فيديو:رحلة في كنوز الفن الإسلامي
منذ بداية انتشار الإسلام إلى انهيار الخلافة العثمانية قام الصنّاع والحرفيون المسلمون من حدود الصين إلى المغرب الأقصى ومرورا بالشام ومصر وإسبانيا وإيران بابتكار قطع فنية أغنت التراث الفني العالمي. اليوم، تملك عدة متاحف عبر العالم أقساما تعنى بما يسمى بالفن الإسلامي، وهو خلافا للمعتقدات السائدة ليس فنا دينيا بقدر ما هو أعمال فنية صنعت في العالم الإسلامي واستوحت ثقافات وعلوما دقيقة لصناعة مقتنيات ثمينة يجتمع فيها الإبداع بالمهارة التقنية. في هذا الوثائقي الذي أعدته فرانس24 بالعربية بشراكة مع مؤسستي “منظمة يوريكا فاونديشن” و”منظمة دوريس دوك للفن الإسلامي” دعوة إلى الإبحار في كنوز هذا الفن المحفوظة في متحفي “اللوفر” في باريس و”متروبوليتان” في نيويورك، والتي تدل على إبداع وابتكار الفنانين الذين عاشوا في العالم الإسلامي، وكيف تلاقحت الحضارة الإسلامية مع باقي الحضارات.
طيلة قرون عاشتها الحضارة الإسلامية، بدءا بتوسع دولة الخلفاء الراشدين في القرن السابع الميلادي إلى بلاد الشام والعراق، أنتج الحرفيون والفنانون المسلمون العديد من الروائع التي ما زالت تشير على ثراء وغنى الحضارة الإسلامية. ما يسميه الباحثون بـ”الفن الإسلامي” ويزين أروقة المتاحف العالمية من قبيل اللوفر في باريس ومتروبوليتان في نيويورك، هو في الحقيقة عصارة ما أبدعه حرفيون في بقاع مختلفة من الأرض في القارات الثلاث: آسيا وأفريقيا وأوروبا. من إسبانيا إلى المغرب مرورا بالشرق الأوسط والهند إلى حدود الصين. ومن الخلافة الأموية إلى الخلافة العثمانية مرورا بإمارات وممالك شهدت عصور الازدهار والرفاه التي تشهد عليه إنتاجات فنانينها.
في هذا الوثائقي لمحة عن أبرز الإنتاجات الفنية سواء كانت نحتا أو معمارا أو رسوما أو مخطوطات، أبدعتها شعوب بتقاليد وتعبيرات فنية مختلفة عبرت التاريخ لتبهر أعين الباحثين وزوار المتاحف. تحف استعملت فيها الأحجار الكريمة والذهب والخشب النفيس والجص والفخار وأرفع الأثواب وزينها الخط العربي وآيات قرآنية وأشعار ورسوم حيوانات خرافية.
من خلال شهادات لباحثين ومسؤولين وقيمين عن المتاحف نكتشف كيف صنعت الأحداث الثقافية والسياسية “الفن الإسلامي”، الذي لا يقتصر على البعد الديني، وكيف تنتقل الخبرات بين الثقافات، لتصنع المشترك الثقافي الإنساني بين شعوب العالم.