجامعة الكويت د. إسراء العيسى، أن مشكلة ايقاف التعليم وغلق المدارس لم تعد مشكلة تعليمية فقط بل أضحت مشكلة نفسية ومجتمعية، موضحة أن التعليم ليس أولوية للدولة “وبالتالي بات لدينا فاقد تعليمي كبير لا يمكن وصفه”.
وأضافت العيسى، أن الأطفال نسوا كيف يمسكون القلم وكيف يكتبون، بل إن الأمر تعدى ذلك إذ أصبحوا يعانون مشاكل نفسية وإدمان الأجهزة الإلكترونية والألعاب، لافتة إلى أن أطول فترة إغلاق كانت في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة حيث قامت جامعة فلوريدا بعمل دراسات على الاطفال الذين اغلقت مدارسهم فوجدوا أن الفاقد كان كبيراً جدا ومن المشاكل التي صاحبت ذلك الادمان على الأجهزة والشروع بالانتحار والشعور بعدم المسؤولية، وعدم المبالاة وعدم القدرة على التركيز وعدم الاستمتاع بالعلاقات العائلية والاصدقاء.
وطالبت بوضع خطة سريعة لافتتاح المدارس تدريجياً وإخضاع التجربة للدراسة، لأن المشكلات النفسية أكبر بكثير من المشكلة الصحية، لافتة إلى أن معظم الدراسات أثبتت أن الأطفال هم اكثر التزاماً بالاشتراطات الصحية من الكبار، مستدركة أن الأطفال لن يقبلوا بالعودة إلى المدارس بشكل مفاجئ بل بالتدريج “ولهذا علينا وضع خطط العودة التدريجية منذ الآن وعدم إضاعة الوقت”.
بدوره، قال الخبير التربوي د. محمد الشريكة إن العودة إلى المدارس يجب أن تكون مدروسة ومخططاً لها بشكل جيد، وهي تتطلب تضافر الجهود ودعماً حكومياً، اضافة إلى أهمية وجود خطة لدعم وتسريع عمليات التطعيم لتشمل الطلبة والمعلمين وكل العاملين في المدارس بأسرع وقت حتى يمكن أن تكون العودة للمدارس آمنة.
وأشار الشريكة إلى أن بريطانيا أعادت افتتاح المدارس بعد أن نفذت خطة تطعيم شملت فئات متعددة، موضحاً أن الحكومة البريطانية قدمت الدعم الكامل للمدارس والكليات وسيتم فحص الطلاب أسبوعياً للحد من تفشي الوباء.
من جانبها، قالت المعلمة شيماء الإبراهيم إن التعليم عن بعد يجب أن يكون متزامنا لأن الاطفال بحاجة إلى التفاعل مع المعلم وكذلك التفاعل مع أقرانهم، ملافتة إلى أن التعليم التقليدي في المدارس افضل بكثير من ناحية التحصيل العلمي اضافة إلى حاجة الأطفال إلى التواجد في المدارس واللعب وغيرها من الأمور المهمة بالنسبة لهذه المرحلة العمرية.
أما المعلمة مناير الحمادي فترى ضرورة التريث في العودة إلى المدارس حاليا، وأن تكون العودة آمنة وليست على حساب صحة وسلامة الطلبة والمعلمين، لافتة إلى أنها من أهل الميدان وتعلم جيدا استعدادات المدارس وكيفية إدارتها.
وأضافت الحمادي أن مقارنة وضع المدارس الخاصة بالمدارس الحكومية أمر غير منطقي، والحديث أن التعليم في خطر يقابله الحديث عن وجود خطر على صحة وسلامة الناس والمجتمع، فعودة التعليم ضرورة لكنها لا تكون على حساب صحة وسلامة الناس والمجتمع.
وأشارت إلى أن التعليم أمانة وبحاجة إلى إنقاذ وفي المقابل صحة الطلبة والمعلمين مسؤولية تقع على الدولة وعلى متخذي القرار المقارنة بين الأمرين والموازنة بينهما بما يضمن سلامة المجتمع وعدم المجازفة، مشددة على أن العودة يجب أن تكون آمنة دون مغامرة.
المصدر:
الجريدة