نوال البحيري تكتب: سعادة الإنسان

سعادتك.. أنت تنظر دائما إلى ما تخفيه الأيام، وتنظر إلى نصف الكأس الفارغ برغم معرفتك لهذه الحيلة، أنت تعلم كل شيء لكنك لا تريد إلا المفقود من آفاق نظرتك، تلك النظرة التي لا تقبل إلا أن تكتشف وتكتشف لفضول النفس وطمع الحاجة، سعادتك.. هل فكرت أن تستمتع بالموجود حتى تصل إلى المفقود، أم تراك زهدت في وجوده، لأنك لو كنت كذلك يجب أن تفهم وتتأكد أنك ستزهد بالمفقود أيضا عندما تحصل عليه، لأنك غير صبور ولست راض أيضا، سعادتك.. عندما تصبح راض ستصبح جميلا في خلقك وتبطء رتم حياتك السريع وتعيش اللحظة، وناتج هذا هو السعادة التي ستحصل عليها فالحياة أبسط من ذلك، مدادها الصبر والرضى وهاتين الصفتين تحتاجان وعي تتحصل عليه من القراءات والكتب، فثقف نفسك، وأشغل نفسك بالحق حتى لا تشغلك بالباطل والمجهول الذي ممكن أن يدمر مشاعرك ويجعلك كالورقة تسيرها أي ريح في أي اتجاه، زد وعيك بأن لا تنظر إلا للحظتك وحاضرك واجعل المستقبل للخطط فقط وتوكل على الله بالعمل اللحظي الممتد نحو المستقبل الذي سيكون نتيجة ما تعمل، فالنتيجة لا تكذب أبدا.
سعادة الإنسان.. انسى الماضي فقد مضى، اعمل للحاضر بإخلاص وجد، أنظر للمستقبل ببساطة بدون مبالغة حتى يتحقق ما ترغب بسرعة، وتذكر أنك تستطيع أن تشعر بالسعادة في أي وقت فقط عندما تغير فكرك وتنظر لنصف الكوب الممتلئ.

نوال البحيري
[email protected]