التطبيقيأخبار منوعة

أ. هادي صالح الحربي يكتب: أثر التدريب في المنظمات

نظرًا للتطورات الحاصلة في عالمنا الحاضر، والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي ظل ما يشهده العالم من التطورات المعرفية المتفاقمة تسعى كافة المنظمات سواء العامة أو الخاصة إلى تطوير قدراتها لمواكبة هذه التغيرات من خلال تزايد الاهتمام بالتدريب واعتباره أحد الركائز الأساسية التي تساعد على تطوير هذه المنظمات.
ونتيجة لهذه التغيرات فإن هناك حاجة إلى أن تسعى هذه المنظمات إلى أن تكون منظمات ممكنة تنتقل من اعتبار أن التدريب تكلفة أو إنفاق على المنظمة إلى اعتبار أن التدريب استثمار له عائد على المنظمة. كون التدريب له دور مهم في تحقيق عائد على المؤسسات الخاصة و العامة، واعتباره أحد الركائز الهامة والداعمة للتنمية البشرية الذي أصبحت الحاجة إليه ملحة ولا سيما في الوقت الحاضر كونه يشكل أحد الأسس في تحسين أداء المنظمات من خلال زيادة إنتاجية العاملين.
ويعتبر التدريب عملية مخططة يقوم المدربون فيها باستخدام أساليب متنوعة بهدف خلق وتحسين وصقل المهارات والقدرات لدى أفراد أية منظمة، وتوسيع نطاق معرفتهم للأداء الكفء من خلال التعليم لرفع مستواهم وبالتالي كفاءة المنشأة لتحقيق أهدافها التي يعمل فيها كمجموعة عمل. إذاً التدريب والتنمية عمل أو نشاط من أنشطة إدارة القوى العاملة الذي يعمل على تقرير حاجة العاملين في مختلف المستويات الإدارية للتطوير والتأهيل، في ضوء نقاط الضعف الموجودة في أدائهم وسلوكهم خلال العمل.

حيث أبرزت عدد من الدراسات دور التدريب في زيادة الأداء الوظيفي للعاملين
إذ يعد التدريب الركيزة الأساسية لعملية التنمية الشاملة في كافة النواحي، ويحتل التدريب مكانة واهتمام كبيرين لدى المنظمات في دولة الكويت فقد عملت على التركيز على الاستثمار في رأس المال البشري لرفع مستوى كفاءة العاملين وتحسين مهاراتهم ومعارفهم وبالتالي رفع إنتاجيتهم. وتكمن أهمية التطوير والتدريب كونه وسيله فعالة لإعداد وتهيئة العاملين لانجاز أعمالهم بكفاءة وفعالية وبالتالي ضمان التوفير في النفقات المصاحبة للفشل في العمل ورفع الروح المعنوية للعاملين.
لذلك تتطلب خطط التطوير والتدريب أن تجيب على هذه الاسئلة:
1. ما اثر عملية تحديد الاحتياجات التدريبية المتبعة في إعداد خطط التدريب في دولة الكويت ؟
2. ما اثر عملية تصميم خطط التدريب المتبعة في دولة الكويت ؟
3. ما اثر قياس العائد الاستثماري للتدريب في أداء العاملين في دولة الكويت ؟
حيث ان التدريب هو ” تزويد الأفراد بمهارات معينة تساعدهم على تصحيح النواقص في أدائهم.
كما ان التدريب يعد جزءا من تغيير وتطوير المنظمة، وتقييم الموظف، وتطويره. لذلك نؤكد دائما ان التدريب ليس هدفاً في حد ذاته وإنما هو عملية منظمة تستهدف تحسين وتنمية قدرات واستعدادات الأفراد ، بما ينعكس أثره على زيادة أهداف المنظمة المحققة وتطورها.
لذا نجد ان عملية التدريب وظيفة ادارية ضرورية لكل المنظمات على اختلاف انشطتها ،وذلك لمواكبة التطورات في جميع المجالات واعداد العاملين على مختلف مناصبهم ومهامهم بهدف تحسين انتاجيتهم.
ومهمة دراسة الاحتياجات التدريبية هي تحديد التغيرات أو الإضافات المطلوب أحداثها في الجوانب المعرفية والمهارية والانفعالية والسلوكية بالنسبة للمتدرب وذلك للتغلب علي المشاكل التي تعترض سير العمل والإنتاج أو تعرقل سير السياسة العامة للمنظمة أو تحول دون تحقيق أهدافها ويمكن أن تعتبر الاحتياجات التدريبية بناءا علي ذلك الفرق بين ما هو مطلوب من معرفه أو مهارات أو اتجاهات وبين ما هو موجود فعلا
وذلك في حدود الإمكانيات المتوفرة ومن مقارنة ذلك الفرق يمكن معرفه نوع التدريب المطلوب والأفراد الذين يوجه لهم.
و تعبر الاحتيـاجات التدريبية عن الفرق بين مستوى الأداء المطلوب تحقيقه ومستوى الأداء الفعلي من قبل الأفراد العاملين أي أن الاحتياجات التدريبية هي عبارة عن الفجوة بين متطلبات العمل من معارف ومهـارات وبين تلك التي يتمتع بها الفرد القائـم بالعمل.

بعد تحديد فجوة الاحتياج التدريبي تأتي مرحلة أخرى هي مرحلة المعالجة وهي تحديد مستوى التدريب المطلوب للفرد من أجل ردم تلك الفجوة وهي ثلاث مستويات:
1. التدريب التقديري “وهو المستوى الاول الذي يتم توفيره من التدريب، الهدف منه رفع الوعي بأهمية موضوع أو أمر ما لدى المستهدفين من عملية التدريب”
2. .التدريب التشغيلي: وهو يحتوي على نوعين من المدربين. النوع الأول: هو المتدربون الذين ليس لديهم قدر كافي من المعارف والاتجاهات و المهارات حول أمر ما. النوع الثاني: يهدف إلى رفع مستوى أداء المتدربون الذين يملكون قدر مناسب من الخبرات والمعارف والاتجاهات

3. التدريب التطبيقي: يهدف إلى تحسين قدرات المتدرب في بيئة تشابه الظروف التي تتطلبها مسؤولياته الوظيفية وهو تدريب متخصص بمجال محل المتدرب وربما يفيد في متابعة التدريب التشغيلي.

و بشكل عام، فان وضع اهداف و استراتيجيات محددة من قبل الادارة العليا في المنظمة له الأثر الكبير في توجيه طاقات و مهارات و قدرات الأفراد نحو تحقيق المطلوب و أن لا تكون خطط التدريب مجرد هدر لهذه الطاقات نحو أهداف غير معروفة للجميع.

أملين من الجهات الخاصة والعامة في دولة الكويت الاخذ باهمية التطوير والتدريب من اجل تحسين الاداء والتميز في جميع القطاعات والله الموفق.

أ.هادي صالح الحربي
عضو هيئة التدريب في المعهد العالي للخدمات الادارية
الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock