أخبار منوعة

«أبل» تتجه نحو خدمات «البث عبر الإنترنت»

في ظلّ ركود مبيعات هواتف «آيفون»، تكثّف شركة «أبل» الجهود في مجال خدمات البث عبر الإنترنت الذي يشهد نموّا متزايدان لإعطاء زخم جديد لمنتجاتها، قد توفّر هذه السنة اشتراكا في الصحف ومنصة بثّ تابعة لها.
وتفيد وسائل إعلام بأن «أبل» تستعدّ للكشف عن جديدها في الخامس والعشرين من شهر مارش المقبل، في مقرّها الرئيسي في كاليفورنيا، بيد أن المجموعة الأمريكية ترفض على عادتها التعليق على الشائعات.
وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن شركة أبل تسعى إلى تعزيز الإيرادات من الخدمات، خاصة في ظل تراجع مبيعات أيفون، إذ يتوقع أن تقدم الخدمة عن طريق الاشتراكات، على طريقة «نتفليكس»، مقابل تقديم خدمة أخبار غير محدودة.
وخطت «أبل» خطوات بسيطة في مجال الفيديو، مع متجر «آي تيونز» الذي يتيح شراء القطع وخدمة «أبل.تي.في» التي تتيح النفاذ إلى منصّات أطراف ثالثة وأيضا برنامج «كاربول كاراوكي» الموسيقي.
ولا مجال للشك في الخطوات المقبلة التي تعتزم المجموعة اتخاذها، فهي ستطلق في أغلب الظنّ خدمتها الخاصة للبثّ التدفقي الحافلة ببرامج حصرية والزاخرة بالنجوم، في مسعى إلى استقطاب المستخدمين ومزاحمة «نتفليكس» و«أمازون برايم».
وستعلن «أبل» عن خدمة بث الفيديو الجديدة المنافسة لنتفليكس، إذ تضع الشركة الأمريكية اللمسات الأخيرة لتطويرها، ومن المتوقع طرحها رسميا فة شهر إبريل المقبل، أو أوائل مايو.
وفي أواخر يناير، أعاد المدير التنفيذي تيم كوك التأكيد على عزم المجموعة الاستثمار في «المحتويات الأصلية»، مذكرا بالعقد المبرم مع نجمة التلفزيون الأمريكي أوبرا وينفري وقائلا وقتها «ثقتي كبيرة وسنكشف عن أمور جديدة في الفترة المقبلة».
وقد تطلق «أبل» في خلال بضعة أشهر نموذجا للفيديو على شاكلة خدمة «أبل ميوزيك» للبثّ الموسيقي التي طرحتها عام 2015.
وشهدت «أبل» التي وصلت متأخرة إلى سوق الموسيقى نموّا ، وباتت تضمّ أكثر من 50 مليون مستخدم في مقابل اشتراكات مدفوعة.
وعهدت «أبل» خوض المجالات بعد الآخرين لكن مع إحداث تغييرات كبيرة تقلبها رأسا على عقب، كما الحال مع أجهزة «آي بود» وهواتف «آي باد».
وبالإضافة إلى موارد مالية طائلة، تتمتّع «أبل» بقاعدة واسعة من المنتجات قيد التداول تشمل 1.4 مليار جهاز تزوّدها مسبقا بخدماتها.
وقد سمح لها ذلك بتحقيق رقم أعمال يبلغ 11 مليار دولار تقريبا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2018 مسجلا ارتفاعا بنسبة 19 بالمئة، بفضل خدمات من قبيل «آي كلاود» و«أبل باي» و«آي تيونز» و«أبل ميوزيك».
وفي ظلّ انتشار التكهنات في هذا الصدد، اقترح محللون من «جي.بي مورغان تشيز» أن تشتري «أبل» منصة «نتفليكس» التي تهيمن على السوق، مع حصة مستخدمين تبلغ 140 مليونا.
وبالإضافة إلى الفيديو، تطمح «أبل» لخوض مجال الصحافة. ومن المعلوم أن الأجواء متوترة بين المجموعات التكنولوجية ووسائل الإعلام، فهذه الأخيرة تتّهم عمالقة التكنولوجيا باستخدام منشوراتها من دون تقديم أي مقابل أو بالتسبب بإفلاسها مع احتكارها العائدات الإعلانية.
