أخبار منوعة

فتبيّنوا.. مبادرة أردنية لمكافحة الشائعات في العالم

“ينفق العرب أكثر من خمسة مليارات دولار سنويا على الخرافات والشائعات والأخبار الكاذبة مقارنة مع إنفاقهم الذي لا يتعدى 1.7 مليار سنويا على البحث العلمي” وفقا للمنتدى القومي للفكر والتنمية.
بهذه الأرقام استهل معاذ الظاهر مؤسس مبادرة “فتبينوا” عرض كلمة له بالمسابقة العالمية (IFCN) تركت صدمة كبيرة لدى الجمهور والحكام، لكن مشروعه أحرز المركز الأول.
وأقيمت المسابقة في عاصمة جنوب أفريقيا كيب تاون للتحقق من الأخبار الكاذبة على مستوى العالم بعد منافسة قوية مع كل من هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” والقناة الإخبارية الفرنسية “فرانس 24”.
وأدى العرض الذي قدمه الظاهر إلى شرح فكرة المشروع وعدد المستهدفين منه لنيل ثقة لجنة التحكيم والمتابعين من خلال التصويت عليه عبر الإنترنت، ليصل محتوى المشروع إلى مليوني عربي ويتحقق من خمسين خبرا خلال كل شهر.
هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا الجهد الذي بذله فريق “فتبينوا” في مكافحة الأخبار والمعلومات الكاذبة على مدار خمس سنوات.

البداية
“لم أكن أعرف أن لحظة الغضب من خبر كاذب ستصير بعد خمس سنوات المنصة الأولى عربياً في مكافحة الأخبار الكاذبة”. بهذه العبارات يصف الظاهر (24 عاما) تجربته صيف 2014.
وبدأت الحكاية من خرافة قيلت في خطبة جمعة حين تحدث أحد الأئمة عن إسلام عالم غربي بعد سماعه صوت الأذان في الفضاء، وكان لموقف الناس الذين استعموا للرواية الأثر البالغ على صاحب المبادرة.
وترجم الظاهر غضبه إلى مشروع عملي بدأه بصفحة عبر فيسبوك أسماها “فتبينوا لمكافحة الأخبار الكاذبة” لتلقى عقب ذلك رواجا وصل إلى خمسة آلاف متابع بعد أقل من أسبوع على إطلاقها، وشعر بأهمية المشروع وأصبح يولي اهتماما يوميا بتصحيح الأخبار والخرافات رغم ضيق وقته لكونه جامعيا يدرس الطب البشري.
وانضم للصفحة بعد ستة أشهر من العمل المتواصل خمسون ألف متابع، وبدأ المتطوعون من باحثين ومتخصصين يقفون إلى جانب صاحبها ليصلوا إلى خمسين شابا وفتاة من 14 دولة يعملون على مكافحة الشائعات، قبل أن تصل المبادرة اليوم نصف مليون متابع وملايين المشاهدات الشهرية عبر مختلف منصاتها.

آلية العمل
وتقول الطبيبة فرح الظاهر (25 عاماً) في حديثها للجزيرة نت إن فريق العمل يضم مختصين بمجالات عدة في العلوم والدين والصحافة والصحة من مجموع الدول العربية.
ويقسم متطوعو المشروع لأقسام ضمن تسلسل علمي ومنهجي خاص من أجل تمرير المعلومة بتسع مراحل قبل نشرها، وتبدأ بالتحقق من الأخبار وجمع المعلومات مرورا بالجانب التقني والفني المعني بتصميم المنشورات وتبسيطها للناس حسب وسيلة نشرها.
وتتابع فرح أن المشروع يركز على 11 موضوعا مختلفا بعدة مجالات منوعة كالفيزياء والتاريخ والدين والطب والمواضيع الاجتماعية، لكن الموضوعات التي يتفاعل معها الجمهور أكثر تتعلق بالجانب الديني والطبي.
وتعزو حاجة الجمهور إلى هذين المجالين لانتشار الخرافات والشائعات فيهما، موضحة أن الشائعات الدينية تلقى رواجا بسبب تعاطف الناس معها، وأن الطبية منها تتعلق بحاجة الناس للدواء دون التحقق من المصدر.
ويطمح الفريق إلى ترجمة مقاطع الفيديوهات التي يصدرها المشروع عبر منصة يوتيوب وفيسبوك كي تصبح متاحة للصم والبكم بعد ترجمتها إلى ست لغات.

المصدر :
الجزيرة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock