د. حليمة إبراهيم الفيلكاوي تكتب: للرجال فقط .. رفقا بالنساء
يعتبر الفرد هو اللبنة الأساسية في المجتمع، لذلك يجب أن تكون علاقته بمن حوله علاقة تفاعل بين طرفين؛ وهذا يعني أن يتمتّع بالحقوق التي له، ويؤدّي الواجبات التي عليه؛ فبقدر التزامه بواجباته يضمن حصوله على حقوقه، فالحقوق ترفع من قدر الفرد وحريته، والواجبات تعبّر عن احترام الفرد لحريته وحرية الآخرين.
وحري بنا هنا أن نتحدث عن احترام الزوجين لحقوق وواجبات بعضهما البعض، فبعد الحقوق الشرعية لابد أن يحسن كلا الزوجان الاستماع لبعضهما البعض، واحترام الرأي أمر لابد منه، ولابد من تحقيق الاشباع العاطفي والنفسي لكل منهما، والتنسيق والاتفاق فيما بينهما حول دور كلّ منهما تجاه الأسرة، الأمر الذي قد يحدّ من الخلافات التي يمكن أن تحصل فيما بينهما.
يظن الكثير من الذكور أن الرجولة تكون بالصراخ، والتطاول باليد واللسان على من هي أضعف منه وهي الأنثى، ونسي أو تناسى هذا الذكر أنه ولد من رحم أنثى، وحين مرض كان في حضن أنثى، وحين أحب كان في قلب أنثى، فهل قدرت وصنت وحميت هذه الأنثى؟
عزيزي الذكر: رفقا بالنساء، هي وصية نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم – فعندما تطالب بحقوقك اسال نفسك هل أديت أنت حقوقك كرجل؟ أم أنك وكلتها حقوقك كي تقوم هي بها؟ لا تطالبها بما هو فوق قدرتها واستطاعتها وتقول بعد ذلك هي انتقصت من حقوقي كزوج؟؟!! لا تجعلها تقوم بواجباتك وترهقها نفسيا وتتذمر بعد ذلك!!
إذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع، وابدأ بتحمل واجباتك وقم بحقوقك ثم طالب بحقوقك من الأنثى إن هي انتقصت منها، وتأكد عزيزي من أنها لن تنتقص من واجباتك أي شيء ان رأت أنك قمت بواجباتك نحوها.
فالأنثى تحتاج الى رجل تستند اليه ويحميها ويمد لها يد العون، لا الى ذكر يفرض سيطرته على البيت بالصراخ وتأزيم الأوضاع. فكن هينا لينا فالحياة مشاركة بحب واحترام ليعم الأمن على البيت والأبناء، فكلما شعرت الأنثى بالأمان انعكس ذلك على نفسيتها بشكل خاص وعلى وجو الأسرة بشكل عام.
الدكتورة/ حليمة إبراهيم الفيلكاوي
EMAIL: [email protected]