مشاكل تربوية تُناقشها جريدة أكاديميا مع الموجه الفني لمادة التربية الإسلامية والناشط التربوي الأستاذ محمد سعود العنزي مدير جمعية المعلمين الكويتية فرع الجهراء

•ضبابية القرارات من الوزارة نفسها مما يؤدي إلى اختلاف الأفهام

•كثرة الواجبات المدرسية تُشكّل ضغطاً على المعلّم والمتعلّم

• اقترح للوزارة بخطة تعليمية مدروسة ومحددة وآليات تراعى فيها الظروف الطارئة والعودة للتعليم المدمج

أكاديميا/خاص
تقرير م.شهد الناصر

كما عودتكم جريدة أكاديميا بمشاركة المطالبات التربوية والآراء الهادفة لنصل إلى حلول تساعدنا لاحتواء أزمة ‎#التعليمعنبعد..
يُسعدنا اليوم لقاء الشخصية المؤثرة صاحب النقد البناء وقائد ‏الحوار الهادف من يحترم الاختلاف ويهتم بمناقشة المشاكل التربوية لابتكار الحلول المثلى لدفع عجلة العملية التعليمية نحو الأمام.
لقاؤنا اليوم مع الموجه الفني لمادة التربية الإسلامية والناشط التربوي الأستاذ محمد سعود العنزي والذي يشغل أيضاً منصب مديرجمعية المعلمين الكويتية فرع الجهراء.. الحاصل على شهادة الالتزام المجتمعي في مجال الاستجابة للجهود الأكثر فعالية في مكافحة وباء فيروس كورونا ..

وسنناقش مع الأستاذ محمد سعود العنزي في هذا اللقاء أهم المشاكل والمطالبات والاقتراحات التربوية:
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

ا – ما رأيكم بتسجيل الحصص المتزامنة أثناء الشرح ؟
قامت الوزارة مشكورة من قبل شهر رمضان بتسجيل جميع الدروس المقررة ولجميع المواد بإشراف التواجيه الفنية وتقديم معلمين ومعلمات متميزين … وأظن هذه الحلقات المُعدة والمُراجعة فنياً والممنتجة والمرفوعة على قناة الوزارة هي التي تكون من ضمن مصادر التعلّم … أما تسجيل الحصص الافتراضية المتزامنة فلا ينبغي حفظها ورفعها وذلك كون تسجيلها مباشر أثناء الشرح وقد يتخلل هذا الشرح مداخلات من أولياء الأمور أو المتعلمين أو أي أمر آخر قد يتعارض مع خصوصية المعلّم والمتعلّم فالاكتفاء بالدروس المسجلة ورفعها بعد كل شرح هو الأفضل ولضمان شرح موحّد لمادة علمية موحّدة لجميع المتعلمين … ويتاح لمن فاته الشرح العودة لهذه المادة المسجلة ..
إننا في ظروف استثنائية تحتاج لتعامل وقرارات استثنائية وهذا الذي يجب أن يلتفت إليه أصحاب القرار عند إصدار قراراتهم وتعاميمهم ..

2- ما رأيكم بأسلوب الإدارات التي تُكلّف المعلمات بتسجيل دروس فوق العادة حيث سمعنا عن تسجيل دروس عن عام خلال أسبوع ؟
سمعنا هذا ولم نتأكد منه … وأظن السبب لو كان هذا صحيحاً هو ضبابية القرارات من الوزارة نفسها مما يؤدي هذا إلى اختلاف الأفهام في التطبيق وهذا للأسف الذي نلمسه في الميدان ويسبب حرجاً مستمراً ..
تُصدر نشرات وقرارات عامة دون توضيح أو تحديد وأحياناً قرارات وتعاميم شفوية وقد كثرت هذه القرارت في الوقت الحالي وهي السبب الرئيسي لمثل هذه التخبطات والاجتهادات .
زد على ذلك أنّه من المستحيل تسجيل دروس عام دراسي كامل خلال أسبوع !!!!!
من الأفضل تثبيت الجهود وتوحيد تسجيل الحصص غير المتزامنة ليصل للمتعلّم منتج تربوي عالي الجودة بدل من الاجتهادات الشخصية القابلة للخطأ وتكليف رئيس القسم بمتابعات تشتت جهوده وترهقه …
3- حدثنا عما تراه بفرض التدريس على رئيس القسم ومطالبات من بعض الإدارات بتقارير يومية من رؤساء الأقسام عن كل حصة ؟
صدرت خطة التعليم عن بُعد من مكتب الوكيل المساعد لقطاع التعليم العام وفيها مهام رئيس القسم ولم تتضمن تدريسه للمادة وأعتقد في هذا الظرف يجب إعفاء رئيس القسم من التدريس وذلك لزيادة الأعباء الفنية والإدارية عليه من متابعة الفصول الافتراضية ومراجعة المواد المعروضة وزياراته الافتراضية للمعلمين طوال مواعيد الحصص ومتابعته حضور معلميه والتكليف بحصص الاحتياط إن وجدت مع متابعته لواجبات المتعلمين وأوراق العمل وإلى آخره من المهام الكثيرة …
أما طلب تقارير يومية من رؤساء الأقسام عن كل حصة فهذا نوع من التزمت وتحميل رئيس القسم فوق طاقته ويعود هذا لضبابية القرارات والتعاميم الصادرة من الوزارة والتي جعلت مثل هذه التكاليف تصدر من إدارة دون أخرى …

4- ما رأيك بعدم ذكر التواجيه الفنية بحديث وكيل الوزارة؟
التواجيه الفنية في الفترة الأخيرة تمَّ تهميشها من قيادات الوزارة ولا يستغرب عدم ذكر الوكيل للتواجيه الفنية ودورها في التعليم ومتابعته وتقييمه وتطويره فكونه في الأصل لم يكن معلماً لذا لا يدرك حقيقة وأهمية التوجيه الفني من كان بعيداً عن التعليم والمدارس …
التوجيه الفني يطالب مطالبات مستحقة تتلخص بضرورة اعتماد هيكلة لهذا الجهاز المهم مع تحديد المهام والصلاحيات وفك الترابط والتداخل مع بقية الإدارات …

5- بشأن الواجبات المدرسية وضغوطها على الطالب ماهو رأيكم؟
ويرجع هذا للضبابية في الخطة والقرارات وللأسف بعض التواجيه الفنية اعتمدت في خطة المنهج والتقييم تكليف المتعلّم بواجب مع كل درس .. وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على المتعلمين بوجود 4 واجبات يومية طوال الأسبوع خاصة مع صعوبة إرسال الواجبات من قبل الطلبة وذلك لاختلاف طريقة الواجب من ملف وورد إلى pdf إلى صورة إلى آخره ويشكل ضغطاً على المعلّم من حيث متابعته اليومية للواجبات لجميع المتعلمين وتقييمها ورصد درجات عليها ..

6- رأينا أنَّ هناك استياء من خطة توزيع المناهج ومدة الحصة 30دقيقة ومطالبات بمنهج واحد للمواد ذات الأنصبة العالية ماتعليقكم على هذا ؟
للأسف هنا تمَّ تقليص مدة الحصة الافتراضية ونصاب المادة دون تقليص أو مراجعة للدروس ومواءمتها مع هذا الظرف فالمفترض مواءمة المقرر الدراسي وخطته مع أنصبة المادة ومدة الحصة الدراسية …
نفس المقرر الدراسي يُدرس في التعليم المباشر بزمن حصة 45 ونصاب حصص أكثر ومع ذلك لم يلتفتوا للدروس واعتمدوها كما هي في الكتاب دون تحديد .

7- ماهو رأيكم بفرض الدوام المدرسي على المعلمين بالرغم من انتشار كورونا ؟
اسمه التعلّم عن بُعد ويطالبون المعلم بالحضور اليومي للمدرسة !!!
ويسمونه تعلّم الكتروني ويطالبون المعلم باعداد الدروس كتابياً!!!
هذا التخبط الذي نراه رغم أننا في المرحلة الرابعة والتي تحدد دوام 50٪ من الموظفين إلا أننا نجد الكثير من الإدارات تطالب المعلمين بالدوام اليومي في المدرسة وبعضها لا توفر متطلبات السلامة وقد سمعنا حالات الإصابات في كورونا بين المعلمين في الفترة الماضية ..
فماالداعي لدوام المعلم في المدرسة والتي لا توفر متطلبات السلامة ولا متطلبات التعليم من جهاز وشبكة … المشكلة في اتخاذ القرار وتفسيراته المبنية على اختلاف الأفهام …
8- هل انتم مع أن يتم التوجه مباشره للشؤون القانونية بشأن المخالفات التربوية أو القرارات الارتجاليه بدلاً من تداولها على السوشال ميديا كرسائل تذمر ثمرتها(لا طبنا ولا غدا الشر)؟؟
تشريع القوانين الحاسمة ووضوح الرؤية لكل الأطراف يقضي على هذه الظاهرة ويخففها ولا يلجاً الى مواقع التواصل إلا من فقد الثقة بالوزارة وعدم تفاعلها ومراعاتها لمشاكل الميدان ومطالباته ..

9- تأخر وجود المسمى الوظيفي للموجه ورئيس القسم والمدير المساعد ؟
عندما بدأ التوجيه الفني بمطالباته المستحقة في إقرار هيكلته فوجىء الجميع بعدم وجود مسمى رسمي في ديوان الخدمة لرئيس القسم والمدير المساعد فمسماهم ” موظف عام ” وهذا يوضح أنَّ الوزارة بالفعل لا تملك هيكلة واضحة لقطاع التعليم العام وقد يسبب هذا مشاكل قانونية في التقييم وغيره دون الكل في هذا القطاع يعمل ويمارس صلاحياته بلا هيكلة ولا مسميات قانونية ..
10- من متابعتنا لحسابك الشخصي التويتر وجدنا أنّه تصلك الكثير من الشكاوى ومطالبات المعلمين ،هل تحدثنا عن أهم المطالبات التربوية ؟
تصلنا الكثير من الرسائل والتي تحمل شكاوى ومشاكل يعانيها أهل الميدان وتتلخص مطالباتهم في :
•اعتماد خطة واضحة ومحددة .
•عدم تكليف المعلم بأكثر من منهج •مراعاة لظروف التجربة الجديدة وكثرة أعبائها .
•تسلط بعض الإدارات وتعسفها في قضايا الدوام والاعفاءات ..
•اعفاء رئيس القسم من التدريس خصوصاً في هذه المرحلة التي تتطلب متابعة وكثرة أعباء .

11- كيف ترى تجربة التعليم عن بُعد في الكويت ؟
كان بإمكان الوزارة أن تُقدم أفضل مما قدمته الآن خاصة أنَّ الوزير وقيادات الوزارة صرّحوا من بداية الأزمة شهر 3 وأكثر من مرة أنّهم في طور وضع خطة للتعليم وتكون مبنية على رؤى واضحة وعلى آليات محددة وللأسف بدأنا العام الدراسي ولم يكن بعض المعلمين مدرباً على برامج التعلّم ولا المتعلمين أيضاً ..
والذي ساعد بنجاح التجربة هو مبادرات أهل الميدان المتميزين وحرصهم على التعليم واستمراره وهذا يجب أن يُحسب لهؤلاء المبادرين لا للوزارة التي جرّت هذه المبادرات لصالحها بعد أن علم الجميع ضعف الخطة وضبابية آليتها …
إننا في المرحلة الاستثنائية التي يمر بها العالم والتربية والتعليم جزء لا يتجزء منه ويُفترض أنْ يواكبه بشكل كبير لنعد جيلاً يواجه التحديات باقتدار ومهارة إلا أننا نجد القرارات لا تواكب هذا التطور ولا تتصف بسعة الأفق واستيعاب التغير الذي حصل وهذا يتجلى واضحاً من خلال التمسك ببعض القرارات الجامدة والتي لا تتناسب مع المرحلة الحالية.

12- ماهو اقتراحكم لوزارة التربية ليمضي هذا العام بيسر وسلاسة؟
قرارات واضحة
•خطة مدروسة ومحددة
•آليات تنفيذ تراعى فيها الظروف الطارئة.
•العودة للتعليم المدمج حسب المقترحات التي تمَّ تقديمها للوزارة من المتخصصين في التربية .
ومالم يكن التعليم خياراً استراتيجياً للدولة لن نجني فائدة ولن نتقدم .
وأحب هنا أوجه شكري وتقديري لجميع المعلمين والمعلمات على جهودهم و اجتهادهم فهم بالفعل أبطال الصفوف الأولى في التعليم خلال هذه الجائحة رغم عدم توفير الإمكانيات لهم على المستوى التقني والتدريبي والشكر موصول لرؤساء الأقسام والموجهين والإدارات ممن ساهم مخلصاً في استمرار العملية التعليمية وإنجاحها رغم ما يواجهونه من عوائق وتخبطات .

كل الشكر للموجه الفني محمد سعود العنزي على هذه اللقاء المثمر والثري بالاقتراحات الهادفة البناءة ونعدكم عبر جريدة أكاديميا بلقاءات هادفة جديدة لنصل بمركب التعليم لبر الأمان.