الجوعان: ضرورة تعزيز الهوية والعناية بالثقافة واللغة العربية في المناهج ووسائل الإعلام
- أكدت خلال افتتاح ملتقى «الثقافة المدنية» أهمية تحديث المجتمع العربي
- العبدالجليل: الكويت لا تزال حاضنة ثقافية لكل العرب وتسعى دائماً لجمع الكلمة
أكدت رئيسة ملتقى «الثقافة المدنية» كوثر الجوعان السعي لتعزيز روح الثقافة والحوار والتفاهم وتشجيع الانتماء الحر، مشيرة الى بروز مجموعة من المفاهيم التي تحدد الهوية الثقافية.
وأوضحت الجوعان في كلمتها خلال حفل افتتاح ملتقى «الثقافة المدنية» مساء اول من امس الذي نظمه معهد المرأة للتنمية والسلام ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي السنوي بمقر المعهد العربي للتخطيط ان الثقافة مجموعة من القيم والرؤى المستقبلية المتجانسة التي تعبر عن فئة من الناس.
وقالت ان التراجع الذي نعيشه يأتي من طبيعة الثقافات السائدة في المجتمع العربي التي تعبر عن مرحلة ما قبل النهضة العلمية وتقف حجر عثرة أمام تطور المجتمعات ثقافيا وبات التخلص من الجوانب السلبية منها حاجة ملحة، مشددة على ضرورة الشروع في تحديث المجتمع العربي ثقافيا عبر نشر الثقافة المدنية التي تمثل ثقافة العصر وحاضنة التقدم والتي تخلق التعايش والتسامح والحق والاختلاف بين مكونات المجتمع، واذا كانت العولمة تسعى إلى نقل ثقافات وأفكار إلى العالم لخلق مجموعة من المفاهيم والمصطلحات المشتركة فإنها تهدف إلى خلق عالم بثقافة تظهر شيئا فشيئا في ثقافة دولة أكثر هيمنة من الناحية الفكرية والحضارية.
وأشارت الى التأثير اللغوي والخلقي لتلك الثقافة عبر وسائل التواصل والإعلام مما يؤدي إلى تدهور القيم الأخلاقية في مجتمعات لا زالت تحتفظ بقيم مغايرة كلياً عن قيم دول الغرب، مبينة ان التحديات التي تواجهها الثقافة المدنية ليست وليدة الصدفة ولكنها منذ زمن وآن الأوان لمحاربتها مؤكدة ان غزو العقول والأفكار وتشويه الاسلام وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم وربط الإسلام بالإرهاب تمثل تحديا كبيرا، لافتة الى ضرورة تعزيز الهوية بأقوى سلاح وهو تقوية الصلة بالله وكتابه الكريم والعناية بثقافاتنا ولغتنا العربية في وسائل الاعلام ومناهجنا التربوية وإبراز إيجابيات السلام وعالميته وتاريخه وعدالته والعمل على نهوض الأمة في شتى الميادين.
وأضافت: من الضروري أن تقوم وسائل الاعلام بواجبها في الحفاظ على الهوية وتأصيل القيم والمهارات والمعارف والمعلومات في مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات وتحصين الشباب ضد ثقافة الاستهلاك والتغريب وتقديم مواد ثرية تحدث أثرا إيجابيا وتترك صدى قويا في نفوس الصغار والشباب.
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس الامناء المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي ورئيس مجلس امناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في مملكة البحرين الشيخ د.خالد بن خليفة ان المدنية هي كل الظواهر المادية والحضارية لأي مجتمع وهي تؤسس لمفهوم المدنية المهنية لبناء سلوك المجتمع المدني المبني على الوعي والمعرفة والعلم والفكر، معتبرا ان المدنية هي المظهر الحضاري القائم على التنوع والاختلافات.
وذكر د.خالد بن خليفة ان الثقافة المدنية هي المستوى الراقي من الحياة وقائمة على مجموعة من الاسس ابرزها التسامح والتعايش السلمي واحترام الاختلافات وقبولها كجزء اصيل من تشكيل المجتمع القائم على التعددية والتنوع والتي تفرض بيئة خصبة قابلة للنماء، ولا يمكن ان يكون هناك حضارة مدنية متقدمة دون وجود قبول التنوع والتعددية، لافتاً الى ان هذا التنوع يشمل الجوانب المعرفية والعرقية والمذهبية والدينية والفكرية وعلى كافة المستويات.
بدوره، أشار الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل الى حرص المجلس منذ نشأته على رعاية الثقافة ودعم الانتاج الفكري والثقافي والتنويري ونشر المعرفة، لافتا الى ان هذا الحرص امتد الى خارج الكويت مع حركة التنوير في الكويت.
وقال العبدالجليل ان الكويت لا تزال حاضنة ثقافية لكل العرب ومنذ فترة طويلة تمتد الى ما قبل الاستقلال حيث آمن بالدور الثقافي في التنمية الشاملة والمستدامة وجمع الكلمة وتوحيد المبادئ الأساسية للثقافة الانسانية، مشيرا الى ان هذا الدور ساهم في أن تكون الكويت الوطن الملهم في العطاء والانتاج، لافتاً الى انه من خلال الملتقى وجلساته سيتم تناول موضوع الثقافة المدنية لتسليط الضوء على هذا المفهوم وبيان ماهيته وكيفية الخروج من مفهوم الثقافة التقليدية الى مفاهيم أكثر شمولية لمجتمعات ثقافية حديثة تواكب المتغيرات العالمية.