د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي تكتب: قاعد بالبيت من أجل الكويت

نحن نعيش بترقب لما يدور حولنا فنحن لسنا ببعيدين عن العالم ، فما أصاب العالم من مرض كورونا أصاب كويتنا الحبيبة، نسأل الله السلامة والصحة للجميع.

وكأن هذا المرض أجارنا الله واياكم ألزمنا بأن نرتب أوراقنا وأن نعيد النظر بأمور عديدة حولنا. فأصبحنا نرى أنفسنا مجبرين على وضع لم نتعود عليه، فبعد الخروج المستمر والتسوق والمطاعم والسفر صرنا ملزمين بالجلوس في البيت، فهل الجلوس في البيتأصبح نعمة أم نقمة؟؟

   هناك أمور لابد من مراعاتها في هذه الظروف : فمن الناحية الصحية لابد وأن نراعي شروط وضوابط الأمن والسلامة وذلك بالحرص على غسل اليدين باستمرار، والبعد عن المصابين قدر الامكان والالتزام بالجلوس بالبيت.

   ومن الناحية الزواجية: لابد أن تكون هذه الفترة فرصة للتقرب وفهم كل طرف الآخر جيدا، والبعد عن المشاحنات والخلافات التي تدمر ولا تعمر، فلابد من تقوية الروابط بينهما بعيدا عن الضغوط النفسية، فقد تكون هذه الظروف سببا في تقوية العلاقة وجعلها داعمة وسعيدة.  

   ومن الناحية الأسرية : فبجلوسنا في البيت صرنا نلتفت الى أبنائنا الذين قد لم نكن نلتفت اليهم بالدرجة الكافية ،وربما كانوا في درجات أقل أهمية لدينا، الآن أصبح لزاما علينا أن نراهم كيف يعيشون، ماذا يأكلون، بماذا يهتمون، على ماذا ينصب اهتمامهم، كيف نفتح معهم حوار بناء، كيف نتقرب اليهم ونحتويهم بحب ورعاية واهتمام وحنان.

   ومن الناحية الدينية لابد أن ننتهز هذه الفرصة بأن تكون مدخلا  لنراجع به ايماننا وايمانهم بالله عز وجل، وأن يكون الجانب الديني بلا شك قويا لدينا ولديهم، وأن يكون قويا لدينا أولا فنحن قدوة لهم ، فما أصابنا لم يكن ليخطئنا، والحرص على الصلاة والاستغفار.

   أما الناحية الترفيهية: لابد مع الحجر المنزلي المفروض علينا بأن نرتب وننسق مع أبنائنا ما يرفه عنهم، ولنجعل للكتاب حظ في هذه الأزمة، كل حسب عمره، ولا ننسى طبعا أن نشاركهم هذا الترفيه ففيه فرصة لنتقرب الى أبنائنا والشعور بالأمان والثقة والراحة النفسية،  فالوقت طويل لابد من أن نستثمره بما يعود علينا وعلى أبنائنا بالاستفادة الحقة .

هي فرصة ذهبية فعليكم أيها الآباء استغلالها بما يعود على الجميع بالنفع. ولنجعل الحجر المنزلي نعمة علينا لا نقمة. حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل مكروه.

د. حليمة ابراهيم الفيلكاوي

EmaiL:[email protected]