د. غانم الحجيلان : انحسار فيروس كورونا في الكويت قبل أغسطس
«تخفيف القيود قد يؤدي إلى موجة ثانية من الفيروس»
كشفَ استشاري الأمراض المعدية د. غانم الحجيلان عن استخدام «بلازما» المتعافين لعلاج عدد من المصابين بمرض «كوفيد 19» في العناية المركزة بمستشفى جابر، مضيفا أن هذه التقنية العلاجية أعطت نتائج ممتازة مع الحالات المرضية في الكويت.
وأكد الحجيلان أن البلازما المناعية من المتعافين تستخدم للحالات الصعبة فقط، وليس لكل المرضى، مشيراً إلى أن الحالات المتوسطة والبسيطة لا تحتاج إلى العلاج بالبلازما، لأن أجسامهم تكون أجساما مضادة وتنتصر على الفيروس.
وتوقع أن تتضاعف أعداد الإصابات خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن المستشفيات بدا عليها الضغط الشديد، وأضاف ان من المغالطات الشائعة أن المصابين بالفيروس من الرجال يصابون بالعقم، وهو عار تماما عن الصحة.
تخفيف القيود
وحذّر الحجيلان من أن تخفيف القيود ربما يؤدي إلى حدوث موجة ثانية من الفيروس، لافتا إلى أن هناك تحورات طرأت على «كورونا»، وقد تكون السبب في الوفيات بالكويت خلال الآونة الأخيرة، والتي نسبتها أقل من 1.5 في المئة، وهي أقل من المستوى العالمي.
وأشار إلى أنه خلال الأيام المقبلة ستتصاعد أعداد الوفيات لعدة أسباب، منها إجهاد الطواقم الطبية، وعدم وجود أدوية متخصصة لعلاج الفيروس، وإن كانت الكويت تستخدم كل الأدوية المستخدمة عالميا.
وأكد أن مرض «كوفيد 19» سينحسر بالكويت قبل أغسطس المقبل لعدة أسباب، بينها تحسن الإجراءات وتوافر مواد العزل، إذ إنه خلال الفترات المقبلة ستتوافر أدوات الحماية الخاصة بالأطباء والطواقم الطبية، إلى جانب بدء تصنيع الصين ماسكات ذات مواصفات عالية للأطباء والعاملين في الصفوف الأمامية.
معدلات الشفاء
وذكر الحجيلان أن معدل الشفاء بين المصابين في الكويت جيد، «لكن ما يهمنا كمتخصصين في الأمراض المعدية والوبائية هو عدد الوفيات ونسبة المصابين بالمرض، وهي أمور مبشرة ومطمئنة في الكويت حتى الآن».
وعن الأعداد في الكويت مقارنة بدول الجوار، أكد أن الكويت بدأت إجراءات العزل ومنع التجوال واتخاذ الإجراءات الاحترازية مبكراً وهو ما أدى إلى أن تكون الأعداد فيها أقل نسبيا من دول الجوار، مضيفا أنه كان يتمنى الحجر المناطقي مبكرا لكي تكون الأعداد أقل من الموجودة حاليا.
إجراء المسحات
وتابع الحجيلان: «لو رفعت الكويت الحظر الجزئي لرأينا الحالات بالآلاف يوميا»، داعياً إلى «ضرورة تنفيذ وإجراء المسحات الميدانية بشكل أكبر، لأنها تعطينا الأعداد الحقيقية للمصابين وليس المكتشفين».
وأوضح أنه «بناء على دراسات المسحات الميدانية سنستطيع التخفيف من القيود المفروضة»، لافتا إلى بحث ميداني أجري في مدينة لوس أنجلس الأميركية أفاد بأن أعداد الإصابات الحقيقية في الولايات المتحدة ربما تكون أكثر من 20 إلى 35 مرة من الأرقام المكتشفة.
وفيات الهنود
وأكد الحجيلان أن «الملاحظ أن الإصابات والوفيات بين اخواننا الهنود هي الأعلى بين جميع الجنسيات»، مضيفا أن الوفيات بين هذه الجنسية تكون في سن صغيرة نسبيا عن بقية الجنسيات، حيث رصدت وفيات في سن الأربعينيات والخمسينيات.
وبين أن الجنسية الهندية ولأسباب جينية ووراثية ربما تكون أكثر عرضة من غيرها للمشاكل الصحية والأمراض، مثل السكري والقلب، وفي سن مبكرة نسبيا، لافتاً إلى أن التطعيم ضد مرض السل يعطي حماية بنسبة تصل إلى 80 إلى 90 في المئة.
المواطنون ملتزمون… والوافدون يعيشون ظروفاً صعبة
أكد د. غانم الحجيلان أن الكويت تنقسم إلى فئتين: مواطنون ولديهم التزام أكبر، وإمكانية العزل في المنزل بشكل أفضل، ووافدون يعيشون في ظروف صعبة وكثافة سكانية مرتفعة، وقد ظهرت فيهم حالات وإصابات كبيرة.
وأضاف أن هناك ضغوطاً نفسية على العمالة اليومية الوافدة، لأن هذه الفئة تعاني أعباء مالية متعددة، مشيرا إلى أن القوانين الصحية الدولية تفرض علاج أي مريض في الدولة التي اكتشف المرض فيها، مطالبا بمساعدة العمالة اليومية مالياً ومعنوياً ونفسياً.