كتاب أكاديميا

أ. ساره الرشيدي تكتب: التحفيز والتدريب

 

لا يخفى على احد في هذا الوقت ان التحفيز ضروري لتشجيع الطلبة على طلب العلم والالتزام به , وهو العصا السحرية للمدرب لتحريك طلبته نحو الأفضل , فالتحفيز بالمفهوم العام ببساطة هو مولد النشاط والفاعلية , فالمدرب هنا عليه القيام بدور المحفز اي الشخص الذي يقوم بعملية التحفيز وعليه أن يكون مطلعا على حاجات المتدربين ولديه القدرة على تحفيزهم ومعرفة الهدف الذي يوجه إليه المتدربين وطبعا لا ننسى توافر الخبرة لدى المحفز في هذا الموضوع.

وللتحفيز أهمية كبيرة فهو يساهم بشكل كبير في اعادة تنظيم منظومة المتدربين ورفع روحهم المعنوية وتنمية عادات وقيم سلوكية لديهم  وتعزيز قدرات وميول المتدربين نحو اهدافهم وطموحاتهم , واذا ما نظرنا لأنواع التحفيز نجدها متنوعة ومتعددة وربما تتداخل في الكثير من الاحيان مع بعضها البعض  وفي البحث عن النوع الاكثر كفاءة وفعالية ممكنة نجد الحوافز المادية التي ذكرها المستشار محمد احمد اسماعيل بأن الحافز المادي هو الحافز ذو الطابع المالي او النقدي وهي التي تقوم بإشباع حاجات الإنسان بحاجاته الأساسية فتشجع العاملين على بذل قصارى جهدهم في العمل، وتجنيد ما لديهم من قدرات، والارتقاء بمستوى كفاءتهم , و الحوافز المادية تشمل كل الطرق المتعلقة بدفع مقابل مادي على أساس الإنتاج لزيادته من حيث الكم أو تحسينه من حيث النوع، أحدهما أو كلاهما، و على ذلك فإن العامل كلما أنتج أكثر أو أفضل كلما تحصل على كسب أكبر.

ويضيف المستشار بأن الحوافز المادية تعتبر من أقدم أنواع الحوافز و تتميز بالسرعة و الفورية و إحساس الفرد بالنتيجة المباشرة لمجهوده وقد تكون إيجابية كمنح المكافئات و المساعدات وقد تكون سلبية كالحرمان من المكافئات أو تخفيض الراتب ولعلها تكون في اشكال مختلفة كالراتب والرضا الوظيفي والمكافآت والترقيات.

ولي في تطبيق التحفيز في المعهد تجربة جميلة , فمثلا قمت بتدريس طلبة اعادة قيد وهم الذين اعادوا الكورس لرسوبهم في بعض المواد او الذين اوقفوا قيدهم الدراسي لظرف ما , وكنت أتساءل بيني وبين نفسي عن افضل الطرق لتحفيزهم لاجتياز هذا الكورس والتغلب على الظروف التي واجهتهم وبعد التعرف على الاسباب التي ادت لإعادة القيد والتعرف على اهدافهم المستقبلية طرحت عليهم السؤال التالي : ما الذي خسرته حتى الان ؟ اجاب الجميع بأنهم لم يخسروا شيئا وان الوضع طبيعي ولازالوا في مقتبل العمر والتأخر في الدراسة امر طبيعي ويحدث لأغلب الناس.

هنا قمت بتحديد السؤال اكثر واردت ان يفكروا اكثر وقلت انني اقصد الجانب المادي من الخسائر.!!! هل أنتم متأكدون انكم لم تخسروا اموالا؟ لم تخسروا استقرار وظيفي ؟ لم تخسروا مجهود بدني ؟ لم تخسروا اوقاتكم ؟

وهنا بدأت احسب معهم ,, مثلا من فاته كورس كامل تقريبا اربع شهور فاته رواتب اربع اشهر حيث انه لو التزم وتخرج بالوقت المطلوب لكان بالوظيفة ولديه راتب اضافة الى الاستقرار الوظيفي فهو ابدل مقاعد الدراسة بتعبها وضغطها بالوظيفة والاستقرار الوظيفي بمزاياه من حيث التمتع بالإجازات والاستئذان واختيار مكان العمل المناسب اضافة الى التفرغ لتحقيق الاحلام وممارسة الهوايات ,, ولنا ان نقيس هذه الخسائر على من توقف لعام او عامين او اكثر ….

فلماذا نطيل ونعيد الدراسة ولا نلتزم منذ البداية حتى نحقق امالنا وطموحاتنا , ولكم ان ترو الدهشة على وجوه الطلبة وبادرني احدهم بالقول انه لم يحسب لهذا الموضوع وانه بدأ يحس انه فاته الكثير وعليه تدارك الوضع وبدأنا بمناقشة الخسائر وكيف نقللها وتفادي الاسباب التي ساهمت بتأخرهم وكيف يحفزون انفسهم ويحفزون غيرهم.

فالمدرب لديه مهمة عظيمة تجاه المتدربين ويقع على عاتقه التسهيل والتيسير وتبشير الطلبة بالخير حتى يكونوا افرادا صالحين منجزين ومطورين بالمجتمع , ولا ننسى الاقتداء بخير البشر والمعلم الاول لنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث امرنا بالحديث المتفق عليه بقوله عليه افضل الصلاة والسلام : يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّروا، وَبَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا .

فكل ما عليك عزيزي المدرب والمعلم ان توظف ما لديك من مهارات وتستطلع اراء طلبتك وتبحث في دوافعهم واهدافهم حتى تستطيع ان تطور وتنتج حوافز خاصة بهم ترتقي بهم وتطورهم.

 

 

بقلم أ. ساره الرشيدي

عضو هيئة تدريب– معهد التمريض

الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock