كتاب “من خطب فضيلة الشيخ خليل محمد أبو طالب” تأليف أ. د. بدر ملك و أ. د. لطيفة الكندري

كتاب جديد يتضمن خطب جمعة
من سِتِّينيّات القرن العشرين

من أجل الحفاظ على ما تم تدوينه من إرْث اجتماعيّ، ومواعظ عامة تتعلق بتربية الفرد المسلم وتنمية المجتمع وفق منظور التربية الإسلامية، قام أ.د. بدر محمد ملك بالاشتراك مع أ.د. لطيفة حسين الكندري بنشر كتاب إلكتروني جديد بعنوان “من خطب فضيلة الشيخ خليل محمد أبو طالب”. الشيخ الأزهري: خليل محمد أبوطالب (1933-2000م) رحمه الله تعالى له اسهامات تربوية طيبة في ميدان التربية الإسلامية، والكتاب الحالي يسلط الضوء على طرف منها.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة مباحث؛ الأول يتضمن لمحة عن حياة الشيخ ونماذج من انتاجاته الفكرية ورسائله الشخصية، وفي المبحث الثاني نماذج من الخطب المنبرية للشيخ خليل أبوطالب؛ وجاء المبحث الثالث ليحتوي على ألبوم الذِّكريات ونماذج من خط الشيخ. ولأن الدعاء من دعائم النماء استهل الكتاب في صفحة الاهداء بالدعاء للشيخ خليل محمد أبوطالب وذريته.
قام الباحثان بتتبع ثمار غرس الشيخ خليل عبر الأوراق التي كتبها وبذلا جهدها في ترتيب وتحقيق المادة العلمية إذ قاما بتتبع الأحاديث النبوية والإشارة إلى مصادرها ومظانها في الكتب التراثية عموما، والإفادة من كتب تفسير القرآن الكريم وشرح الحديث النبوي الشريف خدمة للمادة العملية توثيقا وعرضا على وجه الخصوص.
وهكذا يجمع الكتاب بين دَفّتيه مجموعة رسائل شخصية، وخطب منبرية من ميراث فضيلة الشيخ خليل محمد أبو طالب رحمه الله تعالي (المتوفى عام 2000م) وهو عالم أزهري جليل عُرف بالصلاح وسعة العلم وحسن التعامل مع الناس وشغل نفسه بغرس ثمار العلم عن طريق تمتين أواصر العلاقات الإيمانية والاجتماعية والفكرية. قدّم الشيخ رحمه الله الكثير من خطب الجمعة في مصر، ودول عربية أخرى وتألق في مسجد مركز الطب الإسلامي في دولة الكويت بمنطقة الصباح الصحية، وبالتزامن كان إماما لمسجد مستشفى الولادة في الثمانينيّات من القرن الماضي. عمل الشيخ خليل في الكويت لمدة سبع سنوات في وزارة الأوقاف، وفيها شارك في تأليف كتاب السبق التربوي وهي دراسة نالت استحسان عدد من الباحثين استنادا لمعطيات الكتاب الراهن.
ولقد ورد في مقدمة الكتاب ما يلي: “ومن صور الكرم والسماحة المفعمة بالإنسانية أن أسرة الشيخ خليل أبو طالب خصتنا بالنسخ الأصلية لبعض كتابات الشيخ خليل المتفرقة في أوراق وقصاصات ورقية صغيرة كما أهدتنا مجموعة من الصور الشخصية للشيخ في مناسبات وأوقات متفرقة. تعكس الصور الفوتوغرافيّة شخصية الشيخ خليل الاجتماعية الشغوفة بحضور المناسبات الاجتماعية والدينية وتأدية واجبه باعتباره واعظا دينيا. ولهذا حرصنا على انتقاء بعض الخطب المنبرية، والصور الفوتوغرافيّة وعرضها في هذا الكتاب اتماما للفائدة، ومن أجل رسم صورة صادقة عن هذه الشخصية التي زايلَت الحَياة الفانية ولكن بصماتها الصالحة باقية بعون الرحمن”.
إن اعتزاز الشيخ خليل بأداء رسالته الدينية، في المساجد وخارجها، جعله يحتفظ بأوراقه منذ بداية الستينيَّات من القرن الماضي إلى تاريخ وفاته عام (2000م) وهذا محل تقديرنا، وهو أَمْرٌ يثير الدَّهْشة ويستحق التأمل، وكأن الله جل ثناؤه أراد لهذا الشيخ الجليل رحمه الله أن يضع بصمته الدعوية بعد الفراق عبر هذه الأوراق، ولله في خلقه شئون.
ومن الخطب الواردة في الكتاب خطبة بعنوان تداووا يا عباد الله (وهي أطول خطبة في الكتاب)، طاعة الله ورسوله، الأخوة الإسلامية، روح الإسلام العمل، الحرية ثمرة الكفاح، شريعة الإسلام والأخلاق، الاسراء والمعراج، الصدقة، الصلاة، الصيام، الرشوة، الرحمة، الصدق، عزة النفس. جميع الخطب تبصر القارئ بشئون دينه ودنياه وتحثه بحكمة على معالي الأمور، والتطلع للفضائل وفقا للتوجيهات القرآنية والارشادات النبوية.
قد تختلف الأوضاع العربيّة الدينية والسياسية والاجتماعية في الستينيات والثمانينيّات عنها في الوقت الراهن إلا أن القارئ الكريم سيلاحظ في ثنايا هذا الاصدار موضوعات مألوفة وأخرى في طياتها اختلافات وتفاصيل عديدة عن حياتنا الراهنة…. في خطب الشيخ إشارات محدودة عن أمور غير دارجة اليوم من مثل مقدار زكاة الفطر قديما، ودور الخطباء بالتوعية أثناء العدوان الثلاثي الآثم على مصر، والعادات الغريبة لدى البعض أثناء صيام شهر رمضان الفضيل، والأحاديث النبوية المشهورة على ألسنة خطباء المساجد يومئذ.
يمكن الاطلاع على نسخة من الكتاب على العديد من شبكات الإنترنت وخدمات التواصل الاجتماعي من مثل موقع الدكتور بدر ملك:
http://www.badermalek.com/%d9%83%d8%aa%d8%a8
يأمل الباحثان أن يكون هذا الإصدار الإلكتروني إضافة عربية جيدة للإعلام التربوي والديني لمتصفحي الإنترنت من جهة، ومواقع التواصل الاجتماعي من جهة أخرى سعيا إلى إنماء الذات، وبث شذرات صادقة، ومواعظ نافعة، وصفحات ناصعة من أصول التربية الإسلامية.