د.جهاد الدلال يكتب : انتهى الحظر فهل زال الخطر؟
إنتهت مرحلة الحظر الكلي في الكويت وننتقل الآن مجدداً إلى مرحلة الحظر الجزئي. فهل ساهم الحظر الكلي في احتواء انتشار وباء كورونا المستجد؟ وهل زال الخطر؟ للإجابة على هذا السؤال لا بد من مقارنة الإحصائيات قبل بدء الحظر الكلي مع مثيلاتها الآن. ففي جانب عدد حالات الإصابات بالعدوى فإن مجموع الإصابات قبل الحظر الكلي ب 20 يوماً بلغت 1995 إصابة. وبلغت عند بدء الحظر الكلي 8688 إصابة. وهذا يعني أنها ارتفعت خلال ال 20 يوماً السابقة للحظر بنسبة 335% (أكثر من ثلاثة أضعاف). في المقابل بلغ مجموع الإصابات مع انتهاء الحظر الكلي الذي استمر 20 يوماً 26192 إصابة. أي أن مجموع الإصابات ارتفع خلال فترة الحظر الكلي بنسبة 201% (ضعفين تقريباً) أي أقل من ثلثي نسبة الزيادة التي كانت قبل الحظر الكلي. وبالتالي فإن الحظر الكلي أسهم في إبطاء سرعة انتشار الوباء وهذا مؤشر إيجابي.
وأما بخصوص تأثير الحظر الكلي على نمط التغير في أعداد الإصابات اليومية وهي التي يشير إليها نموذج المحاكاة الحسابي لتوقع تواريخ الذروة وانحسار الوباء فإن نتائج تطبيق النموذج الحسابي (المنشورة في موقع “كورونا المستجد في الكويت” المحدث يومياً) بناء على نمط التغير في عدد الإصابات المسجلة حتى أول أيام الحظر الكلي أشارت إلى توقع بلوغ الذروة في 17 يونيو وتوقع انحسار الوباء في 18 أغسطس. وبعد تغير نمط الإصابات اليومية أثناء فترة الحظر الكلي فإن نتائج النموذج الحسابي الجديدة تشير اليوم إلى أن ذروة الإصابات قد تكون مضت بتاريخ 21 مايو وأن الوباء يتوقع له الانحسار في طلع شهر يوليو القادم وهي تواريخ أقرب بكثير من مثيلاتها عند بدء الحظر الكلي. علماً بأن نتائج المحاكاة الحسابية تتأثر بقوة بتغير النمط اليومي لعدد الإصابات المسجلة والتي بدورها تتأثر بمدى تطبيق المواطنين والمقيمين بتعليمات التباعد الجسدي والاجتماعي وتتأثر كذلك بتوسع وزارة الصحة في إجراء المسح الميداني الذي يسهم في اكتشاف الإصابات مبكراً ويكبح نشرها للعدوى في المجتمع.
بعد سرد هذه الأرقام الإحصائية والتي تظهر جانباً مشرقاً من نتائج الحظر الكلي فإنه لا بد من التأكيد على أن الخطر ما زال قائما. فالحظر الكلي ساهم بفاعلية نسبية في احتواء انتشار الوباء بالحد من استمرار الارتفاع في عدد الإصابات اليومية. ولكن التخلص من الوباء ومنع اعادة انتشاره يتطلب تخفيضاً تدريجياً مستمراً لعدد الأصابات اليومية وليس ثباتاً نسبياً لها.
نحن اليوم أما مفترق طرق. فالمسؤولية تقع علينا جميعا مواطنين ومقيمين لاستثمار إيجابيات الحظر الكلي وعدم ضياع أيامها سدى. نشر الوعي الصحي والاستمرار بالإلتزام بالاشتراطات الصحية الخاصة بالمحافظة على التباعد الجسدي والإجتماعي والحد من التنقل والاختلاط بالآخرين إلا عند الضرورة سيساهم في استمرار احتواء الوباء وسيساعد في تقليل عدد الإصابات اليومية تدريجياً بإذن الله. وفي المقابل فإن التراخي في الالتزام بهذه التعليمات سيؤدي إلى تفاقم أعداد الإصابات وتأجيل تاريخ
انحسار الوباء (لا قدر الله). فمن أجل الكويت خليك بالبيت.