سوسن إبراهيم تكتب: جينز وحجاب
كنت كعادتي صباحا في احد الفصول الدراسية، حينما فُتح موضوع الزي الإسلامي للمرأة فتعالت الأصوات ما بين مؤيد وما بين معارض ينفي وجوبها في محكم التنزيل وما هي إلا مظاهر مبالغ بها، بينما بقيت صامتة أصيخ السمع لآراء طالبات الشريعة اللاتي أتوسطهن وافدة من كلية أخرى. فراعني صوت المحاضرة التي نظرت بشزر إلى ملابسي الاعتيادية، التي دائما ما ارتديها لا سبب إلا لأنها عملية تناسب جو التنقلات اليومية، فدحجت الطالبات أنظارهن علي لتتدفق الدماء وجهي حرجا واستهجانا من نظراتهن.
وعلى أي حال يبقى المظهر عاملا سطحيا لا يُقيّم صاحبه. على الرغم من ان مجتمعاتنا العربية “عاشقة” للمظاهر والتي تقدر مدى اهميتك كفرد في المجتمع من خلال ما ترتديه أو مدى إيمانك الذي يعكسه ثوبك.
ولكن الاخلاق لا تبرهن عليها أمتار الاقمشة التي نرتديها ولا تضمن مقاعدنا في الجنة. لأن الإسلام أكبر من أن يُلخص في عباءة سوداء أو نقاب يستر الوجه وتعري ما تكنه الصدور مواقف الحياة.
الفكرة من اتباع الشريعة هي أن نعظ بالحسنة أن نكن سفراء لديننا الحنيف ونحرص على ان تكون أخلاقنا هي آيات وأحاديث وممارسات شُرعت ونُهجت لكي نفاخر بها وباتباعنا للصادق الأمين عليه الصلاة والسلام.
لست ضد العباءة او النقاب ولا أعترض على الإلتزام بزي يحاكي الأوامر الإلهية، مع التحفظ ما إذا كانت تلك المظاهر شرط من شروط الايمان! لكنني أود أن أعترض على تلك النظرات التي قيمتني لأنني ارتدي “جينز وحجاب”، قيمتني من خلال مظهر لا يشفُ عن سريرتي ولا عن قيمي التي قد لا تتواجد في اغلبهن. لا أهاجمهن بقدر ما أهاجم قيم مجتمعية تهمها المظاهر ولا تعير الجوهر اي قيمة لأننا مجتمعات تخاف الاختلاف ومن همسات الأفراد وثرثراتهم ومن نبذهم.
الإيمان أعظم من أن تترجمه مظاهر قد تكون خادعة في أكثر الأحيان. ولكن فلتكن أخلاقنا مرآة الالتزام لمنهج الشريعة الإسلامية ومنبع الإيمان.
سوسن إبراهيم