دراسة : 60% من المستخدمين العرب يفضلون العودة إلى مقاعد الدراسة
مع بداية العام الدراسي الجديد قامت شركة فايبر باستطلاع للرأي لمعرفة آراء المستخدمين حول العالم فيما يتعلق بعودة المدارس والحلول التي يرونها مناسبة لمواصلة العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا. الاستطلاع شارك فيه أكثر من 180 ألف مستخدم من مختلف أنحاء العالم بما في ذلك فرنسا وألمانيا وروسيا والفلبين وشمل دول عربية أخرى مثل العراق والجزائر ومصر.
من أين يستمد “الشخص المحبط” قوته:
لحظات التنمر
لا يهم ان كان التنمر قد حدث في الطفولة او في الشيخوخة التنمر يبقى تنمر مهما اختلف عمر من تعرض له و اثره النفسي القاسي يبقى في ذاكرة الشخص العادي فما بالك بالمبدع الذي يبحث عن الاجواء المناسبة ليبدع .
انت لا تستطيع
المدرسة، المدير، الدكتور في الجامعة بالتأكيد اخبرك احدهم انك لا تقدر على القيام بإبداعاتك لأنك ببساطة في رأيهم بلا موهبة.
قسوتك على نفسك
بعد تعرضك للتنمر و الاحباط و الرفض يأتي دورك في تعزيز ما قيل عن عدم قدرتك على فعل ما ترغب به من خلال تكرار كل هذه المواقف في عقلك بخنوع الى ان تؤمن انك “لا تسطيع لان المتنمرين كانوا على حق ” انت سمحت لهم بإضعافك، و اسوء ما يمكن ان يفعله الإنسان هو التنمر على نفسه.
كيف تقاوم “الشخص المحبط” الذي بداخلك
1- قاوم المقاومة
عندما تقرر الخروج من منطقة راحتك للانطلاق نحو رحلتك الإبداعية ستجد المقاومة مختبئة خلف احدى الأشجار بانتظار الامساك بك لتعيدك الى منطقتك الآمنة .
ان اسوأ ما في المقاومة انها غير مرئية ستعتقد في البداية انه صوت داخلي حكيم يطلب منك التأني او عدم المحاولة لأنك غير مؤهل او ان ما ستقوم به أمر عادي و قد قام به كثيرون قبلك ، وهذا أمر غير صحيح فحتى الأعمال المكررة لها بصمتها الإبداعية ايضا .
لقد اقتبست السينما حول العالم رواية البؤساء لفيكتور هوغو عده مرات ففي كل عقد تقريبا كان يتم انتاج فيلم او مسلسل مقتبس عن نفس الرواية ستجد عدد من المشاهدين يفضل الفيلم الذي صدر عام ١٩٩٨ بينما يفضل أخرون تلك النسخة التي تم انتاجها عام ٢٠١٢ عن نفسي أفضل المسلسل القصير الذي عرض قبل عامين.
أرأيت انها نفس القصة و نفس الشخصيات ولكن ابداع المخرج و السيناريست و الممثلين و مصممين الأزياء و المصورين مختلف في كل فيلم او مسلسل، فكل واحد منهم كان له بصمته الخاصة المختلفة و التي حملت رؤية ابداعية جديدة رغم انها قصة واحدة، لم يقل اي مبدع ممن عملوا في احدى تلك النسخ لا لن افعلها لقد قام بها غيري من قبل.
الامر ذاته مع العديد من الروايات الرومانسية و البوليسية التي تدور في عدد محدد من الحبكات و الشخصيات المتشابهة الى حد كبير لكننا مازلنا نقرأها و مازالت الى الان من الروايات الأكثر مبيعًا.
تعددت الاشكال و المقاومة واحدة
قد تأتي المقاومة على هيئة عادات و تقاليد تستنكر و ترفض ما ترغب في القيام به ، او على شكل واجبات منزلية غير مكتملة و يجب عليك إنهائها الان ، او على صورة محبطة من الماضي تعكر صفوك ، كل هذا غير حقيقي واجباتك المنزلية يمكنها الانتظار انت في العادة لا تقوم بها في موعدها المحدد لماذا تريد الالتزام في أداءها الآن، اخرس كل الاصوات التي تعمل ضدك لأنها مجرد اشباح فلا تدع حجة الوقت الضيق او المال غير الكافي توقفك.
بناءاً على ذلك يجب عليك تجنب المماطلة فهي و المقاومة ابناء عمومة و كلاهما يعمل على هدف واحد إبعادك عن تنفيذ هدفك الابداعي.
2- اخدع “المحبط”
الخداع أمر سيء لكن في هذه الحالة و مع هذا الشخص هو أمر مطلوب و مفيد و إليك بعض الخدع.
ستموت قريبًا
لقد سمعنا قصصاً و شاهدنا أفلاما عن ذلك الشخص المفرط في العادية و الذي قرر التخلي عن احلامه من أجل عيش حياة آمنة روتينية و لكن كل شيء يتغير عندما يعلم انه مصاب بمرض خطير لن يبقيه حيًا لفترة طويلة، ليتحول بعد ذلك الى شخص مغامر او معطاء أو مبدع ليفجر كل طاقاته الخلاقة التي كبتها طوال سنوات حياته.
دعني أخبرك بالأمر الجيد، أنت لن تموت، على الاقل ليس الآن، لكن فكرة الموت قريبًا ستدفعك للتفكير في مصير ابداعاتك المؤجلة، لذا لم لا توقف الصوت المحبط لأيام وتنهي تحفتك الإبداعية.
انت تستحق مكافأة
كافئ نفسك فتقدير الذات أمر ضروري للمبدع كي يستمر و هو منوم جيد لطاقة الإحباط.
3– لا داعي للخوف
كلنا نخاف و الخوف العادي امر حميد لكن ان تخاف من تنفيذ ابداعك الخاص فهذه اعتبرها جريمة و كأنك خائف من النسخة الأفضل والأقوى من نفسك، وهذا أمر غير منطقي.
في كتابها “السحر الكبير” تلخص اليزابيث جيلبرت علاقة المبدع مع الخوف في هذه الأسطر:
“أنت خائف من عدم وجود موهبة لديك، أنت خائف من أنك سترفض أو تنتقد أو يسخر منك أو يساء فهمك أو يتم تجاهلك بالكامل ، أنت خائف من عدم وجود سوق لإبداعك ، وبالتالي لا فائدة من إكمال الأمر. أنت خائف من ان شخصا آخر فعل ذلك بالفعل . مخيف ، مخيف ، مخيف. كل شيء مخيف جداً.”
هذا حال كل مبدع لكن هناك من يوقفه الخوف و هناك من يتحدى خوفه و ينطلق ، فالتعايش مع الخوف و التحكم به من الاعراض الجانبية للعملية الإبداعية.
4- احترم إبداعك
ان يكون لديك فكرة لرواية او لوحة أو مسرحية فهذا أمر رائع و مميز لان عدد كبير من الناس لا يملكون فكرتك و رؤيتك، اليس من الظلم ان تلغي او تؤجل فكرتك و تلقيها على الرف ليغلفها التراب ؟
افعل ذلك لا مشكلة لكن بعد أعوام عندما تتجول في معرض الكتاب او تذهب الى السينما و تجد ان صاحب الرواية او الفيلم قد انجز فكرة تطابق فكرتك او مشابهة لها جدًا، لا تغضب، فانت لم تحترم إبداعك منذ البداية انت مبدع مثله لكن الفرق بينكما انه احترم فكرته و أوصلها للجمهور بينما أنت تخليت عنها .
لذا فالسبيل الوحيد لتجعل المحبط يتوقف عن ازعاجك هو البدء في عملك الإبداعي، ابدأ و ان لم تكن جاهزاً بعد، لا تدع اسطورة الكمال تحبطك.
ببساطة الشخص المبدع اراد ان يضع بصمته في الحياة ليقول من خلالها لقد كنت هنا و سأبقى حتى بعد رحيل جسدي عن هذا العالم.
تذكر مقوله نجيب محفوظ:
“هناك أموات لم تمت كلماتهم و هناك أحياء لم نسمع لهم صوتاً”
لذا كن حريصاً على ترك صوتك الإبداعي ليتكلم عنك بعد رحيلك.