أخبار منوعة

جهاد أبو حليمة.. ريادي من غزة نشرَ التعليم الإلكتروني

قبل عشر سنوات، ذهب الشاب الفلسطيني جهاد أبو حليمة لعرض فكرة مشروع يقوم على توظيف التكنولوجيا في قطاع التعليم، على مسؤول في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بقطاع غزة، وحين انتهى من عرض فكرته، رد عليه المسؤول: هل جئتني من الفضاء؟ هذا لا يمكن تطبيقه هنا!
جهاد (37 عاما) الحاصل على الدكتوراه في الكيمياء، أبى الانصياع لإحباط المسؤول السابق، فقد نشأ بذكاء غير عادي في أسرة يقودها مزارع فلسطيني اعتاد على إحياء أرضه الزراعية بمنطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، مباشرة بعد كل مرة تجرّفها فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تمسك الشاب أكثر بحل مشاكل التعليم في قطاع غزة بالتكنولوجيا، وهو التمسك المدعوم بخبرة كبيرة اكتسبها من العمل أكثر من 15 عاما في التدريس بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) والمدراس الحكومية.

تطبيق “مدرستي” لاختبارات العلوم
يقول أبو حليمة للجزيرة نت إنه بدأ تجاربه عام 2008 في “منتديات النجاح” الإلكترونية التي استهدفت الطلاب في مدرسة تابعة للأونروا في حي الزيتون (شرق غزة)، وساعده في برمجتها طالب درس فيما بعد تكنولوجيا المعلومات وحصل على جائزة غوغل في أمن المعلومات.
ثم في عام 2012 وبجهد شخصي، أنتج أبو حليمة تطبيق “مدرستي” على أجهزة المحمول، لمساعدة طلبة المرحلة الإعدادية على تجاوز تدريبات مكثفة في فترة الاختبارات لمادة العلوم، وهي المبادرة التي تبنتها فيما بعد مؤسسة النيزك المختصة في التعليم والبحث في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وحين أراد التقدم لوظيفة نائب مدير مدرسة، فكر في خدمة لكل من يريد الترقية إلى وظيفة أعلى، وبالفعل تمكن من إنجاز تطبيق “ليرننغ آوت كوم” (learningoutcom) الذي يعنى بالتعلم المبني على النتائج، وهو تطبيق استفاد منه 1200 شخص عام 2016.

أبو حليمة: استثمرت صفحات التواصل الاجتماعي لتوفير محاضرات مباشرة للخريجين

“المصفوفة الذكية” للحصول على وظيفة
انتقل أبو حليمة لتجربة أوسع في العامين الأخيرين، حين قدم مشروعا رياديا لحاضنة الأعمال والتكنولوجيا (BTI) بالجامعة الإسلامية في غزة -التي احتضنت مشروعه الفائز مع 11 مشروعا آخر- سماه “المصفوفة الذكية” (Smart matrix) ويقوم على توفير خدمة لطلبة من تخصصات مختلفة.
ويوضح المشروعَ بأنه “منصة تخدم الخريجين بتهيئتهم لاختبارات التوظيف، وتعليمهم كيفية اجتياز الاختبار الذي سيتقدمون له آخر العام عبر توظيف التكنولوجيا في قطاع التعليم”.
وعادة ما يعتمد الخريجون على “ملازم” (كتب) تجارية يستغل كثير منها جهل الخريج بأمور التوظيف، لكنه حرص على مساعدتهم في اجتياز امتحانات الوظيفة بشكل مضمون، إذ يقدم البرنامج معلومات حقيقية تخاطب الخريج وتفهم احتياجاته عند التقدم للوظيفة، فـ”بناء على طلب المستخدم نفسه واحتياجاته خرج المشروع بفكرة عملية وجدية راقية لجميع الخريجين”، كما يقول.

أبو حليمة: المنصة تخدم الخريجين وتعلمهم كيفية اجتياز اختبار آخر العام عبر توظيف التكنولوجيا في التعليم

التطبيق في الضفة
يشير أبو حليمة إلى أن التطبيق انتشر ووصل إلى الضفة الغربية أيضا العام الماضي، ورغم أن خريجي غزة لم يُمنحوا فرصة التقدم للوظائف الحكومية التي اقتصرت على خريجي الضفة الغربية، فإن هذا لم يمنعه من تنفيذ المشروع، فقد “كسر الحدود وحقق نتائج إيجابية للغاية”.
كما استثمر صفحات التواصل الاجتماعي في توفير محاضرات مباشرة للخريجين في المناطق البعيدة دون الحاجة لحضورهم، بحيث يتم ربطهم بمشرفين من شركات أو جامعات أو مؤسسات، وذلك بعد خضوع المشرفين لتدريبات مكثفة حول آلية الاستخدام خاصية البث المباشر، والتعامل الإيجابي مع استفسارات الطلبة؛ كما أنشأ قاعدة بيانات لهذه المحاضرات يستطيع الطلاب في كل التخصصات الاستفادة منها.

جائزة التعاون وحلم بالمزيد من العطاء
فاز جهاد أبو حليمة مؤخرا بجائزة التعاون للمعلم المتميز، وهي من أرقى الجوائز على المستوى الوطني الفلسطيني التي تستهدف الرياديين الشباب، وذلك عن مشروعه “التعلم النشط عن طريق التعليم الإلكتروني”.
يقول أبو حليمة إن الجائزة منحته المزيد من الطاقة من أجل المزيد من المشاريع الخاصة بالتعلم عبر التكنولوجيا، ويوضح: “جائزة مؤسسة التعاون وقيمتها المالية تهدف لإخراج الفكرة بشكل أوضح، ولخدمة كل الخريجين امتداداً من غزة إلى الضفة ثم إلى العالم العربي”.

المصدر :
الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock