كتاب أكاديميا

يوسف عوض العازمي يكتب: ماذا بعد “الدراسة عن بعد”؟

” إن تعليم القراءة و الكتابة ممل بعض الشئ ، فعلى المعلم أن يخفف هذا الملل باصطناعه طرقا مشوقة “

( عبد الله عبد الدائم )

لاشك الهدف الأسمى لأي خطة و عمل تربوي و تعليمي هو إيصال الرسالة السامية المطلوبة كاملة بلا نقص ، و هي التربية /الاخلاق / التعليم ، و هي أهداف تحتاج خطط و نظم و لوائح و جهود جبارة ، و إمكانيات مختلفة لإكتمال إنجازها ، و لاشك تبذل وزارة التربية و وزارة التعليم العالي و تسخر جميع الأمكانيات من اجل إكتمال إنجاز هذا المثلث المطلوب . .

الان وبعد انتهاء او قرب انتهاء الفصل الدراسي ( وايضا” الجامعي ) الاستثنائي بطريقه اون لاين ، تتكشف لنا عده امور حول هذا النظام الجديد الذي فرض نفسه على الوضع العام للدراسة ، وتبين لنا من خلال ما حدث ويحدث حاليا” من حيث محاضرات الطلبة ومن ثم تقديم الإمتحانات عن طريق أون لاين بأنه من الممكن جدا ان تتبدل الطرق التقليدية للدراسه الى طرق جديدة لم تستخدم في السابق ..

في بداية ازمه كورونا كتبت عده مقالات عن التعامل مع الدراسه الالكترونيه من خلال اون لاين وبينت خلالها تساؤلات عديدة حول قانونيه هذه الدراسه من عدمها ، وهل من الممكن ان تتم هذه الدراسة بلا اي منغصات قانونية وما مصير من استطاع او حصل على الشهادات الاكاديمية في السابق بنظام التعليم عن بعد اون لاين ، وبالطبع بالسابق غير معترف بها ، و السؤال : هل سيتم الاعتراف الآن ؟ و بعد تطبيق في الواقع للتعليم عن بعد رسميا” ؟

اسئله كثيره حول هذا الموضوع بالتاكيد ستجد جوابها في القريب العاجل . .

مما يتبادر الى الذهن عن وجود و بداية تطبيق هذا النظام الجديد ، أننا بالإمكان فتح آفاق جديدة في نظم التعليم ، بالامكان البدء بخطوات منظمة لخطط مستقبلية تتيح الأستمرار بالتعليم عن بعد ، لشرائح عديدة من الطلبة ، إذ ممكن أن يتم السماح للموظفين وهم باعمالهم ان يدرسوا اون لاين . . لم لا ؟

واضح أنه بالامكان عندما نطبق الدراسه عن بعد ستكون هنالك معطيات جديدة تطفو على السطح ، من الممكن الإحتكام لها و بدء خطط لتغيير النهج السائد في آلية الإدارة التربوية و التعليمية ، منها على سبيل المثال لا الحصر : تقليل الازدحامات المرورية ،الإقتصاد في بناء المنشات التعليمية ، أي ما كان بالإمكان سابقا”أن تنشأ و تؤسس منشآت أصبح بالإمكان عدم الحاجة لها ، كل عشرة منشآت جديدة لمدارس ممكن تتقلص و تصبح خمسة او ستة بالكثير ، بتطوير أساليب الدراسة عن بعد ، و ممكن الطالب يتلقى علومه و هو بالمنزل ، و تكون المنشأة المدرسية لإقامة أنشطة معينة تختص بالدراسة و المنهج أو حتى لعقد إجتماعات أولياء الأمور ( حتى إجتماعات اولياء الأمور بالإمكان عقدها ألكترونيا” .. تطورت الأساليب ) ، كذلك توفر الأسر مصاريف مثل أطقم اللباس المدرسي و الحقائب ( هذه مصاريف تكلف الأسر جزء كبير من ميزانيتها ) و إبتكار سبل و طرق حديثة للتعامل بين الطالب و المعلم ، و كذلك المعلم و الإدارة المدرسية ، و غير ذلك من المعطيات الجديدة التي بالإمكان مع جهد مميز أن تتقدم مستويات التربية و التعليم بالذات للأمام ، فقط علينا ألا نكن جامدين و ننتظر إبتكارات و تجارب الآخرين ، لدينا العقول + الإمكانيات + الأموال ، كل شئ موجود ، و العمل ينتظر فقط المبادرين ..

ماسبق أفكار سريعة قد تصيب اهدافها و قد تخيب ، لكنها جهد المجتهد و أتمنى من القائمين على العملية التربوية و التعليميةإتاحة المجال و منح الصلاحيات لأهم أطراف العملية و هو المعلم / المعلمة لإبراز قدراتهم و مواهبهم فهم الأعرف و الافهم بعملهم ، فقط اعطوهم الفرصة . و أنا اثق بأن النتائج ستكون مبهرة ..

يوسف عوض العازمي
alzmi1969@

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock