موسم المخيمات بين الماضي والحاضر .. من البساطة والأمان إلى «الفناتك» والسرقات
لم يبق من عمر موسم الشتاء إلا أيام قليلة، يودع فيها أصحاب المخيمات الصحراء التي تحتضنهم كل عام خلال أيام الشتاء الباردة، التي تخلق لهم أجواء البساطة الجميلة الشبابية منها والعائلية كذلك. ويعد المجتمع الكويتي مجتمعاً مُحباً للمخيمات، وينتظر برودة الطقس في واحد من مواسم العام بفارغ الصبر، نظرًا لجمالية الطبيعة في تلك الأوقات وشدة حرارة الطقس في المواسم الأخرى. ومن المتعارف عليه منذ زمن بعيد أن موسم المخيمات يتسم بالبساطة التي تخلق نوعاً من الأجواء البرية القديمة، لكن في الوقت الحاضر أصبح الأمر مغايرًا بعض الشيء، حيث ان البعض جعل من هذه المخيمات مكانًا للبناء والـ«فناتك» التي قتلت أجواء البساطة، ناهيك عن حالات السرقة التي تزايدت بشكل كبير عن الماضي. وعند تسليط الضوء على هذا الموسم الذي اختلف اختلافًا كلياً عن السابق، قال المواطن منصور الراشد ان متعة الموسم الشتوي في المخيمات التي تمتاز ببساطتها دون البذخ فيها. حالات سرقة وأضاف انه في الحاضر كثرت السرقات، مؤكدا انه تعرض لسرقة سيارة من أمام مخيمه الذي يجمع الأصدقاء بشكل يومي، حيث كان يضع هذه السيارة القديمة أمام المخيم كنوع من «التمويه» للمارة حول المخيم بأن أصحابه موجودون في أوقات النهار ولن تحدث سرقات، لكن حدث غير المتوقع حيث سرقت السيارة نفسها من أمام المخيم. بينما أوضح محمد عبدالمحسن ان موسم المخيمات يحتاج إلى حضور أمني مكثف حول المناطق البرية التي تحتضن المخيمات، قائلا: تعرض مخيمي للسرقة الاسبوع الماضي، حيث سرق التلفزيون ومعداته، مضيفا ان هذه الفترة، وهي نهاية موسم المخيمات، تكثر فيها حالات السرقة لكون الطقس في النهار حار قليلا، ولا يمكن الجلوس في المخيمات نهارا. أما بوفهد الشمري، فقد ذكر ان لديه «حلال» ويضعه بجانب المخيم مع وجود حارس للمخيم، مبينا ان هذه أجواءه السنوية لا تختلف من عام إلى اخر لأنها بسيطة، معرباً عن أسفه الشديد لكون المخيمات التي بجانبه أصبحت عبارة عن مبان، حيث يقومون ببناء دورة المياه والمطبخ والجلسات الداخلية للخيمة، ويتضح هذا الأمر بعد إزالتهم المخيم ومغادرتهم المكان، ناهيك عن «القنفات» والجلسات الحديثة التي لا تصلح لأن تكون داخل مخيم بسيط. حفلات مشبوهة وأشار إلى ان هناك كذلك حفلات مشبوهة تقام في بعض المخيمات، وصوت الأغاني العالي الذي يزعج المخيمات الأخرى البسيطة. كما أكد المواطن عبدالله الفلاح انه في موسم الشتاء من كل عام يشاور أصدقاءه في التخييم من عدمه، لأن الوضع أصبح غير آمن بالنسبة الى المخيمات، لكون حالات السرقة زادت بشكل كبير عن السابق، وقال: لم يعد هناك أمان في معظم المناطق البرية مما يخلق تخوفا لدينا من وضع المخيم. وبيّن ان موسم المخيمات 5 أشهر تقريبا، ولا بد من توفير الأمن للناس الذي يرون متعتهم في هذه المخيمات خلال تلك الفترة، مشددا على دور رجال الأمن وزيادة نقاط التفتيش حول المناطق البرية التي تكثر فيها المخيمات.