وتتيح «أبل» منفذا إلى الصحف بواسطة «أبل نيوز». وقد تقضي الخطوة التالية بتقديم اشتراك يتيح الاطلاع على عدد كبير من المنشورات، غير أنّ هذا المشروع لا يلقى إجماعا بسبب نسبة العائدات التي تطالب بها «أبل».
ومهّدت المجموعة الطريق لخطوتها المقبلة في هذا المجال أيضا مع شراء خدمة «تكستر» التي تتيح الاشتراك بمجّلات إلكترونية في مقابل 10 دولارات في الشهر الواحد.
غير أنّ المفاوضات مع بعض جهات التحرير متعثّرة، لأن «أبل» تطالب، بحسب ما أكدت بعض وسائل الإعلام، بنصف العائدات بينما يتمّ تقسيم الباقي بين الناشرين على أساس الوقت الذي يقضيه الناس في قراءة المقالات.
لكن هذا أعلى بكثير من نسبة الثلاثين في المئة التي تحصل عليها الشركة خلال السنة الأولى من الاشتراك، جنبا إلى جنب نسبة الـ15 في المئة التي ستحصل عليها في وقت لاحق.
ومن ثمّ ترفض صحف كبرى، مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، إبرام شراكات معها.
كما تريد «أبل» من بعض الصحف الالتزام بتزويد الأخبار لمدة عام على الأقل، وهو البند الذي يثير الانقسام بين الناشرين أيضا، فالبعض يريد التزاما أطول، بينما يريد آخرون فرصة للتراجع في وقت أقرب.
ولا يستبعد بعض المحللين أن تقدّم «أبل» في نهاية المطاف اشتراكا وحيدا في كلّ خدماتها، كما هي حال «أمازون». ويساور القلق العديد من الصحف حول إمكانية إلحاق الضرر بمبيعات خدمات الاشتراك الخاصة بها، حيث تبيع صحيفة واشنطن بوست اشتراكا رقميّا بالكامل مقابل 10 دولارات في الشهر.
بدورها تضع «نيويورك تايمز» اشتراكا مقابل 15 دولار شهريا، فيما يبلغ سعر الاشتراك الأساسي في صحيفة وول ستريت جورنال 37 دولارا في الشهر، في الوقت الذي يدفع تطبيق «تكستر» لموفّري المحتوى الخاص به على أساس الاستخدام الذي تولده عناوينهم.
ويعني هذا أن الصحيفة التي انضمت إلى «تكستر» سوف تحصل من المشتركين ضمن التطبيق على دفعات أصغر بكثير بالمقارنة مع الأشخاص الذين يقومون بالاشتراك بشكل مباشر مع الصحيفة، وتعاني الصحف من قلق إضافي في ما يتعلق بهذا العرض، والذي يتمثل بانخفاض الجاذبية في حال كانت جزءا من مجموعة من المطبوعات بدلا من كون علاقتها فردية مع المشتركين.
ويترك هذا العرض الباب مفتوحا أمام إمكانية قيام شركة «أبل» بإيقاف هذه الحزمة لاحقا، لكن الصحف تفكر في الوقت نفسه بالفوائد الكبيرة التي يمكن الحصول عليها من خلال أبل، إذ تمتلك الشركة قاعدة ضخمة من المستخدمين، حيث إن مستخدمي الشركة يمتلكون 1.4 مليار جهاز نشط، مما يساعد على زيادة وصول وانتشار الصحف بشكل كبير.
كما أثبتت أبل قدرتها على تحويل عملائها من الأجهزة إلى مشتركين رقميين، وأكبر مثال على ذلك خدمة أبل ميوزك، والتي أطلقتها الشركة في عام 2015.
وتمكنت خدمة «أبل ميوزك» بعد الاستحواذ عليها من الحصول على 50 مليون مشترك من خلال تقديمها اشتراكات مجانية لمدة ثلاثة أشهر لجميع مستخدمي هواتف آيفون، مع الإشارة إلى أن وول ستريت جورنال وواشنطن بوست تبيعان اشتراكات عبر تطبيق أخبار«أبل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock