أخبار منوعة

فكيف يمكن أن تجعل الموظفين يشعرون بالسعادة؟

كيف حالكَ ؟سؤال بسيط بتأثير ضخم

نعيش في عصر قائم على تعقيد وفلسفة كل شيء أكثر مما يحتمل أو مما يجب. فلم يعد هناك مقاربات واضحة ومباشرة؛ لأن الغالبية تعتبر كل ما هو مباشر بسيطاً أكثر مما يجب، وبالتالي لا ينفع ما يعني أنه يجب البحث عما هو معقد من دون التشكيك بواقع أن التعقيد وفلسفة الأمور قد لا تكون ناجحة. حتى القهوة التي نتناولها باتت معقدة أكثر مما تحتمل، فبينما من الناحية النظرية هي بن وماء باتت اليوم بناً وماء وعشرات الأمور الأخرى التي تضاف إليه.

التعقيدات في أنماط تفكيرنا وفي مقاربتنا للأمور تنسحب على مكان العمل. بطبيعة الحال هناك بعض الأمور الواضحة والمباشرة، كواقع أن الاستثمار في رضا الموظفين قائم على مبدأ أن الموظف السعيد هو موظف أكثر انخراطاً في مكان العمل وأكثر إنتاجية ما يعني أنه يقوم بعمل أفضل وبالتالي يساعد في تحقيق عائدات مالية أكبر للشركة. وطبعاً هناك النقطة البديهية، والتي هي أن العمل مع مجموعة من الزملاء الذين يعانون من مزاج سيئ أزلي أمر مثير للكآبة.

فكيف يمكن أن تجعل الموظفين يشعرون بالسعادة؟

الحكمة التقليدية الخاصة بالحياة المهنية تنصح بالجوائز مثل جائزة موظف الشهر، الفوائد المادية مثل زيادة على الراتب والمعنوية والمادية معاً مثل الترقية، أو تنويه من الإدارة أو اعتراف علني بالإنجازات.

كل هذه المقاربات مفيدة وتنفع، ويمكنها أن تؤدي إلى سعادة بعض الموظفين. ولكن دراسة أجريت مؤخراً أشارت إلى أن سعادة ورضا الموظفين مرتبطة بما هو أكثر بساطة بأشواط مما تعتمده الشركات منذ سنوات طويلة جداً وطبعاً أقل تكلفة.

الدراسة والنتائج المثيرة جداً للاهتمام

في دراسة شاملة أجرتها شركة الاستشارات «إ آيEY » من أجل الحصول على معطيات تساعد على فهم تعريف العاملين لحس الانتماء إلى مكان العمل والأمور التي تجعلهم يشعرون بأنهم ينتمون إلى مكان العمل، وتلك التي تجعلهم يشعرون بأنهم لا ينتمون إليه.

وبعد استطلاع رأي لأكثر من ١٠٠٠ موظف في شركات مختلفة وبفئات عمرية مختلفة تبين أن أكثر من ٤٠٪ من الذين تم استطلاع رأيهم يشعرون بالسعادة وبأنهم ينتمون إلى مكان العمل عندما يقوم زميل آخر بسؤالهم عن أحوالهم سواء على الصعيد الشخصي أو المهني.ونتائج هذه الدراسة تتوافق مع نتائج دراسة أجريت عام ٢٠١٧ أجرتها حينها «أميريكان سيكولوجي أسوسييشن»، والتي جاء فيها أن الموظف الذي يشعر بأن مديره يدعمه تكون نسبة الرضا عن عمله هي ضعف الذي لا يختبر هذا الشعور.

عند السؤال عن الأمور التي تجعلهم يشعرون بالانتماء فإن ٥٦٪ منهم اعتبروا أن احترامهم وتقديرهم يجعلهم يشعرون بالانتماء ومن هذه النسبة ٦٣٪ من الذين ينتمون إلى الجيل القديم شددوا على هذه الجزئية و٥٦٪ من الجيل إكس و٥٣٪ من جيل الألفية.

وعند السؤال عن الأمور التي تجعلهم يشعرون بالانتماء والسعادة فإن الإجابة، كما قلنا، قيام الزملاء بالسؤال عن أحوالهم الشخصية والمهنية بغض النظر عن السن، وقد جاءت النسب الخاصة بهذه الجزئية أعلى من أمور أخرى كانت تعتبر الأكثر أهمية مثل الاعتراف العلني بالإنجازات والتي حصلت على ٢٣٪ فقط أو دعوة الموظف إلى اجتماع مع كبار المديرين التي حصلت على ١٤٪.

كيف حالك المتواضعة؟

أمر بسيط مثل سؤال الزميل عن أحواله، وعما إن كان كل شيء على خير ما يرام سواء في المنزل أو مكان العمل يمكنها أن تجعله يشعر بأنه ينتمي إلى مكان العمل، وبأنه بالفعل يشعر بالسعادة.بالنسبة للعاملين قيام الزملاء باستثمار الوقت من أجل التأكد من أن أوضاعهم الشخصية والمهنية على خير ما يرام هي أسرع طريقة؛ كي يشعروا بالانتماء وبالسعادة.

صحيح أن هناك بعض الفئات التي لا تحب الحديث عن أمورها الخاصة في مكان العمل، ولكن سؤالاً عاماً مع إجابة عامة تكفي. فعدم السؤال يعني عدم الاكتراث على الإطلاق؛ لأن الدراسة أشارت إلى أن الذين لا يتم سؤالهم عن أحوالهم من قبل الزملاء يختبرون مشاعر العزلة، التجاهل، التوتر والحزن.

إن كانت هذه الدراسة تعلمنا شيئاً فهو أنه وبغض النظر عن السن إظهار بعض الاكتراث للآخر الذي نعمل معه يبدل كل شيء بالنسبة إليه وبالنسبة إليك.

فلو افترضنا أنك توجهت الآن إلى زميلك وسألته عن أحواله وأجابك ثم قام هو بدوره بسؤالك عن أحوالك وأجبته.. فالمشاعر التي يختبرها ستكون إيجابية وأنت بدورك ستختبر مشاعر إيجابية؛ لأنه سألك بدوره وبالتالي هي حلقة من الإيجابية التي يمكنها الانتقال من زميل لآخر وبسهولة تامة.

السؤال عن الحال ليس بالضرورة أن يكون شخصياً بشكل كبير وليس بالضرورة أن يغوص في التفاصيل الخاصة، هو مجرد سؤال يمكنه أن يفتح الأبواب لرد صريح ويمكنه أن يكون رداً عابراً.. ولا بأس بجميع أنواع الردود؛ لأنه لا أهمية للإجابة التي ستحصل عليها. الأهمية كلها تتمحور حول واقع أن أحدهم اكترث وسأل.

سواء كنت تشغل منصب مدير أو لا تشغل أي منصب إداري، جعل هذا السؤال جزءاً من روتينك اليومي هو أسهل أمر ممكن. والنتائج بالتأكيد تستحق التجربة، خمس دقائق أو حتى ١٠ دقائق من يومك للاستماع إلى أحوال الآخر إن كانت ستؤدي إلى تعزيز مشاعر الانتماء والسعادة فهو يستحق التجربة من دون شك.

المصدر:
مواقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock