كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة تستكشف الهوية الإسلامية
استضافت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، خلال شهر فبراير، سلسلة من النقاشات التي قدمها أكاديميون مرموقون من مؤسسات دولية عريقة. وركزت المحاضرات على القضايا ذات الصلة بالهوية الإسلامية والفكر السياسي الإسلامي.
وفي إطار هذه المناقشات، استكشفت الدكتورة منى صديقي، أستاذ الدراسات الإسلامية والدينية في جامعة إدنبرة، التحديات الناتجة عن تنوع الهويات الدينية والثقافية في المجتمعات الغربية خلال محاضرتها التي جاءت تحت عنوان “استكشاف الهوية الدينية في أوروبا: حدود القانون والتعددية“، يوم 13 فبراير الماضي. وتطرقت الدكتورة صديقي الى أنه بالرغم من اعتبار التعددية أمراً إيجابياً، إلا أنها أثارت تحديات فريدة من نوعها بالنسبة للمجتمعات العلمانية. وقد تناولت المحاضرة الاتهام الموجه للجماعات الدينية المتنوعة بأنها تطلب الحصول على استثناءات قانونية، مما يُرغم المسلمين عن تحدي الرؤية المختزلة للشريعة الإسلامية.
وتطرقت محاضرة “الشريعة والسيادة في المناظرات الإسلامية المسيحية“، التي قدمها الدكتور جوشوا رالستون، وهو أستاذ محاضر في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين بجامعة إدنبرة، يوم 14 فبراير، إلى العلاقة بين الشريعة الإسلامية والسيادة، وهي موضع انتقاد متكرر من قبل علماء اللاهوت المسيحيين والمنظرين العلمانيين معاً. ووفرت المحاضرة إطار عمل لدراسة هذا الموضوع خارج حدود العلمانية المتطرفة أو الدولة المرتكزة على الشريعة.
وعلَّق الدكتور جوزيف لامبارد، الذي يترأس سلسلة المحاضرين المتميزين بكلية الدراسات الإسلامية، على المحاضرات بقوله: “تكمن الاهتمامات الشاملة لكلية الدراسات الإسلامية في استكشاف القضايا التي تؤثر على المسلمين ومجتمعاتهم بوجه عام وفهمها بشكلٍ أفضل. وكانت سلسلة المحاضرين المتميزين قد انطلقت لتشجيع العلماء من جميع أنحاء العالم على التواصل، والتحاور، وتقديم أفكارهم في كلية الدراسات الإسلامية، التي تستمر في ترسيخ مكانتها بوصفها مركزًا للدراسات الإسلامية المعاصرة، وراعيةً للخطاب الإسلامي الحديث.”
ومن جهته، ناقش الدكتور سلمان سيد، الباحث المرموق ومؤلف كتاب “استعادة الخلافة“، قضية بناء هوية إسلامية في عالم ما بعد الاستعمار، وذلك يوم 19 فبراير. وركز الدكتور سيد، الذي قدم لإلقاء محاضرته بدعوة من مجلس طلاب كلية الدراسات الإسلامية، على القضايا التي استكشفها في كتابه، الذي يتناول العقبات التي تُقيّد المطالبات الإسلامية بالاستقلال في عالم ما بعد الاستعمار، حيث بات هذا الموضوع جزءاً من مشروع أكبر لتفكيك الاستعمار، ومحوراً لدراسات إسلامية نقدية عديدة.
وعلَّقت نجاة عمارة، نائب رئيس مجلس الطلاب وطالبة برنامج ماجستير الآداب في الدراسات الإسلامية، على ورش العمل الناجحة والمحاضرة العامة التي ألقاها الدكتور سيد، قائلةً: “لقد منحتنا كلية الدراسات الإسلامية فرصًا لا تُقدر بثمنٍ لتنظيم حلقات نقاش تحفز على إعمال الفكر، وندوات، وحلقات قراءة ساعدتنا على توسيع آفاقنا المعرفية.
وتتميز البيئة الأكاديمية التي توفرها الكلية حقًا بأنها ملهمة وتوفر مساحة للطلاب تساعدهم على النمو الشخصي والمهني بوصفهم أعضاءً في مجتمع مفكر ومتكامل. وقد كانت السلسلة التي قدمها الدكتور سيد من الفعاليات الأكثر تشويقًا التي نظمناها حتى الآن، حيث أنها مثَّلت محاولة لبناء جسر بين تخصص الدراسات الإسلامية ومجال فكر تفكيك الاستعمار، الذي لم يجتذب الطلاب فحسب، ولكنه استقطب الأكاديميين كذلك للمشاركة في المناقشات.”
وتسعى كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة إلى تعزيز الحوار بشأن الأفكار والآراء المتعلقة بالإسلام. وتقدم الكلية خمسة برامج للدراسات العليا على مستوى الماجستير والدكتوراه، وتضم أيضًا العديد من المراكز البحثية المتميزة التي تزود طلابها وباحثيها بفرصة للمشاركة في مناقشة القضايا الراهنة مع العلماء والقيادات الفكرية من جميع أنحاء العالم. وتُصنف البرامج الأكاديمية التي تقدمها الكلية، في العديد من الحالات، باعتبارها برامج فريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
للمزيد من المعلومات عن كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، وللتعرف على الفعاليات المقبلة التي تنظمها الكلية، تفضلوا بزيارة: cis.hbku.edu.qa.