قسم السلايدشو

دراسة للباحث محمد العوضي: الأيام الممطرة في الكويت 28 فقط

أعد الباحث محمد العوضي دراسة إحصائية عن كميات الأمطار التي هطلت في البلاد على مدار 20 سنة، استنادا للأرقام الموثقة رسميا في سجلات المجموعة الإحصائية السنوية التي تصدرها الإدارة المركزية للإحصاء، تضمنت مقارنة بين الكميات وأوقات تركزها.

لا يزال الجدل مستمرا حول أمطار الخير التي هطلت الأسبوع الماضي، التي نتج عنها غرق بعض المناطق والشوارع بالسيول، خاصة تلك الواقعة في جنوب البلاد، التي تسببت بأضرار كثيرة في ممتلكات كثير من المواطنين وأثارت تساؤلات في وسائل التواصل الاجتماعي عن القصور وشبهة الفساد في تنفيذ مشاريع البنية التحتية التي تم تنفيذها حديثا.
وبيانات الأمطار المتوافرة تعتبر جزءا من بيانات المناخ عن الكويت الموثقة في سجلات المجموعة الإحصائية السنوية التي تصدرها الإدارة المركزية للإحصاء، والتي بدأ تسجيلها منذ عام 1957، واستطاعت من خلالها تكوين الجدول المرفق لآخر 20 سنة منذ عام 1997 وحتى عام 2016 ، والذي يحتوي على حجم كميات الأمطار التي هطلت سنويا بالمليمتر، وكذلك أكبر كمية أمطار في يوم واحد في السنة وعدد الأيام الممطرة في السنة (الأمطار التي تزيد على 0.1 مليمتر في اليوم) وأكثر شهر هطلت فيه الأمطار.
يلاحظ أن متوسط سقوط الأمطار على الكويت في السنة منذ عام 1997 وحتى عام 2016 يعادل 119مليمترا بمتوسط 28 يوما ممطرا.
ويلاحظ كذلك أن النسبة المئوية لأكبر كمية أمطار سقطت في يوم واحد في السنة خلال تلك الفترة يتجاوز ربع الكمية الساقطة خلال نفس السنة لأكثر من نصف السنوات الموجودة في الجدول، ويلاحظ أيضا لجميع السنوات المدرجة في الجدول أن أكثر شهر ممطر في السنة هو نفس الشهر الذي شهد أكثر يوم ممطر لتلك السنة. فالكويت من الأماكن التي يشح فيها المطر مقارنة ببقية دول العالم، وهذه طبيعة المناخ الصحراوي.

قراءة في الجدول
لو قسمنا الجدول المرفق إلى فترتين: الفترة الأولى من عام 1997 إلى عام 2006 والفترة الثانية من عام 2007 إلى 2016 سنجد أن فترة السنوات العشر الأولى كانت أكثر من حيث مجموع الأمطار الساقطة وكذلك مجموع عدد الأيام الممطرة. فقد كان مجموع الأمطار الساقطة في الكويت بين عام 1997 وعام 2006 يقارب 1525 مليمترا مقابل 853 مليمترا للفترة بين عام 2007 وعام 2016، أي أن مجموع الأمطار الساقطة في الفترة الأولى يزيد على تلك الساقطة في الفترة الثانية بما يقارب %79.
وكان متوسط الأيام الممطرة في الفترة الأولى 29 يوما في السنة مقابل 27 يوما للفترة الثانية.

الأكثر في يوم
شهدت السنوات العشر الأولى في الجدول أكثر كمية أمطار سقطت في يوم واحد في تاريخ الكويت المعاصر، أي منذ بدء تسجيل بيانات الأمطار في الكويت، وذلك في الحادي عشر من نوفمبر من عام 1997، حيث سقطت على الكويت أمطار حجمها 65 مليمترا في ساعات محدودة من مساء ذلك اليوم، وتسببت في سيول وتجمعات لمياه الأمطار في أجزاء كثيرة من شوارع مدينة الكويت ونتج عنها شل حركة السيارات.
كما شهدت السنوات العشر الأولى كذلك الرقم القياسي للأمطار الساقطة خلال سنة في تاريخ الكويت المعاصر، وكان ذلك في عام 2004، حيث سجلت 216.8 مليمترا من الأمطار. وبالتأكيد فإن هذه الأرقام القياسية قد تم نَسخها من خلال كميات الأمطار التي سقطت في شهر نوفمبر من هذا العام. حيث زادت كمية الأمطار الساقطة كما تشير بعض المصادر على 253 مليمترا.
ويلاحظ من الجدول كذلك أن السنوات العشر الثانية شهدت الرقم القياسي لأقل كمية أمطار خلال سنة، وذلك في عام 2010، حيث لم تتجاوز كمية الأمطار الساقطة في تلك السنة 35 مليمترا، وكان شهر مايو أكثر شهر هطولا للأمطار، أي أن كمية الأمطار التي سقطت في تلك السنة في موسم السرايات فاقت الكميات التي سقطت في مواسم الأمطار الأخرى لنفس السنة.

متوسط الهطول
يلاحظ من الجدول أن كمية الأمطار الساقطة سنويا في تسع سنوات من السنوات العشر الأولى في الجدول (بين عام 1997 وعام 2006) تجاوزت قيمتها المئة مليمتر، في حين لم تتجاوز هذه الكمية من الأمطار في السنوات العشر التالية (بين عام 2007 وعام 2016) إلا في ثلاثة أعوام فقط. وإذا استثنينا كمية الأمطار الساقطة في يوم 11 نوفمبر1997، سنجد أن الأمطار التي هطلت بكميات كبيرة في 19 ديسمبر 1999 بكمية 60 مليمترا وأيضا في 2 نوفمبر 2002 بكمية قاربت 45 مليمترا. وكذلك في 22 يناير 2005 بكمية 46 مليمترا لم تتسبب في مشاكل في تصريف مياه الأمطار ولم تكشف عن عيوب في البنية التحتية مقارنة بالمشاكل التي ظهرت في السنوات الأخيرة، التي تساقطت فيها كميات أقل من الأمطار.
فطاقة تصريف مياه الأمطار في الكويت تقارب 28 مليمترا تقريبا في الساعة للشوارع الرئيسية و25 مليمترا في الساعة للشوارع الداخلية، كما صرح بعض المسؤولين في الحكومة. والكل مُجمع على أن مجموع ما سقط من أمطار الخير على الكويت في الساعات الأولى من فجر السادس من نوفمبر وكذلك في يوم العاشر من نوفمبر وأيضا في يوم الرابع عشر من نوفمبر من العام الحالي يفوق طاقة شوارع الكويت التصريفية لمياه الأمطار.
وما هطل من أمطار خلال تلك الأيام المذكورة يفوق مجموع الأمطار للأعوام 2014 و2015 و2016، ولكن لا يمكن صرف النظر عن الأخطاء التنفيذية في بعض المشاريع التي تم تنفيذها في السنوات الأخيرة مثل تلك الخاصة بمدينة صباح الأحمد. وكذلك السيول التي يتكرر تجمعها مع زخات الأمطار في أماكن مثل نفق المنقف، وأيضا مشكلة انسلاخ الأسفلت وتطاير الحصى في موسم الأمطار في السنوات القليلة الماضية، التي كانت كميات المطر الساقطة فيها شحيحة نسبيا.

القبس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »

Thumbnails managed by ThumbPress

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock