“مركز محمد بن راشد للفضاء” يحتفل بمرور عام على انطلاق أول رائد فضاء إماراتي محطة الفضاء الدولية
دبي، الإمارات العربية المتحدة –24 سبتمبر 2020: احتفل مركز محمد بن راشد للفضاء، اليوم، بذكرى مرور عام على الإطلاق التاريخي لأول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، وأول عربي على متن محطة الفضاء الدولية. قبل عام من الآن، كان رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري قد انطلق في مهمة تاريخية مثلت علامة فارقة في تاريخ الإمارات. استمرت لثمانية أيام أجرى خلالها المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكلات فضاء عالمية على متن محطة الفضاء الدولية.
وحققت المهمة التي حملت شعار “طموح زايد”، حلم الوالد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ورؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات لتكون الإمارات شريكاً فاعلاً في صياغة المستقبل. في الوقت الذي مثّلت فيه المهمة إنجازاً كبيراً للدول العربية.
وكانت مركبة فضائية من طراز “سويوز أم أس-15″، قد انطلقت عصر يوم 25 سبتمبر 2019، وتحديداً في تمام الساعة 5:57 مساءً بتوقيت الإمارات العربية المتحدة، من مركز بايكونور الفضائي في كازاخستان، حاملة على متنها رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية.
تجارب علمية
وخلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، أجرى المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون شركاء عالميين، منهم وكالة الفضاء الأوروبية “إيسا”، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”، ووكالة الفضاء الروسية “روزكوزموس”، ووكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”.
وشملت التجارب التي أجراها المنصوري، دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض. ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى طبيعة حركة السوائل والدم داخل الجسم في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر، لتكون المرة الأولى التي يقوم فيها رائد فضاء من المنطقة العربية بإجراء مثل هذه التجارب.
وتضمنت المهمة، تجارب تخص المدارس في دولة الإمارات، ضمن مبادرة “العلوم في الفضاء” التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء. حيث نظم المركز، اتصالين مباشرين عبر الفيديو، بين المنصوري وعدد من طلاب المدارس، أثناء المهمة، وكان الاتصال الأول بالتعاون مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية “جاكسا”؛ حيث قام هزاع بعرض كيفية عمل الروبوت “Int-Ball” على متن محطة الفضاء، وأُتيحت فرصة للطلاب بالتفاعل مع هزاع للتحكّم بالروبوت عن طريق اختيار الإجابات الصحيحة. وكان الاتصال الثاني، بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس”؛ حيث تفاعل الطلاب مع المنصوري من خلال توجيه أسئلة متعلقة بالفضاء، وحياته على متن المحطة.
هبوط ناجح
في 3 أكتوبر 2019، هبطت على الأرض بنجاح، المركبة “سويوز إم إس 12″، حاملة رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، بعد مهمة ناجحة استمرت لثمانية أيام. وفي الأسابيع والشهور اللاحقة للهبوط، نظّم مركز محمد بن راشد للفضاء، من خلال برنامج التوعية التابع له، فعّاليات وورش عمل ومؤتمرات مع كيانات ومؤسسات مختلفة، شملت مؤسسات أكاديمية ومراكز بحثية في جميع أنحاء الإمارات، شارك فيها رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي.
شكّلت هذه الفعّاليات والمؤتمرات التي عُقدت مع مستويات مختلفة من المتخصصين وغير المتخصصين، إضافة إلى لقاءات مع طلاب المدراس الإماراتية، مصدر إلهام للجميع. حيث تحدث رائدا الفضاء، عن أهمية دراسة مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، وإنجازاتهم الشخصية، وتجربتهم كرواد فضاء، فضلاً عن الجوانب العلمية والرياضية لحياة رائد الفضاء. ووصل عدد المشاركين في هذه الجلسات التفاعلية أكثر من 120 ألف شخص من 35 جهة ومؤسسة وكيان بحثي وأكاديمي.
استدامة البرنامج
في إطار سعي مركز محمد بن راشد للفضاء لاستدامة برنامج الإمارات لرواد الفضاء، يخضع رائدا الفضاء الإماراتيان هزاع المنصوري وسلطان النيادي حالياً، لتدريبات خاصة متقدمة في مركز جونسون للفضاء، التابع لوكالة “ناسا” في هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين مركز محمد بين راشد للفضاء، ووكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”. وتهدف هذه الشراكة إلى تدريب وإعداد رواد الفضاء الإماراتيين، وإمدادهم بالخبرات والمعارف وتعزيز جهوزيتهم، لخوض مهمات فضائية مستقبلية طويلة المدى.
ويقوم مركز محمد بن راشد للفضاء حالياً باختيار رائدي الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء، من خلال لجنة تضم متخصصين وخبراء من المركز من بينهم رائدي الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي، ومن المخطط له أن يتم الإعلان عن رائدي الدفعة الثانية مطلع العام المقبل. وتستهدف الدفعة الثانية اختيار رائدي فضاء إماراتيين للانضمام إلى فريق وطني من رواد الفضاء الإماراتيين المؤهلين للقيام بمهام استكشاف مأهولة وطويلة المدى، وذلك من أجل دعم طموح الدولة في مهام استكشاف الفضاء.
سعادة وفخر
وقال سعادة يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: “نحتفي اليوم بذكرى أصبحت خالدة في سجل إنجازات الإمارات، وللتعبير عن فخرنا بهذا المنجز الوطني الذي أصبح جزءاً من قصة نجاح ملهمة، وصورة نفخر بها أمام العالم. فقد أسست القيادة الإماراتية لإستراتيجية مستقبلية واضحة تهدف إلى جعل دولة الإمارات في المقدمة على كافة الأصعدة. وقد تأكدت فعالية هذا النهج وما يمثله برنامج الإمارات لرواد الفضاء كأحد الركائز الأساسية لمستقبل قطاع الفضاء في المنطقة. وقد تحقق بالفعل وصول أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء ليوثق الحضور الإماراتي لرواد الفضاء إقليمياً وعالمياً”.
وأضاف الشيباني: ” يسهم إعداد الكوادر الإماراتية في إثراء التقدم العلمي لخدمة الإنسانية، وهو هدف بعيد المدى لمركز محمد بن راشد للفضاء نؤكد من خلاله على خطط استدامة البرنامج في قطاع الفضاء. ويظهر ذلك من خلال الجهود المستمرة في تعزيز خبرات رواد الفضاء الإماراتيين وتطوير كفاءاتهم على أعلى المستويات العالمية استعداداً للمرحلة المقبلة، وتعزيز طموحات الدولة في مهمات استكشاف الفضاء ويساهم برنامج الإمارات لرواد الفضاء في إلهام الشباب لدراسة علوم الفضاء، ليكونوا فيما بعد رافداً هاماً يُثري قطاع الفضاء الوطني بكوادر شابة ومؤهلة، لديهم القدرة على تحقيق طموحات دولة الإمارات ورؤية قيادتها الرشيدة في قطاع الفضاء مستقبلاً”.
من جانبه قال سالم المري، مدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء: “لم يكن إنجاز الدولة بإطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء، رهينة الظروف، بل هو نتاج خطة عمل طموحة وخطوات محسوبة، جسّدها المركز من خلال برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وبكونه امتداد لهدف المساهمة الفاعلة على المستوى العالمي، ودعم الجهود العالمية الخاصة بأبحاث الفضاء وتطوير البحث العلمي. ويبرز دور رائدي الفضاء هزاع وسلطان كعنصر أساسي لتحقيق المزيد من الإنجازات في صناعة وعلوم أبحاث الفضاء. ولا زالت إمكانياتنا في قطاع الفضاء تنمو وتتطور بوتيرة سريعة، بما سيُضيفه رواد الفضاء الإماراتيين القادمين من زخم كبير في تعزيز طموح مهمة الإمارات في استكشاف الفضاء.
وتعليقاً على ذكرى مهمته التاريخية، قال هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي: “سعيد بالذكرى الأولى بتحقيق حلم الطفولة والذهاب للفضاء، وفخور بتحقيق حلم أبونا زايد، طيب الله ثراه، فهو أول من امتلك رؤية متكاملة لوصول الإماراتيين إلى الفضاء، وهو أيضاً من علمنا أن لا شيء مستحيل. لقد كانت المهمة مليئة بالتحديات، ولكن بفضل دعم القيادة الإماراتية الرشيدة، وجهود مركز محمد بن راشد للفضاء، نجحت المهمة وتحولت إلى مصدر إلهام وشغف دفع شباب المنطقة للاهتمام بالفضاء وعلومه. دائماً ما أتطلع إلى المساهمة في استكمال مسيرة الدولة في البرنامج ومشاركة حصيلة الخبرات والمعارف التي اكتسبناها خلال رحلتنا كرواد فضاء”.
وقال رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، مستذكراً لحظات الإطلاق: “أتذكر لحظة انطلاق هزاع كما لو كانت بالأمس. كان شعوراً لا يوصف، كل اللحظات التي تدربنا فيها معاً كل الأوقات التي مرت علينا معاً استعداداً لهذه اللحظة، رأيتها أمام عيني. بينما كنت أشاهد هزاع ينطلق، شعرت أنني من كنت على متن الصاروخ”.
وأضاف: “نحن محظوظون لأننا في دولة تمثل بيئة حاضنة للمواهب الشابة، تدعم طموحاتهم وتمتلك قدرات متقدمة تساعدهم على الابتكار، وتحقيق المستحيل”.
يُذكر أن برنامج الإمارات لرواد الفضاء هو أحد مشاريع برنامج الإمارات الوطني للفضاء، ويحظى بتمويل مباشر من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات التابع للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات (TRA)، والذي يهدف إلى دعم جهود البحث والتطوير في قطاع الاتصالات في الدولة، وإثراء ودعم وتطوير الخدمات التقنية، وتعزيز اندماج الدولة في الاقتصاد العالمي.