الأدلة تتصاعد بأن بكتيريا الامعاء يمكن ان تؤثر على المزاج وتمنع الاكتئاب
اليزابيث بينيسي : 4 فبراير 2019
ترجمة أستاذه: سندس العبدالرزاق
في جميع الطرق الكثيرة التي يمكن لمجموعة الميكروبات في امعاء الشخص والأنسجة الاخرى من ان تؤثر على الصحة فان تأثيرها المحتمل على الدماغ ربما كان الأكثر دلالة ووضوحا . الان كشفت دراسة عن مجموعتين كبيرتين من الاوروبيين عن عدة انواع من بكتيريا الامعاء تعتبر غير موجود في الاشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. ولا يستطيع الباحثون القول اذا ما كان هذا الغياب هو سبب أو اثر ونتيجة للمرض ولكنهم اظهروا بان العديد من انواع بكتيريا الامعاء يمكن ان تنشأ مواد تؤثر على وظيفة خلايا الاعصاب وربما ايضا مزاج الشخص .
” انها الخطوة الاولى الفعلية في المسار لمعرفة كيف ان كيماويات الميكروب يمكن ان تؤثر على المزاج في البشر، يقول جون كريان ، عالم اعصاب في كلية كورك الجامعية في ايرلندا الذي كان يعتبر من اكثر الداعمين للربط بين عمل الميكروب والدماغ . الدراسة بالفعل تدفع في المجال الذي بدأت منه دراسات صغيره لدى الاشخاص المصابين بالاكتئاب أو التجارب التي اجريت على الحيوانات . ان التدخل الذي يعتمد على ميكروبات الامعاء هو تحت الدراسة الآن . وعلى سبيل المثال تخطط جامعة بازل في سويسرا لتجربه زرع جنيني التي يمكن ان تسترد أو تغير الميكروب في الاشخاص المصابين بالاكتئاب.
اشارت العديد من الدراسات التي اجريت على الفئران بان ميكروب الامعاء يمكن ان يؤثر على السلوك وايضا الدراسات الصغيرة التي اجريت على البشر تفيد بان هذا الميكروب يتغير عند الاكتئاب . ومن اجل فحص هذا الربط في مجموعة كبيره ، قام جيروين رايس ، عالم الميكروبيولوجي في جامعة ليفن الكاثوليكية في بلجيكا وزملائه بتفحص اكثر لعدد 1054 شخص بلجيكي الذين تم الاستعانة بهم من اجل تقييم الميكروب العادي . البعض في المجموعة – 173 في الاجمالي تم تشخيصهم بالاكتئاب أو ان ادائهم كان ضعيفا في مسح جودة الحياة وقام الفريق بمقارنة الميكروب لديهم مع المشاركين الاخرين .
هناك نوعين من الميكروب : كوبوروكس و ديالستر وجدت مفقودة من الميكروبيوم للأشخاص المصابين بالاكتئاب ولكن ليس من اولئك الذين يعيشون حياة جيده . لقد انعقدت هذه النتائج عندما نظر الباحثون الى عناصر مثل السن والجنس أو تناول ادويه مضادة للاكتئاب وجميعها تؤثر على وظيفة الميكروب وفقا لتقرير الفريق في مجلة طبيعة الميكروبيولوجيا . كما وجدوا بان الاشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم زيادة في بكتيريا تظهر في مرض كروهن .
نتائج دراسات الميكروب في فئه معينه من السكان لا تظل ثابته في الغالب لدى فئة اخرى ، ولكن عندما نظر الفريق الى بيانات من مجموعة اخرى وهي 1064 شخص هولندي الذين اخذت عينات من الميكروب لديهم وجدوا ان نفس النوعين مفقودين من بين اولئك المصابين بالاكتئاب وايضا مفقودين لدى سبعة اشخاص يعانون من اكتئاب اكلينيكي حاد . البيانات لا تثبت الامر بشكل ثابت ،كما تقر رايس ولكن هي ملاحظات مستقله مدعمه بدراسات اجريت على ثلاثة مجموعات من الاشخاص.
وعند البحث عن امور تربط بين الميكروبات والمزاج قامت رايس وفريقها بتجميع قائمه من 56 مادة مهمه لعمل جهاز الاعصاب والذي يعمل ميكروب الامعاء على اما انتاجه أو تحليله . وقد وجدوا على سبيل المثال بان نوع كوبروكوس يبدو ان يجد مسارا يتعلق بالدوبامين ، وهي اشارة رئيسيه في الدماغ الى وجود الاكتئاب على الرغم من انه لا يوجد لديهم دليل كيفية الحماية ضد الاكتئاب. كما ان نفس الميكروب يقوم بصنع مادة مقاومه للالتهاب تدعى بوتاريت ووجد ان الالتهاب الزائد يوجد في حالات الاكتئاب.
ان الربط بين غياب البكتيريا بالاكتئاب يمكن ان يكون مفيدا وذو معنى من الناحية الفسيولوجية ، وفقا لقول سارة كامل ، اخصائية فسيولوجية في جامعة نيو برونزويك ، نيو جيرسي . ولا يزال غير معروفا كيفية صنع المركبات الميكروبية في الامعاء والتي قد تؤثر على الدماغ . احد القنوات المحتملة هو عصب فاجوس الذي يربط بين الامعاء والدماغ .
ووفقا لقول رايس فان التوصل الى تأكيد بخصوص الربط بين الميكروب والدماغ يمكن ان يؤدي الى انواع جديده من العلاج ، وفي الحقيقة فان بعض الاطباء والشركات تقوم سلفا الان باستكشاف بعض المكملات من البكتيريا التي تؤخذ في الفم لعلاج الاكتئاب على الرغم من انها لا تشمل عادة الميكروبات المفقودة التي تم تحديدها في الدراسة الحديثة. عالم الاعصاب الاكلينيكي اندريه شميدت من جامعة بازل بدء بإجراء تجربه طبيه يقوم فيها الفريق التابع له بتقييم صحة العقل وطبيعة ميكروبات 40 شخصا مصاب بالاكتئاب قبل وبعد خضوعهم لزرع عنصر منفرد .
كما انه هو والمؤيدين الاخرين يوافقون على ان تأكيد أي ربط بين الاكتئاب والميكروب سوف يستغرق عدة دراسات اخرى ، ولا يزال سيفن بيترسون ، اخصائي التجارب البيولوجية في معهد كارولينسكا في ستوكهولم من بين اوائل من اقترحوا هذا الربط وهو يطلق على النتائج الجديدة ” اشارة ضخمه لمجتمع الطب لكي تأخذ في الاعتبار تحليل الميكروبات لدى مرضى الصحة العقليةلديهم ” .