مؤتمر (الناشرين العرب) يدعو إلى دعم صناعة الكتاب لتجاوز تداعيات جائحة كورونا

أكد المتحدثون في مؤتمر اتحاد الناشرين العرب الافتراضي الخامس اليوم الثلاثاء أهمية وضرورة دعم الناشر العربي ليتمكن من مواصلة القيام بواجبه في عالم الكتاب وتحدي الواقع الذي يمر به العالم بأسره نظرا لتداعيات جائحة كورونا (كوفيد19) وتمكين الناشر العربي من تجاوز الصعوبات الراهنة.
وقال المتحدثون في جلسات المؤتمر الذي افتتح اليوم تحت شعار (صناعة المحتوى والتحديات) ويستمر يومين انه رغم الظروف الصعبة وحدة الوباء والتحدي الكبير أصر الاتحاد على إقامة مؤتمره الذي يعتبر بحد ذاته تحديا يطرح مجموعة قضايا تهم المثقف العربي.
وفي هذا الصدد أكد وزير الثقافة التونسي الأسبق محمد زين العابدين في جلسة الافتتاح أهمية النشر العربي ودور الناشرين في هذه المرحلة الفاصلة معتبرا أن المؤتمر يشكل بدوره فرصة سانحة للنقاش الجاد والحوار البناء لتبادل الأفكار التي تقود لصالح الناشر والقارئ العربي.
ومن ناحيتها نوهت نائبة رئيس الاتحاد العالمي للناشرين الشيخة بدور القاسمي والتي انتخبت اخيرا رئيسة للاتحاد العالمي بمكانة الناشر العربي على مستوى العالم معربة عن تفاؤلها بأن تتجه صناعة النشر في جميع الدول العربية نحو التطور والنماء في القريب العاجل رغم التحديات.
وبدورها تناولت ممثلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتورة حياة القرمازي واقع تطور صناعة النشر في الوطن العربي ورؤيتها بشأن تطوير صناعة النشر منوهة بهذه الصناعة التي ترقى بالفكر والمجتمع.
ومن جانبه شدد رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد على ثبات الناشر العربي رغم التحديات وطموحه الدائم لتطوير صناعة النشر خلال الأزمات التي تمر بها آملا بأن يتمكن هذا المؤتمر من اجتراح الحلول التي تعيد صناعة النشر الى سكتها الطبيعية.
كما أمل بأن يصل المؤتمر الى توصيات ضمن محاوره الخمسة على أن تحمل في طياتها الحلول الناجعة لحل جميع المشكلات التي تعترض صناعة النشر ولا سيما في ظل جائحة كورونا.
وأكد رشاد السعي الدائم لتكون خطة الاتحاد هي الرائدة وخارطة طريق في هذا المجال الحيوي لتطوير صناعة النشر وأن تكون هذه الخطة رافدة للعمل المستقبلي.
وفي الجلسة الأولى حول (المحتوى وأهميته وفوائده) تحدث مدير إدارة المعلومات والاتصال في (الألكسو) الدكتور محمد الجمني شارحا تجربة المنظمة في التعليم الالكتروني ومستعرضا تقريرا عن التجربة في العالم.
واشار الجمني الى أن الناشرين العرب يطورون من ادائهم ودورهم الرئيسي في تطوير العمل الثقافي والتعليمي سواء الورقي او الألكتروني مبينا أن التعليم الالكتروني يوظف التكنولوجيا بطريقة تجاوزت الكثير من الوسائل التقليدية.
ومن جانبها أكدت المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنصة أبجد المتخصصة بالمحتوى الرقمي ايمان حيلوز أن الاتجاه للنشر بالمحتوى الرقمي يحارب القرصنة ولديه قدره على الوصول لكثير من الفئات وعلى رأسهم فئة الشباب وما يستتبع ذلك من زيادة المبيعات وتحقيق عائدات مالية تساعد دور النشر على التطوير.
وطالبت حيلوز بتطوير منصات عربية للنشر الالكتروني مبينة أن جمهور الكتاب العربي واسع متوقعة في هذا الصدد أن هناك أكثر من 180 مليون عربي يستخدمون الأجهزة الوسيطة للوصول لمثل هذه المنصات.
وفي المجال نفسه أكد المدير التجاري ل(كتاب صوتي) ومدير النشر في (ستوريتيل) الشرق الأوسط حسام القماطي زيادة الاقبال على المحتوى الصوتي في الفترة الأخيرة ليتجاوز 6 بالمئة من السابق لتشكل نسبة عالية.
وقال القماطي إن المحتوى الصوتي عمل ينتجه الناشرون للاستفادة من الطلبات الكبيرة على هذا النوع من النشر ووجود مستهلكين له وهم في تزايد مستمر.
وأشار الى ارتفاع الطلب في الفترة الأخيرة على الكتب الصوتية في العالم العربي مبينا أن منتجي النشر الصوتي يسعون لاقناع الناشرين بهذه التجربة من خلال التعاقد مع شركات معنية وايجاد القارئ المناسب استعدادا للتغيير لاسيما وأن عام 2020 شكل اكبر دليل على ضرور التغيير و”الأرقام في تزايد ولا بد من التركيز عليها على المدى الطويل والابلاغ عن قنوات القرصنة عبر الناشرين”.
وناقش المحور الثاني موضوع (أثر القرصنة على اقتصادات صناعة المحتوى) وتحدث القاضي في محكمة استئناف القاهرة المختص بجرائم المعلومات والقرصنة على شبكة الإنترنت الدكتور عمرو شكري قائلا ان هذه القرصنة تسببت بخسائر كبيرة للناشرين العرب معتبرا أن من أهم اسباب ازدهار القرصنة فرض قيود على الكتب المستوردة وانتشار التكنولوجيا وضعف التشريعات الفشل في اتخاذ الإجراءات.
ومن جانبها تحدثت ناشرة ورئيسة مجلس إدارة دار نهضة مصر داليا ابراهم عن تراجع نسبة الإنتاج الجديد على المستوى العربي بنسبة تصل الى 51 بالمئة مبينة أن نسبة مبيعات الكتب الالكترونية ارتفعت عالميا.
وحذرت من خطورة النشر الالكتروني لما يحتويه من مخاطر ومنها عدم ضمان الحقوق الفكرية للمؤلفين للناشرين على شبكة الإنترنت.
ومن المقرر أن يواصل المؤتمر جلساته يوم غد الاربعاء حيث يستعرض بعض التجارب العربية في عالم النشر وموضوع (تسويق المحتوى في ظل الأزمات الحالية) و(التحديات التي يواجهها المحتوى).
يذكر انه سيشارك من الكويت في جلسات يوم غد رئيس الملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس ومدير معرض الكويت الدولي للكتاب سعد العنزي. (كونا)